معلق بريطاني: النظام الأمريكي بلوتوقراطي وليس ديمقراطيا

 ذكر المعلق السياسي البريطاني كارلوس مارتينيز أن الولايات المتحدة تصور نفسها على أنها النموذج العالمي للديمقراطية، ولكن نظامها في الواقع "بلوتوقراطي وليس ديمقراطيا".

وقال مارتينيز لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة مكتوبة أُجريت معه مؤخرا إن "الولايات المتحدة باعتبارها ديمقراطية رأسمالية، فهي ديمقراطية للطبقة الرأسمالية -- الطبقة الحاكمة، وهي مجموعة من الناس الذين يمتلكون ويوظفون رأس المال. وكما أشار الكثيرون، إنها ديمقراطية مالية، والحكومة تلبي مصالح الأثرياء في المقام الأول".

وكتب يقول "في إنجلترا نقول إن 'جودة الحلوى تظهر عند تذوقها'. وبالمثل، يمكنك معرفة طبيعة الحكومة من خلال أفعالها؛ من خلال أولوياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

ويرى مارتينيز أن الحكومة الأمريكية "تعطي الأولوية لأرباح الوقود الأحفوري على منع انهيار المناخ؛ وتعطي الشركات الطبية الخاصة وأرباح صناعة الأدوية الأولوية على إنقاذ الأرواح؛ وتعطي الأولوية للمجمع الصناعي العسكري على الحفاظ على السلام. وتتناسب هذه الأولويات مع أولويات النخبة، وليس الشعب، وليس الغالبية العظمى من الناس الذين يعملون لكسب العيش".

وعلى الرغم من كونها واحدة من أغنى الدول في العالم، تشهد الولايات المتحدة عددا متزايدا من المشردين كل عام وانخفاضا في متوسط العمر المتوقع، وفقا لما قال.

وأشار مارتينيز إلى أن "آفة العنصرية تزداد سوءا في الولايات المتحدة. فهذه العنصرية الهيكلية واضحة في جميع أنحاء المجتمع: في المؤشرات الصحية، وفي النتائج التعليمية، وفي النتائج الاقتصادية".

"أما السود واللاتينيون والأمريكيون الأصليون فهم أكثر عرضة بكثير للمعاناة من الفقر المزمن، والعيش في مساكن مزدحمة، وعدم الحصول على الرعاية الصحية. وهذا هو الإرث المستمر غير المعالج للرق والإبادة الجماعية والاستعمار والفصل العنصري. فهل يظن أحد حقا أن هذا يمثل قمة الديمقراطية؟"، هكذا تساءل.

وقال مارتينيز إنه "بالنظر إلى حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة، فمن الهزل أن تستمر إدارة (جو) بايدن في تنظيم ما يسمى بقمة من أجل الديمقراطية".

وأضاف أن الحكومة الأمريكية تخفق في تحسين حياة الناس ولذا "فإنها تستخدم كلمات لطيفة عن الديمقراطية لجذب الناخبين".

أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن إدارة بايدن تستغل القمة لتوطيد تحالف يسعى إلى حماية الهيمنة الأمريكية وعرقلة تحرك البشرية نحو التعددية القطبية، حسبما أشار مارتينيز الذي راقب أيضا عن كثب الحلقة الأولى من القمة في عام 2021.

وذكر أن "قمة من أجل الديمقراطية هي، في الواقع، قمة للهيمنة".

ولدى حديثه عن الممارسات الديمقراطية للصين، قال إن الحكومة الصينية "تعطي الأولوية للرخاء المشترك، وتطوير أنظمة الطاقة النظيفة من أجل حماية الكوكب، وتوسعة مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد، ومعالجة الفساد، وبناء علاقات سلمية ومتبادلة النفع مع شعوب العالم".

وكتب يقول إن "هذه الأولويات تتفق تماما مع احتياجات الشعب الصيني وتطلعاته".

وفي معرض إشارته إلى تحديات مثل تغير المناخ والانتشار النووي والفقر، قال مارتينيز إن ما يحتاجه العالم هو ديمقراطية حقيقية في العلاقات الدولية.

ولفت إلى أن "التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل والنهج القائم على الكسب المشترك هي أمور ضرورية للغاية لضمان مستقبل آمن للبشرية". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق