ذات مرة قال شي تشونغ شون لابنه شي جين بينغ: " مهما كبر منصبك، لا تنس أن تخدم الشعب بجد واجتهاد، وتفكر حقا في هموم الناس، وتتصل دائما بالجماهير، وتتعامل معهم بلطف."

هذا مطلب الأب من ابنه، وهو ميراث جيلين من الشيوعيين.

في عام 1943، بمجرد أن أصبح شي تشونغ شون سكرتيرا للجنة الحزب في منطقة سويده، وجه بضرورة "خدمة الـ520 ألف شخص" وهو عدد سكان المنطقة، وطالب الكوادر على جميع المستويات بالتعمق في الريف والسعي لتسوية المشاكل للمواطنين والدفاع عن قضاياهم. 

وصف ماو تسي تونغ ذات مرة شي تشونغ شون بأنه "زعيم جماهيري خرج من جموع الشعب".

تأثر شي جين بينغ كثيرا بأبيه، الذي كان قلبه متعلقا بجماهير الشعب دائما، والذي قال  ذات مرة في رسالة لابنه "إن خدمة الشعب هو أكبر مظاهر البر بالوالدين".

ومثل أبيه، ترك شي جين بينغ هو الآخر آثار قدميه عميقة في هضبة اللوس بشمالي مقاطعة شنشي.

ففي عام 1969، ذهب شي جين بينغ، الذي لم يبلغ 16 عاما من العمر إلى منطقة ريفية في شمالي شنشي للانضمام إلى المزارعين هناك، حيث قضى سبع سنوات من عفوان شبابه، وتشكلت لديه شخصية قوية ومثل عليا. وبالنسبة له، هذه المنطقة الريفية ليست فقط المكان الذي سبق أن عمل فيه، ولكن أيضا موطن روحه، ولا يوجد فيها قرويون بسطاء فحسب، ولكن أيضا إخوة وأخوات روحيون له.

من سكرتير الفرع الحزبي في الفيلق الإنتاجي، إلى الزعيم الأعلى للبلاد، مرت خبرة شي جين بينغ السياسية بالقرى والمحافظات والمدن والمقاطعات والمناصب الرئيسية في الحزب والحكومة والجيش. وكثيرا ما قال إنه إذا كنت تعمل مسؤولا في مكان ما، فيجب أن تحقق الحياة الكريمة للسكان هناك.

وفي منطقة جينغقانغشان بمقاطعة جيانغشي، أمسك قروي بيد شي جين بينغ قائلا: "شكرا لك على حضورك لرؤيتنا، فأنت رئيس البلاد". فرد شي: "الشعب هو سيد البلاد، وأنا خادم للشعب، والذي يساعدكم في إدارة الأمور".

من الأب للابن، من "زعيم للجماهير" إلى "خادم للشعب"، فإن ما تم توارثه بينهما هو المشاعر العميقة تجاه الشعب والنوايا الصادقة لخدمته. فبغض النظر عن الزمان والمكان، فإن الشعب هو دائما شاغلهما المشترك ومصدر قوتهما.