CRI Online

الفنان فو يو قوانغ من قومية مان الصينية

cri       (GMT+08:00) 2016-04-19 15:31:13

مسقط رأس فو هو مجموعة من القرى التي يسكنها أبناء مان، يعود تاريخها لأكثر من 330 سنة. بنيت هذه القرى في البداية لقوات أبناء قومية مان الذين حشدهم الإمبراطور كانغ شي من نينغقوتا (نينغآن اليوم)، وجيلين وشنغجينغ (شنيانغ حاليا) عام 1628، للدفاع عن ضفاف نهر هيليونغجيانغ. ثم زاد عدد السكان ونما حجم القرى تدريجيا. قضى فو سنواته الأولى في بيئة متميزة بثقافة قومية مان. كان اسم أسرته فو تشا، بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية غير أبناء الأسرة اسمها وفقا لعادات وتقاليد أبناء قومية هان، من فو تشا إلى فو. "فو تشا" عائلة عريقة وبارزة من قومية مان تضم عددا لا بأس به من كبار السن ذوي المكانة المرموقة. وعائلة فو تحترمهم وتقدرهم لكونهم الورثة الحقيقيين للثقافة الشعبية والفنانين الفلكلوريين. بعضهم شامانات يفتخرون بموهبتهم وحكمتهم غير العادية. وبإمكانهم رواية تاريخ أبطال قومية مان بكل سهولة، وكانوا يجيدون أداء الأغاني الشعبية والرقصات الفلكلورية ولديهم فهم عميق لجوهر الشامانية.

فو تشا مي رونغ، جدة فو يو قوانغ، تعلمت واستفادت من عشرات من القصص الشعبية التقليدية، بما في ذلك أعمال شوهبو الشهيرة التي تعلمتها عن طريق والدتها، التي كانت من الشامانات الشهيرات. وتحت أجنحة هذه الجدة الحكيمة، تعلم والد فو وعماته أصول فن هذا الغناء القصصي الشعبي وأصبحوا مطربين فلكلوريين ورواة القصص الشعبية وأبطال التراث الثقافي.

والد فو كان معلما بارعا في لغتي قومية مان واللغة الصينية السائدة (بوتونغهوا). قال السيد فو عن أبيه: "كان يتجول كثيرا في وقت فراغه حول القرى لجمع الأساطير والقصص الأسطورية الشفوية عن أبناء قوميات مان وألونتشون وداهور وختشه. كانت الأجيال الأكبر سنا من أبناء قومية مان تحرص على تعليم أبنائها هذا الفن على أمل تعلم وإتقان هذه الأغاني والرقصات والحفاظ على فن شوهبو من الاندثار ونقله للأجيال القادمة." تأثر فو بأسلوب ونهج أسلافه، وحرص على تقليدهم في سرد القصص ونقلها والمحافظة على هذا الفن الفلكلوري. وقال إنه لم يتعلم سرد روايات الماضي فقط، بل تعلم أيضا معنى الحياة ومعنى أن يكافح الإنسان من أجل مستقبله. وعندما ينظر فو للماضي، فهو يؤمن بأن تفانيه وتكريس جهوده من أجل هذا الفن نبع من تأثير وجهود أسرته.

بدأ فو الدراسة في جامعة الشمال الشرقي الشعبية (جامعة جيلين حاليا) عام 1954، وبعد التخرج، وجد وظيفة مقنعة في معهد أبحاث على مستوى مقاطعة جيلين. كان يعتقد أن هذا سيكون منصة جيدة له للبدء في البحث في الفنون والثقافة الفلكلورية التي كانت حلمه الدائم وشغله الشاغل. ولكن بعد فترة وجيزة، تم نقله كمحرر في صحيفة دورية، ثم كصحفي في جريدة المحافظة. لم يتخل فو عن حلمه أبدا، وعلى غير المتوقع، وأثناء عمله كصحفي، حصل على فرصة ثمينة لتحقيق حلمه مجددا. فقد تم العثور على أدلة على وجود أسطورة مانتشو، وهي الأم أومسيبين(Umesiben Mama)، في محافظة دونغنينغ، في مقاطعة هيلونغجيانغ.

"الأم أوميسيبين" ملحمة عن كيفية بدء العالم، وقد تم تناقلها من أبناء قومية نيوتشن أسلاف أبناء مان. وهي تروي الحياة البطولية لأسطورة بطل شامان الذي نجح في توحيد مختلف القبائل. وتصف حياة الحروب في عصر القبائل وهذا العمل يعتبر من الكنوز النفيسة لثقافة الشامان. وقد سافر فو إلى محافظة دونغنينغ لمقابلة وريث هذه الملحمة الأسطورية، وقد تمكنا معا من إنقاذ ملحمة "الأم أوميسيبين" والحفاظ عليها من الاندثار. ويشعر فو بالامتنان لمهنته كصحفي، التي زاولها لعقود طويلة، حيث قال: "هذا العمل علمني الكثير. لقد طورت من عادة البحث والملاحظة والتحليل وتعلمت كيفية تنفيذ أعمال المسح والبحوث." 

في شتاء عام 1972، التقى فو بالمؤرخ الصيني تونغ دونغ، مدير معهد بحوث الأدب والتاريخ في شمال شرقي الصين، والذي كان رئيسا لجامعة الشمال الشرقي الشعبية أيام دراسته في الجامعة. قال المؤرخ تونغ في ذلك الوقت، إنه مستعد لإنشاء مركز لحماية التراث الثقافي غير المادي للأقليات القومية في شمالي الصين، وعلم باهتمام فو بهذا المجال فدعاه للانضمام إلى المركز. ولا يزال فو يتذكر شعوره عند تلقيه دعوة الانضمام للمركز قائلا: "لقد أجبت بنعم على الفور ومن دون تفكير". وقد أثارت العودة إلى عمل كان يحلم به لسنوات طويلة، مشاعره وعواطفه الجياشة. كان يعمل ليلا ونهارا، ويبحث عن المحفوظات والكتب القديمة. وبدأ أيضا يسلك ما فعله والده سابقا، السفر لأميال عديدة بين القرى والبلدات والمدن لجمع المواد الثقافية الثمينة من حياة الناس اليومية.


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي