عقد الرئيس الامريكي جورج ووكر بوش امس الاثنين (12 يونيو) في كامب دايفيد اجتماعا تضم أهم اعضاء حكومته لمناقشة القضية العراقية.
حضر الاجتماع الذي يستمر يومين نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وغيرهم. وشارك في المناقشات عبر الدائرة التلفيزيونية المفتوحة القائد الاعلى للقوات الأمريكية في العراق الجنرال جورج كاسي ومسؤولو الحكومة العراقية الجديدة.
ويعقد هذا الاجتماع بعد عدة ايام من مقتل الرجل الثالث بتنظيم القاعدة ابو مصعب الزرقاوي. لذلك، فإنه من المواضيع الهامة المطروحة للنقاش هو تقييم الاوضاع في العراق بعد مقتل الزرقاوي وتقدير موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق.
لكن بعد اجتماع امس ما زال بوش يرفض تحديد موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق. قال إنه وكبار مستشاريه ناقشوا الاوضاع الامنية في العراق خاصة الاوضاع في بغداد وبصرة. واضاف ان ما يريد ان ينقله للحكومة العراقية الجديدة هو ان الحكومة الامريكية تقف معها بثبات، مؤكدا ان وزير الدفاع العراقي الجديد يحتاج الى وقت للتعرف على الاوضاع الامنية هناك وستقوم القوات الامريكية بوضع الترتيبات اللازمة بناءا على الاوضاع الحالية هناك.
وفي الحقيقة، كان المسؤولون بالبيت الابيض قد أكدوا انه من المتوقع الا يعلن الاجتماع تقليل عدد الجنود الامريكيين في العراق. ولكن القائد الاعلى للقوات الامريكية في بغداد الجنرال كاسي كان قد ذكر أن قوات التحالف ستنسحب من العراق تدريجيا خلال الاشهر المقبلة، مؤكدا انه من المحتمل سحب جزء من القوات الامريكية التي يبلغ عددها 130 الف جندي خلال الاشهر المقبلة ما دامت الحكومة العراقية الجديدة والقوات الامنية العراقية تحقق تقدما. لكنه قال في الوقت نفسه إنه لن يطرح خطة للانسحاب في الاجتماع بل يتطلع الى تقليل عدد الجنود في الاشهر المقبلة فقط.
وبالاضافة الى الاوضاع الامنية في العراق، تعتبر اعمال إعادة الاعمار هناك احد المواضيع الهامة التي ناقشها بوش ومستشاروه. بعد الاجتماع، حث بوش دول الجوار للعراق ودول العالم على تنفيذ تعهداتها لتقديم المساعدات الى العراق، قائلا إن دول العالم قد تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة 13 مليار دولار أمريكي الى العراق ولذلك فعليها الوفاء بتعهداتها.
كما عبر بوش عن أمله في ان تستخدم الحكومة العراقية الجديدة عوائد النفط لتحقيق التضامن الوطني مثل انشاء صندوق نفط ليستفيد منه جميع العراقيين.
ويرى المحللون انه بسبب استمرار تردى الاوضاع الأمنية في العراق، فإن نسبة تأييد بوش ظلت تتراجع باستمرار. وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات المتوسطة للكونغرس الامريكي والمقرر اجراؤها في نوفمبر المقبل، يحس بوش أن الحزب الجمهوري قد يفقد سيطرته على الكونغرس في هذه الانتخابات. و من هنا فإن بوش عليه أن يعدل سياساته تجاه العراق للحصول على تأييد الجماهير والتخفيف من التأثيرات السلبية التي تراكمت على جسد الحزب الجمهوري بسبب الحرب العراقية. وفي ظل هذه الظروف، عقد اجتماع كامب دايفيد.
التوقعات المتفائلة كانت تشير الى ان الاوضاع الامنية بعد مصرع الزرقاوي سوف تتحسن، إلا أن ذلك لم يحدث. حيث وقع امس تفجيران متتاليان في العراق الأمر الذي يشير الى انه اذا لم تتحسن الاوضاع الأمنية في العراق، فمن الصعب ان تخرج الولايات المتحدة من المستنقع العراقي. واذا لم تنسحب القوات الأمريكية من العراق، فستنخفض نسبة التأييد لبوش باستمرار. وهذه قضية صعبة لا بد ان يواجهها بوش ومستشاروه في هذا الاجتماع.