CRI Online

متجر 'الحاج زبالة' ببغداد يحتفظ بجاذبيته منذ أكثر من قرن

cri       (GMT+08:00) 2015-07-27 14:10:31

مصدر: ميدل ايست أونلاين

بغداد ـ لا يبدو ذلك المتجر الصغير في شارع الرشيد بوسط بغداد مميزا في شيء لكن متجر مرطبات "الحاج زبالة" ظل يجتذب أجيالا من الزبائن من العراقيين والعرب على مدى عشرات السنين.

ورغم اسمه الذي قد يكون منفرا للبعض يشتهر المتجر الصغير المقام من أكثر من مئة عام بعصير زبيب مميز يجتذب الزائرين.

ويقول محمد عبد الغفور صاحب المتجر إن تاريخ متجره يرجع لعام 1900.

ويضيف "عام 1900 عندما فكر جدي بفتح محل لعصير الزبيب في باب السيف قرب الجسر الخشبي القديم في البداية ومنذ 1908 انتقلنا إلى شارع المتنبي أو سوق السراي بالأساس بقينا 4 سنوات وانتقلنا إلى هذا المكان الحالي 1912 ومازلنا إلى ما شاء الله."

المواطنون العراقيون العاديون ليسوا فقط هم من يرتادون هذا المتجر الصغير بل أيضا زعماء عرب كانوا يتوقفون عنده على مر السنين ليروون ظمأهم بعصير الزبيب.

وقد حكى عبد الغفور واقعة طريفة حدث له قائلا "في زمن صدام حسين قدم إلينا (الرئيس العراقي الاسبق برفقة الرئيس المصري الأسبق) حسني مبارك، وبدا أن صدام قد عزم على استضافة مبارك بالمحل قائلا له اريد اشربك من محل قديم احنا كنا نشرب من عنده.. وأول ما نزل حسني مبارك قرأ اللافتة.. فقال لصدام ماهذا يابو عدي (تريد أن) تشربنا شربات زبالة؟.. ثم ضحكا الرئيسان ونزلا محاطين بقوات الحماية وشرب كل واحد كأسين (من عصير الزبيب)."

ويعتقد عبد الغفور أن ما يميز عصيره عن غيره من عصير الزبيب هو الاختيار الدقيق لنوع الزبيب الذي يجلبه من شمال العراق.

ويقول "نأتي بالزبيب الأصلي الأسود من منطقة خوشناو ومن رانيا ومن دوكان ومن دهوك ولو بسعر غالي حتى أرضي الزبائن ولذلك نمتاز عن بقية العصائر."

والمتجر من مناطق الجذب الشهيرة في بغداد. تغيرت حكومات وتولى ساسة ورحلوا والمتجر باق.

وقد يثير اسم المتجر الدهشة لكن صاحبه سماه على اسم ابنه المريض "زبالة". فحسب تقليد عراقي قديم يعتقد الناس أن تسمية الابن المريض باسم مستهجن يبعد عنه الأرواح الشريرة وينقذ حياته.

لكن اسم المحل (الذي يعني القمامة) لم يردع الزبائن مثل أبو مؤيد من تناول عصيره الطازج.

وقال ابو مؤيد وهو من الزبائن القدامى للمحل "صارلي 55 سنة بالضبط، نحن عمال هنا بشارع القشلة، نأتي إلى هنا، منذ ستينات القرن العشرين..".

وبشكل ما يحكي تاريخ المتجر قصة المدينة. كان المتجر مفتوحا للزبائن على مدى الأربع والعشرين ساعة في كل أيام الاسبوع ولم يكن له باب مما يشجع الزبائن على الدخول في أي وقت.

لكن بعد حرب عام 2003 وتدهور الوضع الأمني في بغداد اضطر عبد الغفور لتركيب باب وقفل على مدخل متجره. والآن تفتح الأبواب للزبائن من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي