CRI Online

مقاومة التطرف الديني

cri       (GMT+08:00) 2014-05-23 15:42:23

عقدت الجمعية الإسلامية الصينية ندوة فكرية إسلامية تحت عنوان: ((التمسك بالوسطية والابتعاد عن التطرف)) في يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر مايو الحالي في مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم شمال غربي الصين

وحضر هذه الندوة زعماء وعلماء الدين الإسلامي الذين بلغ عددهم أكثر من مائة شخص، ومنهم مسؤولو المصلحة الوطنية الصينية للشؤون الدينية والجمعية الإسلامية الصينية والأئمة في مختلف أنحاء البلاد، حيث أدانوا الهرطقة المتطرفة الدينية واستنكروا بشدة أعمال العنف الإرهابية، داعين المسلمين الصينيين إلى تقديم مساهمة جديدة في حفظ تضامن القوميات وتعزيز التناغم الديني وتحقيق النهضة العظمى للأمة الصينية.

ومنذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، تطبق الصين بصورة شاملة سياسة حرية الاعتقاد الديني، وشهد الدين الإسلامي تطورا جديدا في الصين، ولكن في ظل الأوضاع الدولية المعقدة، حاولت قوى الشر الثلاثة "الانفصالية والتطرف والإرهاب" تعكير "المياه النقية"، مما أدى إلى تشويه المعنى الحقيقي للإسلام وإصابة المواطنين الأبرياء. وحول حوادث العنف الإرهابية التى حدثت في الصين مؤخرا، قال هلال الدين تشن قوانغ يوان، رئيس الجمعية الإسلامية الصينية:

"إن تصرفات العنف الإرهابية التى قاموا بها تحت اسم الدين أدت إلى سوء الفهم لبعض الناس وحتى التحيز ضد الإسلام والمسلمين، وجلبت تحديات للتنمية الصحية للإسلام في الصين. وجرائمهم هاجمت أسس الحضارة البشرية، وهذا ليس قضية القوميات أو القضية الدينية، وهم أعداء مشتركون لجميع القوميات."

وبعد تأسيسها، ظلت الجمعية الإسلامية الصينية تتمسك بإذكاء تقاليد الدين الإسلامي الصينية المتميزة بحب الوطن والسلام والتضامن، وبذلت جهودا في تعزيز تضامن القوميات وحفظ استقرار المجتمع والتنمية الصحية للدين الإسلامي. وحول مغزى هذه الندوة، قال السيد عادل جيانغ الحاج كريم – نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية ونائب مدير لجنة الإرشاد الصينية للدين الإسلامي.

في الحقيقة، لم يقف الإرهاب خطواته الشريرة أبدا، وصنع المزيد من المآسي الإنسانية في كل أرجاء العالم. ولكن منفذي الإرهاب الذين هويتهم كمسلمين جعلوا الكثير من الناس يسألون: هل يرتبط الإرهاب بالدين الإسلامي حقا؟ وحول أسباب الإرهاب وأضراره على نطاق العالم، قالت الأستاذة وانغ يو جيه في كلية العلوم الدينية بجامعة الشعب الصينية:

" للإرهاب ثلاثة أنواع: الإرهاب الناتج عن الفوضى السياسي والإرهاب الناتج عن التدخل الخارجي والإرهاب الناتج عن الانفصال القومي. إن التصرفات الإرهابية لا تمثل الدين الإسلامي، وخالفت الأفكار الإسلامية المتميزة بالاعتدال والوسطية والتسامح والتعدد، وجسدت الجانب المظلم الضيق من الطبيعة البشرية، وتهدف إلى صنع الخوف والرعب بين الناس حتى تحقيق الأهداف السياسية المنشودة. وليس له مكانة في الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح، ويعتبر الإرهاب ورمة خبيثة في المجتمع البشري."

ويرى الحاضرون في الندوة الفكرية الإسلامية التى عقدتها الجمعية الإسلامية الصينية تحت عنوان: ((التمسك بالوسطية والابتعاد عن التطرف)) أن الإرهابيين الذين يرفعون راية الإسلام خالفوا ترشيد القرآن الكريم والحديث خلال السنوات الأخيرة، وأهملوا الحقوق الأساسية وداسوا على العدالة الإنسانية وقتلوا المواطنين الأبرياء بشكل قاس، الأمر الذي أدى إلى خسائر روحية ومادية فادحة لسلامة المواطنين وممتلكاتهم. وتجاه جرائم العنف الإرهابية، استنكرها أبناء جميع القوميات الصينية ومن ضمنهم المسلمون. واتخذت الجمعيات الإسلامية المحلية إجراءات لمقاومة أعمال العنف الإرهابية.


مراسل إذاعة الصين دولية مع رئيس الجمعية الإسلامية بمنطقة شينجيانغ

وقال عبليديب عبد الرحيم – رئيس الجمعية الإسلامية بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور:

"أنا واحد من الجيل القديم من الأئمة الذين أصبح عددهم قليلا حاليا في منطقة شينجيانغ. وعرفت جيدا تاريخ الصين وتاريخ قوميتنا. وشاهدنا تطورات شينجيانغ خلال السنوات الماضية، وحفظنا في قلوبنا الجهود التى بذلها الحزب والحكومة لصالح أبناء الأقليات القومية. وإن قوى الشر الثلاث تختبئ تحت عباءة الدين وتشوه المعنى الحقيقي للكتب الدينية المقدسة، ونشرت أفكارا متطرفة دينية. وجدّفت تصرفاتهم على الدين الإسلامي المقدس وخربت الوحدة القومية وشكلت تهديدا خطرا لاستقرار المجتمع. وكلما حدثت حادثة عنف إرهابية، أصدرت جمعية المنطقة الإسلامية بيانا فورا لإيضاح موقفها، دحضت فيه الهرطقة التى نشرتها قوى شر الثلاث وكشفت أكاذيبها اعتمادا على الحقائق، وقادت المسلمين لمقاومة الإرهابيين الذين يختبئون تحت عباءة الدين. وألّفنا خمسة كتب جديدة حول(( محاضرات خطب وعظ))، ويستخدمها الأئمة للدعاية ويدعون المسلمين إلى الطريق السديد. وقد تم نشرها إلى خارج البلاد. ونأمل في أن يقرأها جميع المسلمين، كما نريد أن نساهم في كبح جماح انتشار الإرهاب الدولي."

وقال ما كا شيان – رئيس الجمعية الإسلامية بمقاطعة يوننان إن بعد حادثة عنف الإرهابية التى حدثت في مدينة كونمينغ – حاضرة المقاطعة في الأول من شهر مارس الماضي، أسست الجمعية آلية الطوارئ ولعبت دور التنسيق الإيجابي بين الحزب والحكومة والمسلمين.

"تعتبر حادثة الأول من مارس حادثة عنف إرهابية ضد البشر والحضارة والمجتمع، واستنكرها بشدة المسلمون وغيرهم من أبناء جميع القوميات داخل المقاطعة. وبعدها، أسست جمعيتنا آلية الطوارئ وعزّت عائلات الضحايا وزارت الضباط والجنود الذين قاموا بضرب الإرهابيين وحماية الجماهير. وستبذل المساجد الموجودة في المقاطعة جهودا متزايدة لمقاومة التطرف بصورة فعالة وحماية مصالح القوميات وحفظ التضامن بينها."

ومثل منطقة شينجيانغ ومقاطعة يوننان، تعتبر قانسو مقاطعة مكتظة بالعديد من القوميات في الصين أيضا. والسيد ما ون يون – نائب رئيس الجمعية الإسلامية في هذه المقاطعة هو من أبناء قومية دونغ شيانغ المسلمة الذين بلغ عددهم أكثر من نصف مليون فقط. وقال إن اللجنة المركزية للحزب والحكومة توليان اهتماما كبيرا بتنمية الأقليات القومية في المقاطعة:

"في شهر فبراير عام 2013، قام الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني بجولة استطلاعية في محافظة دونغ شيانغ الذاتية الحكم. وكانت المنطقة التى زارها فقيرة بدون طريق عام. فغُطّيت ملابسه بالتراب، وكنا نشعر بانفعال شديد. وأكد مسجدنا مرارا أن قومية هان لن تنفصل عن الأقليات القومية، كما لن تنفصل الأقليات القومية عن قومية هان، ولن تنفصل الأقليات القومية بعضها عن البعض. ووعظنا المسلمين دائما أنهم لا يعرّفون الآخرين بالإسلام إلا بعد تحسين سلوكهم الذاتية ولا يفعلون أشياء مضرة ومخالفة للأخلاق البشرية."

ومن ضمن حاضري الندوة، كان الكثير من الأئمة قد تعلموا اللغة العربية والعلوم الدينية في الخارج عن طريق اختيار الجمعية الإسلامية. وكان الإمام محترم شريف من قومية الويغور يتعلم في جامعة الأزهر في مصر، ويتكلم اللغة العربية بطلاقة، ويتولى منصب نائب الأمين العام للجمعية الإسلامية بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور. وبصفته إماما شابا، تحدث لمراسلنا عن كيفية مساعدة المسلمين الشباب على إعداد الأفكار الدينية السليمة.

وبعد المناقشة العميقة، توصل الحاضرون إلى رؤية مشتركة، أي التمسك بالعدالة ومقاومة التطرف ومكافحة العنف وبناء مجتمع متناغم يتميز بالتضامن والمودة والسلام مع أبناء القوميات الأخرى، سعيا لتحقيق الحلم الصيني – النهضة العظمى للأمة الصينية. وعبر السيد وانغ تسو آن – مدير المصلحة الوطنية الصينية للشؤون الدينية عن أمله في هذا الخصوص:

"يجب على رجال الدين الإسلامي والمسلمين أن يحفظوا حذرا عاليا إزاء الأفكار الدينية المتطرفة ويقاومونها مع أبناء القوميات الأخرى ويعززوا الوعي بحب الوطن والالتزام بالقانون وواجبات المواطنين، سعيا ليكونوا قدوة للمسلمين الآخرين. ويجب حفظ تضامن القوميات والتناغم الديني بعزيمة قوية سعيا لتحقيق الحياة المستقرة والسعيدة."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي