CRI Online

"ابنة دونهوانغ" فان جين شي وقصتها حول حماية كهوف موقاو

cri       (GMT+08:00) 2014-03-13 10:52:13


السيدة فان جين شي

بعد إجراء صيانة نهاية العام، تم افتتاح كهوف موقاو في دونهوانغ بمقاطعة قانسو في غربي الصين، تجريبيا قبل افتتاحها للجمهور. ولكن هذه الكهوف التي بناها الرهبان في الفترة من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر الميلادي للتعبد والتأمل، واجهت مخاطر طبيعية وبشرية جمة في السنوات الأخيرة.

السيدة فان جين شي، حاملة لقب "ابنة دونهوانغ"، مديرة أكاديمية دونهوانغ الصينية وعضو المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، قد طرحت عدة مقترحات لحماية تلك الكهوف التي كانت المحطة الأولى على طريق الحرير القديم، واستغلالها بشكل أمثل. من بين تلك المقترحات بناء مركز سياحي في المنطقة.

إن الحماية والاستغلال من أبرز اهتمامات السيدة فان، كيفية إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الناس للاستمتاع بالأعمال الفنية العريقة لكهوف دونهوانغ، مع الحفاظ في الوقت نفسه على هذا التراث الثقافي وحمايته.

العدد الهائل لزوار دونهوانغ في ذروة الموسم السياحي معضلة حقيقية تبحث السيدة فان عن حل لها. حيث أثبتت البحوث والتحقيقات المطولة التي أجرتها أكاديمية دونهوانغ، بالتعاون مع معهد جيتي للبحوث في لوس أنجلوس الأمريكية ومجلس التراث الأسترالي، أن الطاقة الاستيعابية الممكنة لكهوف موقاو هي ثلاثة آلاف زائر يوميا. ولكن، خلال عطلة العيد الوطني لعام 2012 والتي استمرت أسبوعا، بلغ عدد زوار الكهوف 18660 زائرا في اليوم، حسبما ذكرت السيدة فان. لم يكن بإمكان هذا العدد الكبير من الزوار إلا أن يحصل على تعريف موجز بالكهوف قبل دخولها والتجول فيها لمدة دقيقتين فقط. لقد أمضوا معظم وقتهم في طابور الانتظار.


كهوف موقاو

إن الرطوبة وثاني أكسيد الكربون المنبعث من الزوار له أثر سلبي مباشر على اللوحات الجدارية والمنحوتات الملونة الهشة التي يعود تاريخها إلى عشرة قرون. وبسبب ضيق المكان، لا يستطيع الزوار التمعن بدقة والتمتع بمشاهدة هذا الفن التاريخي، وينشغلون بترك مساحة حتى لا يصدم أحدهم الآخر. وأخذا في الاعتبار الحاجة لحماية هذا التراث المدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، مع منح الزوار فرصة رؤيته، تم فتح سبعين كهفا فقط للزوار. وخلال مواسم الذروة السياحية، يتم توزيع الزوار على خطوط زيارة عديدة، يضم كل منها كهوفا نموذجية ذات محتويات متنوعة تعود إلى عصور مختلفة. وتقترح السيدة فان إنشاء مركز للخدمات السياحية في دونهوانغ، مهمته توفير معلومات مفصلة للزوار حول ثقافة دونهوانغ، يشتمل على قبة ومسارح رقمية تعرض للزوار معلومات أصلية مفصلة، الأمر الذي يختصر الوقت الذي يمضيه الزائر داخل الكهوف.

مهمة شاقةيمكن بالمركز السياحي والأسلوب الجديد للزيارة تخفيف الأضرار البشرية، لكنه لن يكبح التآكل المستمر للكهوف بسبب العوامل الطبيعية. إن كهوف موقاو تقع على جرف بالجانب الشرقي لجبل مينغشا، الذي يمتد على مسافة ألف وسبعمائة متر. بدأ بناء هذه الكهوف في سنة 366 م، واستمر بناؤها لمدة ألف سنة، وبلغت أوجها في القرن الرابع عشر. حاليا، هناك 492 كهفا تضم لوحات جدارية تغطي 45 ألف متر مربع، و2415 تمثالا طينيا ملونا. الكهف رقم 17، الذي اكتشفه الطاوي وانغ في مطلع القرن العشرين، يضم أكثر من خمسين ألف وثيقة وعملا فنيا قديما. وتعتبر كهوف موقاو أكبر مزار عالمي للفنون البوذية، نشأ فيها "علم دونهوانغ" المتخصص في بحوث كتب وسجلات الكهوف وفنونها. في عام 1987، وضعت اليونسكو كهوف موقاو ضمن التراث الثقافي العالمي. رغم ذلك، هناك مشاكل مثل التجوّف والتقشر والتشوه والتعفن في أكثر من نصف اللوحات الجدارية والتماثيل الملونة في موقاو. لقد بدت آثار التآكل الطبيعي واضحة للعيان في صورتين لنفس الرسوم بالجدار الشمالي للكهف رقم 285. الصورة الأولى التقطها عالم الصينيات الفرنسي بول بيلو عام 1908، وتظهر الجدارية فيها كاملة تقريبا لشخصيات يمكن التعرف عليها بسهولة. والثانية التقطت عام 2002، والجزء الأوسط للجدارية فيها قد تقشر ولم يعد بالإمكان معرفة الشخصيات في الجدارية. ومن بين اقتراحات السيدة فان، لحماية الكهوف مشروع يمكن تسميته بـ"الدفاع بثلاثة خطوط." يتضمن تقوية الجرف الجبلي وبناء ممر خشبي، وحماية الكهوف من العواصف الرملية. وقد صادقت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح على هذا المشروع في ديسمبر 2007. وقد تم فحص وقبول كل المشاريع باستثناء مركز الخدمات السياحية في يناير 2013.


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي