زيارة إلى أسرة مسلمة في منطقة شيجيانغ الصينية

تقع منطقة شينجيانغ في غرب الصين وتبلغ مساحتها اكثر من مليون وستمائة الف كيلومترمربع وتحتل بذلك سدس اجمالي مساحة الصين ، وهناك مثل صيني يقول : اذا لم تصل الي منطقة شينجيانغ فلن تعرف مساحة الصين الواسعة.

تمتلك منطقة شينجيانغ مترامية الاطراف موارد سياحية وفيرة، من ضمنها المناظر الطبيعية الساحرة والعادات والتقاليد القومية القديمة ذات الاسلوب المنفرد والثقافة العريقة علي طريق الحرير القديم واطلال الاثار الكثيرة غيرها مما يجذب انظار الصينيين والاجانب اليها برغبة كبيرة .

منطقة شينجيانغ منطقة خاصة مأهولة بمختلف الاقليات القومية في غرب الصين فيها جبال شامخة جميلة ومشهورة في العالم كجبل تيان شان وجبل ارتاي وجبل كونلون وبعض قمم الجبال مغطاة بالثلوج والجليد طوال السنة ، ويعيش في الجبال وعلي السهوب اصناف من الحيوانات النادرة . فالمشاهد الطبيعية الفريدة مع ثقافة طريق الحرير القديمة بغرب الصين تشكل ملامح محلية جذابة.

يعيش في منطقة شينجيانغ حوالي عشرة ملايين مسلم ينتمون إلى عشر قوميات مسلمة. فكيف يقضون الأعياد الإسلامية التقليدية؟ وما هي تقاليدهم في الحياة الرمضانية؟ دعونا نزور بيت مسلم محلي مع مراسلينا.

عبد الغفور ابن عبد الرحيم البالغ من العمر 36 سنة، يعمل مساعدا لإمام مسجد "خان تنغري" الذي يعد من أكثر المساجد شهرة في مدينة أورومتشي، وتكثفت أعماله خلال شهر رمضان، حيث يعمل من الصباح الباكر حتى آخر الليل للإشراف على الشؤون المتعلقة بالشهر الفضيل. وقد قال عبد الرحيم إن كل شيء على ما يرام وتنعم جميع الأعمال بالتوفيق:

"شهر رمضان في العام الجاري تجري أموره بشكل جيد حتى أنها أفضل من شهر رمضان العام السابق، حيث تولي الحكومة اهتماما بالغا بنا نحن المسلمين من قومية الويغور لتمكيننا من قضاء شهر رمضان المبارك بسلاسة، كما اتخذت التدابير اللازمة لضمان نظافة أطعمة الإفطار."

يغلب على أهل شينجيانغ الكرم والحماسة، حيث دعانا عبد الرحيم لزيارة بيته مساء. وعندما وصلنا، كانت صاحبة البيت وأخته الصغيرة مشغولتين في إعداد أطعمة الإفطار. وبعد صلاة المغرب، يجلس أفراد الأسرة على المائدة لتناول وجبتهم الأولى هذا اليوم. وقال عبد الرحيم إن أسرته أسرة إسلامية تقليدية، حيث كان والداه قد سافرا إلى المكة المكرمة للحج، وهو أيضا يخطط للقيام بذلك في سبتمبر المقب:.

"هناك خمسة أفراد في عائلتي: أنا، وزوجتي، وثلاثة أطفال. واليوم أتى والداي وأختي الصغيرة أيضا لزيارتي. كان والدي إماما للمسجد، وأنا الثاني بين إخواني العشرة، وعندي أخ صغير يدرس الآن في مصر."

في حديثه عن العائلة، لا تغيب الابتسامة عن محياه. إنها أسرة كبيرة وكريمة، حيث قدمت كل ما لديها من الطعام اللذيذ لاستضافتنا نحن القادمين من مكان بعيد.