قرر مجلس الوزراء الامني الاسرائيلى في اجتماعه امس الخميس مواصلة العمليات العسكرية في جنوب لبنان كما قرر اجراء تجنيد واسع استعدادا لشن عمليات عسكرية اشد. كما نعلم فان الصدام اللبنانى الاسرائيلى قد استمر لستة عشر يوما ولم تحقق اسرائيل خلال هذه الفترة هدفها بل واجهت مقاومة عنيفة من قبل حزب الله في جنوب لبنان. فتكبدت خسائر جسيمة في الارواح. هذه الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية اثارت المزيد من الشكوك فيها.

ومنذ يوم الاربعاء دخلت العمليات العسكرية الاسرائيلية اسبوعها الثالث. اما الهجمات الصاروخية التى تقوم بها قوى حزب الله على شمال اسرائيل فلم تقل رغم ان اسرائيل زعمت ان القوات الاسرائيلية قد قتلت حتى الآن مائة وخمسين من افراد حزب الله ونسفت مقر حزب الله في بيروت واعدادا كبيرة من مستودعات الذخائر وقواعد الصواريخ. الى جانب ذلك فان العمليات الاسرائيلية المسماة بالاعدام ضد حسن نصر الله زعيم حزب الله قد منيت بالفشل مرة بعد مرة. كما ان وحدات المشاة الاسرائيلية التى دخلت جنوب لبنان قد تذوقت المرارة من مقاومة واستبسال قوى حزب الله. ففى يوم الاربعاء عندما دخلت وحدة من المشاة الاسرائيلية مدينة بنت جبيل معقل حزب الله في جنوب لبنان تعرضت لكمين فقتل تسعة جنود اسرائيليين وجرح 27 آخرون. يرى المحللون ان آخر تطورات الحرب تشير الى ان حزب الله قرر خوض معارك طويلة ضد اسرائيل مستغلا انتشار قواته وذخائره ومرونة العمليات العسكرية. وحتى الآن فان القوات الاسرائيلية لم تحتل الا بضع قواعد من قواعد قوى حزب لله التى يبلغ عددها حوالى 170 في جنوب لبنان.

ان النتائج التى احرزتها القوات الاسرائيلية في الحرب ضد حزب الله ليست مرضية ومن هنا أثارت شكوك الرأى العام الاسرائيلى في الاستراتيجية الاسرائيلية. هناك رؤية تشير الى ان التكتيك الاستراتجى الذى تتخذه القوات الاسرائيلية خاطئ ولم يرد بصورة فعالة على الهجمات الصاروخية لقوى حزب الله بل ان هذا التكتيك جعل القوات الاسرائيلية تتورط في كمائن حزب الله. اما التكتيك الاستراتيجى الصحيح فهو شن الهجوم الاشد والاسرع ضد قوى حزب الله. هناك رؤية اخرى تعارض الرؤية المذكورة وترى ان ابادة قوى حزب الله باسلوب الهجوم الاشد والاسرع امر مستحيل. والتكتيك الاستراتيجى الصحيح هو الربط بين المخابرات والقوات الخاصة والقوات الجوية اثناء الحرب.

اما موشى ارينتس الذى كان قد تولى منصب وزير الدفاع الاسرائيلى ثلاث مرات فيرى ان الاستراتيجية التى تتخذها القوات الاسرائيلية الآن في حربها ضد قوى حزب الله خاطئة تماما ويجب تعديلها على الفور والا فان القوات الاسرائيلية ستخرج من الحرب دون الحاق الضرر بقوى حزب الله. وهذا يعنى فشل الجانب الاسرائيلى.

جملة القول ان كثيرا من الاقاويل حول هذه الحرب تتردد وسط الرأى العام الاسرائيلى. وتتركز هذه الاقاويل على مصير اسرائيل في هذه الحرب. صحيفة " هاآرتز " الاسرائيلية ترى في افتتاحيتها أن المجتمع الاسرائيلى لن يتحمل فشل اسرائيل في الصدام لان نتيجة الصدام تتعلق مباشرة بمكانة اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط.