CRI Online

حياة المسلمين في شارع تجاري بمدينة لاسا الصينية

cri       (GMT+08:00) 2013-12-30 14:43:22

 


في مسجد لاسا

تقع منطقة التبت الذاتية الحكم لقومية لقومية التبت جنوب غربي الصين، وترتبط دائما في الأذهان بصورة الهضبة العالية المغطاة بالثلوج والمعابد والباغودات البوذية، ويحسب الناس أن التبت منطقة بوذية خالصة، لا وجود لعقيدة أخرى بها. بيد أن الحقيقة هي وجود آلاف من المسلمين وبعض المساجد في مدينة لاسا حاضرة المنطقة وغيرها على أرض التبت.

في مدينة لاسا يوجد شارع تجاري، ومعظم أصحاب المحلات التجارية في هذا الشارع مسلمون، مما يشكل تجمعا خاصا للمسلمين في التبت. فكيف تجري تجارتهم؟ وكيف يتعاملون مع أهالي التبت؟ اليوم نتابع مراسلنا للاقتراب منهم والاطلاع على حياتهم.

في محيط مسجد لاسا الكبير بالتبت يقع شارع تجاري يضم الكثير من المحلات التجارية كدكاكين اللحوم والمخابز والبقالات، وأصحابها مسلمون تبتيون محليون ومسلمون قادمون من المناطق الصينية الأخرى. مارسا هو تاجر مسلم قدم من من قرية صغيرة في مقاطعة قانسو إلى مدينة لاسا قبل ثلاثة عشر عاما، وفتح هذا الدكان لبيع الكورديسيبس والزعفران. والآن تقيم أسرته في لاسا وتعيش حياة سعيدة. وقال لمراسلنا:

" بدأت وتطورت تجارتي هنا، ومبيعات الكورديسيبس ظلت جيدة وازدادت مع ازدياد السياح الوافدين إلى لاسا، وتصل قيمة المبيعات أحيانا إلى نحو عشرة ملايين يوان سنويا. المجتمع المحلي مستقر. ولدي مشاعر خاصة لهذا المكان، لذا ترغب أسرتي في العيش هنا."


شارع المسلمين في لاسا

مارسا هو أب لطفلين، وخلال سنوات إقامته في التبت، لم يشعر بالغربة كمسلم في هذه الأرض المقدسة للبوذية التبتية. ومع تكاثف التبادلات التجارية، حظي بثقة التبتيين لصدقه وأصبح صديقا لهم ويتعامل معهم كأسرة واحدة. وقد قال لنا إن لديه الكثير من الأصدقاء من قومية التبت، وهم يقدمون كثيرا من المساعدات لأسرته، لذا يعتبر لاسا بلدته الثانية، حيث قال:

" على الرغم من اختلاف المعتقدات والتقاليد واللغة، غير أن الجميع يتمتعون بالأخلاق الحميدة. ويحترم بعضنا معتقدات وعادات البعض الآخر. نحن أصدقاء حميمون الآن. ولدي حلم، هو أن أرغب في إنشاء روضة أطفال في بلدتي بأموالي وأقدم مساهمتي في تطور قضية التعليم المحلي."


مسجد لاسا

يقع هذا الشارع التجاري للمسلمين في مجمع خه با لين السكني الذي يسكن فيه العديد من المسلمين، ويشتهر بتجارة الكورديسيبس، حيث يشتغل ما يزيد عن 90 بالمائة من التجار المسلمين بهذه التجارة. ويعد الكورديسيبس فطرا نادرا جدا ولا ينمو إلا في أعلى جبال هبضة التبت، ويحتوي على مقدار وفير من المواد الغذائية والفعالية العلاجية. ومع ارتفاع قيمته خلال السنوات الأخيرة، أصبح عدد متزايد من التجار المسلمين يعملون في تجارته، وقد تحسن مستوى معيشتهم بفضل ذلك.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول: " هناك أكثر من مائة دكان في هذا الشارع التجاري، وتعد تجارة الكورديسيبس التجارة الرئيسية فيه. يجمع مجمعنا السكني هذا مختلف القوميات التي تشمل الهان والهوي والتبت والويغور، ويشهد تعايشا سلميا بين هذه القوميات، وقد حظي بلقب المجمع السكني النموذجي لتضامن القوميات. بالإضافة إلى ذلك، منحت حكومة منطقة التبت سياسات تفضيلية للتجار المسلمين."

في القرن الثامن، قدمت أول دفعة من المغتربين المسلمين من كشمير إلى مدينة لاسا، ثم توافد المزيد من المسلمين من باكستان والهند وغيرها من الدول الأخرى إلى هذه المدينة البوذية للقيام بالتجارة، وتزوجوا بالنساء التبتيات المحليات، وورث أبناؤهم المعتقدات الإسلامية لآبائهم بينما واصلوا أساليب وتقاليد معيشة أمهاتهم. واليوم أصبح المسلمون جزءا لا يتجزأ ولا يستغنى عنه من المجتمع التبتي.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي