ألقى الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش أمس الثلاثاء (23 يناير) في الاجتماع المشترك الذي عقده مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيين ألقى خطابه السنوي لعام 2007 عن حالة الاتحاد، حيث واصل بوش الدفاع عن سياسته الخاصة بإرسال قوات إضافية الى العراق، كما أكد عزمه على اصلاح النظام الطبي الأمريكي وسياسات الطاقة الأمريكية.

وهذا هو الخطاب السادس لبوش من هذا النوع، وهذه هي أيضا المرة الأولى التى يلقي فيها بوش الخطاب السنوي عن حالة الاتحاد أمام كونغرس يسيطر عليه الحزب الديمقراطي. وركز خطاب بوش الذي استمر نحو 50 دقيقة على قضيتي مكافحة الارهاب والعراق، حيث أكد بوش أن النزاعات بين الفصائل الدينية العراقية مستمرة في التصاعد، وشهدت الحرب على العراق تغيرات كبيرة، ودعا بوش أعضاء الكونغرس إلى تأييد سياسته الخاصة بزيادة القوات الأمريكية في العراق.

"تتخذ بلادنا حاليا استراتيجية جديدة تجاه العراق، وأطلب منكم اعطاء فرصة لتؤدي دورها، كما أدعوكم إلى تأييد الجنود الذين خاضوا المعارك العنيفة، وكذلك الجنود الذين يتجهون إلى جبهات الحرب.

وشدد بوش على أن الحرب الأمريكية على الارهاب تعد حربا طويلة الأمد، ويحتاج نجاحها إلى التعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. واقترح بوش تشكيل "لجنة استشارية خاصة" ومكونة من زعماء هذين الحزبين بالكونغرس. ومن أجل تخفيف الضغوط الناجمة عن قلة عدد القوات الأمريكية، اقترح بوش توسيع حجم القوات الأمريكية.

"في مساء اليوم، أطلب من الكونغرس زيادة 92 ألف جندي في القوات البرية وقوات مشاة البحرية الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة."

وأكد بوش أن دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية ليس بلا نهاية، ودعا الحكومة العراقية إلى نشر المزيد من القوات لضرب جميع المتطرفين في البلاد، واتخاذ اجراءات فعالة لتحقيق المصالحة بين مختلف الفصائل الدينية، ورفع القيود عن القوات الأمريكية وقوات الدول الأخرى في العراق عند تنفيذ مهامها.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، دعا بوش الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير طاقات بديلة وخفض استهلاك البنزين في البلاد وتقليل الاعتماد على النفط المستورد، مطالبا الولايات المتحدة بتعزيز استخراج النفط في البلاد، لمواجهة أزمة قد يؤدى إليها قطع امدادات النفط.

وحول القضايا الداخلية، تعهد بوش بخفض العجز المالي للحكومة الأمريكية إلى النصف بحلول عام 2009، وإصلاح نظام التأمين الصحي لصالح منحفضى الدخل.

وإزاء موقف بوش من السياسات الأمريكية تجاه العراق، أعربت شخصيات بالحزب الديمقراطي عن انتقاداتهم على الفور. وألقى السيناتور الديمقراطي جيمس ويب عن ولاية فرجينيا كلمة تلفزيونية نيابة عن الحزب الديمقراطي، قال فيها:

"لا يؤيد معظم الأمريكيين أساليب سير الحرب في العراق، بما في ذلك القوات الأمريكية والكونغرس. نحتاج إلى اتجاه جديد. وإن ذلك ليس تنازلا في حرب مكافحة الارهاب، ولا يعني سحب القوات عدم التفكير في احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات. ويتعين علينا الآن أن نتبع دبلوماسية ترتكز على دعائم اقليمية قوية بغية اخراج جنودنا من العراق.

وفي هذا الصدد، ترى وسائل الاعلام الأمريكية أنه في ظل تصاعد المعارضة للحرب في البلاد، لا يمكن للخطاب السنوي عن حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس بوش اقناع الكونغرس الأمريكي بتأييد سياساته تجاه العراق، بل سيؤدى إلى مواصلة توسيع الخلافات بين الجانبين.