حادث موت ثلاثة سجناء في معتقل جوانتانامو الامريكى بكوبا والذى وقع يوم الاحد الماضى هو اول حادث يموت فيه السجناء منذ انشاء هذا المعتقل. لذلك فان ذلك كان له رود افعال على مستوى المجتمع الدولى. وقد اعلنت وزارة الدفاع الامريكية هويات هؤلاء السجناء الثلاثة وذكرت انهم ماتوا منتحرين. في نفس الوقت شكك اقارب السجناء الميتين في سبب الموت الذى اعلنه الجانب الامريكى. لذلك فان موت السجناء الثلاثة بهذه الطريقة المبهمة وضع حكومة بوش امام ضغوط كبيرة.
وحسب ما اعلنته وزارة الدفاع الامريكية فان هؤلاء السجناء الثلاثة الذين لقوا حتفهم هم السعوديان مانع بن تركى وياسر الزهرانى واليمنى على احمد. حيث انتحروا شنقا في غرفهم بالسجن فجر الاحد الماضى. السعودى مانع تركى ثبت اخيرا انه لم يرتكب جرائم قبل سجنه اما السعودى الاخر ياسر فاتهم بانه عضو هام في طلبان واليمنى على تم اثبات انه من كبار مسؤولى تنظيم القاعدة.
شكك اقارب السجناء الميتين الثلاثة في موتهم الانتحارى. والسبب في ذلك انهم مسلمون مؤمنون والدين الاسلامى يمنع المسلم من الانتحار. لذلك فان موتهم ليس انتحارا وقد يكون قتلا. الجانب الامريكى لم يرد على شكوك اقارب السجناء الميتين واكتفى بالتعبير عن اهتمامه البالغ بالحادث والاتصال بالحكومتين السعودية واليمنية.
كما قلنا حادث الانتحار هذا على حد قولهم جعل حكومة بوش تواجه ضغوطا داخلية وخارجية. واصبحت المطالبة باغلاق معتقل جوانتانامو اشد فاشد.
جاك رييد السيناتور المخضرم من الحزب الديمقراطى انتقد موقف حكومة بوش من معتقل جوانتانامو حيث قال إنه على الحكومة الامريكية ان تغلق معتقل جوانتانامو في اسرع وقت ممكن وان تجد وسائل اخرى لترك سجناء المعتقل الابرياء بعيدين عن المجتمع وكشف الارهابيين الحقيقيين. ولكن مع الاسف وحتى الآن لم تتمكن الحكومة من ذلك. وعبر رئيس اللجنة التشريعية التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي آرلين سبيكتر عن استيائه من اعتقال سجناء كثيرين لمدة طويلة على يد القوات الامريكية لاسباب غير مؤكدة واضاف انه اذا كان قد ثبت ان هؤلاء السجناء هم ارهابيون، فيجب محاكمتهم بدلا من اعتقالهم لاجل غير مسمى. اما المجتمع الدولى فقد طالب بشدة الحكومة الامريكية باغلاق معتقل جوانتانامو. ففى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى الذى عقد امس الاثنين ( 12 يونيو الحالى ) عبر المشاركون في الاجتماع عن انتقادهم لهذا الحادث مطالبين الحكومة الامريكية باغلاق معتقل جوانتانامو. وذكرت السيدة بينيتا فيريرو فالدنير المسؤولة عن العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبى ان هذا الحادث يشير مرة اخرى الى ان معتقل جوانتاناموا مخالف القانون الدولى ويجب اغلاقه. كما عبرت لجنة الصليب الاحمر الدولى في نفس اليوم عن قلقها لاحوال السجناء في معتقل جوانتانامو الامريكى وكشفت عن نيتها ارسال فريق بحث الى هناك خلال هذا الاسبوع.
موت السجناء الثلاثة مهما كانت اسبابه داخل هذا المعتقل اللاانسانى قد وضع مرة اخرى حكومة بوش التى تزعم بانها مدافعة عن حقوق الانسان امام منصة العدالة منكسة رأسها منتظرة حكم القضاء فيها.
