CRI Online

فنون تقليدية جريئة تعود لموطنها الاصلي

cri       (GMT+08:00) 2015-02-27 09:34:55


تقع بحيرة تشيانداو الصينية ضمن حدود محافظة تشونان التابعة لمدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ، وهي تتساوي في الشهرة مع بحيرة الالف جزيرة كينغستون بكندا وتعد اكبر بحيرة في العالم من حيث عدد الجزر، التي يبلغ عددها في البحيرة 1078.

ويتدفق اليها سيل جارف من السياح المعجبين بها بمناظرها الجذابة وان كانت بحيرة اصطناعية تم تشكيلها بسبب بناء السد لتخزين الماء.

تقع حديقة خليج جينشيان للفروسية في الضفة الشمالية من بحيرة تشيانداو، وتعتبر اول حديقة بموضوع الفروسية بدلتا نهر اليانغتسي. ويمكنك التمتع بمناظر البحيرة الخلابة عن قرب من على ميدان سباق الخيل المنبسط. يمتطى الناس الخيول، ويسيرون على طول المضمار لبحرية، حيث يشكل الناس والخيول والطبيعة المحيطة لوحة من المناظر المرسومة بشكل رائع.

يعود تاريخ العاب الناس مع الخيول الى سباق العربة في الالعاب الاولمبية القديمة التي اقيمت في عام 680 ق.م. تبدأ رياضة الفروسية الحديثة من اوروبا، ادرجت في الالعاب الاولمبية في اولمبياد باريس 1900. في تاريخ الصين الطويل، وعلى ساحات القتال في الماضي البعيد، كان الانسان والجياد رفيقين حميمين. كما يقول مؤسس تحالف اصدقاء الحصان الصيني ورئيس التحرير لشبكة الفروسية الصينية وتسالا، بان "تاريخ تطور الانسان المستمر منذ مليوني سنة يعتبر تاريخ قهره وترويضه للحصان." واضاف وتسالا ان صناعة الفروسية في مرحلة نموها حاليا.

"ان الصين الان ثاني اكبر دولة في تربية الخيول في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث لديها 6.7 مليون، وهناك اكثر من 500 ناد للفروسية في المدن الصينية في الوقت الحاضر، ونحو 500 الف من الهواة في الوقت ذاته، ومائات المسابقات في مجال الفروسية بجميع الانواع سنويا. حسب بيانات ادارة الدولة لفحص السلع المستوردة والمصدرة وحجرها الصحي، تستورد الصين اكثر من 2000 حصان من كل ارجاء العالم في الوقت الحالي بشكل سنوي، لتخلق قيمة الانتاج البالغة مليارات اليوانات، فانه صناعة في طريق الازدهار."

مع ذلك، يتأسف كازا الاستاذ الهنغاري العظيم للفروسية والرماية ان مهارة رمي السهام من على متن الجياد الراكضة باعتبارها مهارة تقليدية نبعت من السهول الوسطى الصيينية قد ضاعت من الصين مع مرور الايام بسبب تطورها الحديث. ولحسن الحظ، تم تطوير هذه المهارة بصورة جيدة في هنغاريا.

"عشنا نحن الهنغاريين في الغرب ل1100 سنة، غير ان اجدادنا كانوا قد انتقلوا من سفح سور الصين العظيم الى هنا، لذلك يعد رمي السهام من على متن الجياد الراكضة جزءا مهما من ثقافتنا. لا يوجد هذا الفن في الثقافة الاوروبية، ولا يعرفه الاوروبيون في التاريخ الا الهنغاريين، لان الهنغاريين قدمون من الشرق."

ان الاستاذ كازا المعروف باسم الزعيم الروحي في ميدان رمي السهام من على متن الجياد الراكضة اشد ورثة هذا الفن التقليدي. ينكب على نقل هذه المهارة القديمة التي تكاد تختفي تقريبا وتعميمها طول السنة لتدريب هواة الفروسية والرماية من جميع انحاء العالم، فيعتبر بطل العصر للقومية الهنغارية. ويقول ان الامة المجرية من اصول شرقية، كما ان الفروسية والرماية مهارة شرقية تقليدية، املا في اعادة هذة المهارة التي اندثرت في ارض الصين الى موطنها الاصلي عن طريق مساعدته.

"رايت في الصين ان فن رمي السهام من على متن الجياد له افاق تطور واسعة، لانه جزء من الثقافة الصينية، وفي تاريخ الصين، كانت الفروسية والرماية جزءا مهما للغاية، فآمل في انه باستطاعة الصينيين التعرف على هذا التقليد الوطني مرة اخرى بشكل اوسع. سبق لي ان دربت الكثير من الطلاب الصينيين على هذا الفن وسافرت الى الصين لعدة مرات، وبالنسبة الى الصين، ان بناء قاعدة الفروسية والرماية امر يتميز بمغزى هام، انا مستعد استعدادا تاما لتقديم كل ما استطيع من مساعدة."

وعند مطلع الشتاء في نهاية السنة، قامت حديقة خليج جينشيان للفروسية بتخطيط وتنظيم خاص للدورة التدريبية للفروسية والرماية، كما دعت الاستاذ كازا لتقديم دروس عن ذلك.

ومن بين ثلاثين او اكثر من الطلبة والهواة من جميع ارجاء البلاد، تعد لي تشن احدى الطالبات النادرات.

بعد تعلم رمي السهم في عام 2009، اصبحت لي تشن هاوية لهذا اللعب، بعد ذلك، رات صورة شخص يرمي السهم من على متن الجواد الراكض، فتتطلع الى انها تستطيع استيعاب هذه المهارة في يوم ما.

"في البداية، كان لدي نوع من الفضول لمعرفة هذه النشاطات، بعدئذ وجدت ان الفروسية والرماية فيها تحديات، لذلك اردت مواصلة المشاركة في هذه النشاطات. انها صعبة نسبيا تتطلب القوة والتنسيق والصفات النفسية، ولا يمكن ضمان ان تصيب كل السهام نفس الهدف حتى بعد ممارسات كثيرة. ويقدم الدروس الاستاذ الدولي العظيم للفروسية والرماية هذه المرة، تعلمت الكثير منها ايضا."

خطة لي تشن هي التدرب على كل من امتطاء الحصان ورمي السهام على حدة في المرحلة الحالية، ثم الجمع بينهما بعد التدرب بشكل افضل. تامل في ان لديها القابلية لمتابعة التدريب الاعلى في مدرسة الفروسية والرماية للاستاذ كازا بهنغاريا في ذلك الوقت.

مقارنة مع لي تشن، يكون يي ون يانغ الذي يزاول عمل التصميم الجرافيكي اكثر حظا. تلبية لدعوة الاستاذ كازا، سافر الى هنغاريا للمشاركة في تدريب مستمر لاسبوع في صيف عام 2012، ثم شارك في مسابقة الرماية من على متن الجياد المقامة في الاردن مع الاستاذ، وبعد هذه المسابقة، ارتفعت معنوياته في هذا المجال لمستوى جديد.

"ادركت ان رمي السهام من على متن الجياد يتطلب الهدوء النفسي والشجاعة واتخاذ القرار بسرعة في لحظة وجيزة، ذلك ما الهم حياتنا كثيرا. وخاصة عند مواجهة اغراءات المجتمع والاختيارات التي لا تحصى، تؤثر هذه المزايا في كيفية التمييز واتخاذ القرار، وهذا هو الالهام الكبير بالنسبة لي."

وحول الرماية وركوب الخيل، اضاف يي ون يانغ:

"تحكي المصنفات الصينية القديمة اطلاق السهم الى الامام والجانب والوراء، هذا هو نفس المتطلبات خلال الحروب والمعارك القديمة، كما هو نفس ما يتطلبه الفن الهنغاري للرماية على متن الجياد."

يصف وتسالا ذلك ب"الانتشار العكسي". قال ان الصينيين فقدوا الكثير من الاشياء الاصلية التي كان يمارسها اجدادهم، بما فيها فن رمي السهام من على متن الجياد الذي كان من "البراعات الست لجنتلمان"، والان علينا قبول "الانتشار العكسي".

"الانتشار العكسي، عبارة عن تعلم المهارات التي كانوا يأخذونها ويفهمونها من جديد، واسترداد التقاليد التاريخية والثقافية المعنية والتي كان الشعب الصيني اهلا لها، ليفهم المزيد من الناس تشريفات العصور القديمة من خلال التمكن من ركوب الخيول ورمي السهام ولبس ثياب الاسلاف ونشر هذه المهارة الفنية التي تحسن الصحة ويعتبر ذلك وراثة للحضارة والثقافة الصينية القديمة ايضا."

كما تحرص حديقة خليج جينشيان للفروسية على هذه النقطة والسوق بالضبط، حيث قالت ني سو تشياو المديرة العامة لشركة هواليان المحدودة لتأسيس المشروع ببحيرة تشيانداو بهانغتشو والتي قامت بتنمية هذا المشروع، ان اقامة حديقة الفروسية ببحيرة تشيانداو قرار اتخذته الشركة بعد البحث في كل منطقة دلتا نهر اليانغتسي.

"نعتقد ان هذه السوق ذات امكانيات كامنة، رغم ان عدد هواة الفروسية والرماية ليس كبيرا مثل عدد هواة الغولف، لكنه يزداد عاما بعد عام. وتساهم مسابقات الفروسية في الوراثة الثقافية وتعد من تجهيزات السياحة وقضاء الاجازة في وقت الفراغ، وفي هذا الصدد نرى اننا يمكن ان نجرب."

في ضوء ميزات الفروسية الخاصة وبيئة حديقة الفروسية، تامل المديرة العامة ني سو تشياو ان تستقبل الحديقة جميع السياح العاديين الذين يعجبون بموقع بحيرة تشيانداو السياحية الى جانب تقديم الخدمات للمجموعة الراقية والحرفية، مهما كانوا يعرفون الفروسية ام لا من قبل، يمكن بدء علمهم وحبهم للحصان لاول مرة عن طريق المنصة التي تبنيها حديقة الفروسية.

"نأمل في ان تجذب نشاطاتنا المزيد من الجماهير المتوسطة الدخل، بدلا من الابتعاد عنها. ان الفروسية رياضة نبيلة في اوروبا، لكن يمكن ان يعلمها ويحبها عامة الناس. البيئة هنا جيدة جدا، وفضاء تنميتها كبير، يمكننا القيام بمزيد من النشاطات الفروسية التجريبية مثل نشاط الفروسية والرماية هذا."

بالاضافة الى ذلك، يامل الاستاذ كازا ان تعود هذه المهارة التي ورثها الى موطنها الاصلي بمعنى حقيقي، وان هذه المرة من التدريس والتدريب في حديقة خليج جينشيان للفروسية الخطوة الاولى لذلك.

"انا متأكد من اني ساصون هذه الشراكة بلا ريب، اذا تم بناء الملعب استقدام حكم دولي، يمكن للملعب ان يستضيف مسابقات دولية او يعتبر فرعا لحلبة سلسلة البطولات العالمية، وقتذاك ستسجل اسماء اللاعبين المشاركين في المسابقات في تاريخ المنطقة، انه امر رائع. هنا مكان جميل وجيد، لكن لا يوجد مضمار حتى الان، وامل ان يكون انجاز بنائه نتيجة التعاون الثنائي."

يعتبر الاغريق ان الحصان إله البحر بوسيدون وهدية قدمها الله للانسان. ان رواج الفيلم ((الحصان الهامس)) الهم الناس ليفكروا في العلاقة بين البشر والخيول بعمق مرة اخرى. وقال وتسالا، ان الحصان بصفته حيوانا، لديه كثير من الصفات المميزة والممتازة، مثل الصدق وروح لا تعرف الاستسلام، نتيجة لذلك، فان الاتصال مع الحصان يبين التاثير المتبادل بين الانسان والحصان. ان الحصان صديق للانسان، تجمعهما تبادلات معنوية داخلية.

وقالت المديرة العامة ني سو تشياو انها لم تبدا تعلم امتطاء الحصان الا بعد تشغيل حديقة الفروسية، وان امتطاء الحصان مفيد للصحة وخاصة للنساء. ينبغى تنميته كهواية.

"انا شخصيا احب هذا المشروع بسبب انه طريقة سليمة وغير ملوثة للاقتراب من الطبيعة، كما احب المناظر هنا."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي