CRI Online

يوميات - أدب عربي في الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-12-19 15:15:10

> الأحد 8/12/2013: عرب هناك

فوجئت بالمفكر السوري فراس السواح أستاذاً محاضراً في جامعة بكين، لقد نجا من حمص المدمرة ولم يجد في بيروت مكاناً فلبى نداء بكين، وهو مقيم هناك منذ حوالى سنتين.

كم هي بعيدة سورية وكم هي قريبة، لا يتداخل السواح في نقاشات العرب القليلين العصبية في الشأن السوري. قليل الكلام ويكتفي بالتأمل فتشعر انه يكتب فيما يعيش تجربة العيش في حضارة مختلفة.

يختلف السوداني جعفر كرار فهو مقيم قديم في بكين، ومنذ سبعة عشر عاماً يتنقل بينها وبين قطر وبريطانيا. يعمل في جامعات ومراكز أبحاث ويتولى منصباً استشارياً لدى حكومة قطر في الشؤون الصينية، ولا يحتفل كرار بعصبيات متسرعة تجاه الشأن السوري، وإذ ينظر إلى المشكلة من وجوهها المتعددة يشعر بالأسى.

وفي بكين مسعود ضاهر، رافقته في الرحلة ذهاباً، وفي رفقته فائدة فالمؤرخ اللبناني اهتم مبكراً بشؤون اليابان والصين، وانفرد عن المدعوين بمحاضرة ألقاها على طلاب الدراسات العربية كأنه أستاذ زائر يتمتع بالثقة.

فراس السواح أيضاً، حين كان في حمص وكانت حمص، كان جمهور محاضرته يفيض عن القاعة، وهو شعر بواجب المفكر في الأشهر الأولى للثورة فحذّر من السقوط في وهدة الطائفية وتفتيت المجتمع، واعترض على التسميات التي تطلق على تظاهرات أيام الجمعة، لكن الحماسة لم تلتفت إلى قوله وحين التفتت أساءت إليه فودع قراء صفحته في موقع التواصل الاجتماعي: «في زمن القتلة والجنون الجماعي لأمة بأكملها، تنسحب الحكمة إلى مخبئها ويغدو صوت الحق مثل نهيق حمار تائه في الصحراء لا يسمعه أحد».

الحكمة السورية انسحبت إلى الصين وصاحب «مغامرة العقل الأولى» يقيم هناك.


1 2 3 4
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي