تعاون جنوب آسيا: احراز تقدم ومواجهة تحديات

-- التحديات

بالرغم من ان قادة دول السارك أكدوا على ان الوقت قد حان لنقل السارك من مرحلة التصريحات الى مرحلة التنفيذ، الا ان بعض المحللين يرون ان الانجازات التى تحققت حتى الآن محدودة جدا مقارنة بامكاناتها ومقارنة بكتل اقليمية اخرى.

وذكروا ان قادة السارك تحدثوا عن القضاء على الفقر منذ حوالى عشر سنوات، ولكن لم يتم احراز سوى قدر ضئيل من التقدم. ومثال على ذلك ان اتفاقية منطقة التجارة الحرة لجنوب آسيا بدأ سريانها فى عام 2006، ولكن التبادل التجارى لم يتحقق بعد. حتى انهم قالوا إن السارك تستخدم الان فقط كمنتدى للمحادثات والاجتماعات السنوية بين اعضائها.

وأشار المحللون الى ان الخلافات بين اعضاء السارك عادة ما تتفوق على مصلحتهم المشتركة، الامر الذى يحول دون ان تحرز السارك تقدما بنفس السرعة التى تحرز بها الكتل الاقليمية الاخرى تقدما.

وذكرت دراسة نشرتها ((ستانفورد جورنال اوف انترناشونال ريلاشنز)) ان الهند هى الاقوى فى المنطقة ولا تنافسها الدول الاعضاء الاخرى من حيث التأثير الاقتصادى والسياسى فى العالم. وسيعوق الخلل فى القوة داخل المنطقة، الى حد كبير، تنمية السارك لان الدول الصغيرة قلقة من سيطرة الهند فى المنطقة.

وتلعب العلاقات بين الهند وباكستان دورا حاسما فى سلام واستقرار المنطقة. وشهدت العلاقات تقلبات بالرغم من الحوارات الشاملة بينهما. ووضعت مذبحة بومباى علاقاتهما فى وضع صعب حيث اتهمت الهند باكستان بالتورط فى الهجوم.

اما السبب الاخر فى التقدم البطئ هو ان دول السارك ليس لديها قيم مشتركة متأصلة فى الثقافة واللغة والدين بالرغم من ان هناك تاريخا مشتركا يربطها. وان القيم المشتركة التى تربط دول الاتحاد الأوربى أو دول الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) أو دول منطقة التجارة الحرة لامريكا الشمالية من الصعب تواجدها فى جنوب آسيا.

بعد ثلاثة اشهر من انعقاد القمة، قامت مذبحة بومباى التى وقعت فى الهند فى نوفمبر وخلفت 200 قتيل بتذكير الناس مرة اخرى بأن منطقة جنوب آسيا عرضة للهجمات الارهابية. وتواجه السارك وضعا اصعب فى هذا الصدد حيث انها بحاجة الى تعاون اكثر شمولا بين دولها الاعضاء.

وذكر المحللون ان امكاناتها لا يمكن ان تتحقق تماما الا عندما تتخطى الكتلة الاقليمية مشكلاتها الداخلية وتركز بصورة اكبر على التعاون الاقليمى.