التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد ظهر يوم الاثنين (10 يوليو) رئيس وزراء جزر سليمان الزائر ماناسيه سوغافاري، في بكين.
أعلن الجانبان بشكل مشترك التأسيس الرسمي لشراكة استراتيجية شاملة تتميز بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة في عصر جديد.
وأشار شي إلى أن الصين وجزر سليمان صديقتان كل منهما جديرة بثقة الأخرى، وشريكتان يمكن لكل منهما الاعتماد على الأخرى. وقال إنه منذ أن أقام البلدان العلاقات الدبلوماسية، أصبح تعاونهما الودي نموذجا رائدا للعلاقات بين الصين والدول الجزرية الأخرى في الباسيفيك على الرغم من البداية المتأخرة نسبيا. وأضاف أن تعاونهما هو نموذج للوحدة والتعاون والتنمية المشتركة للدول ذات الأحجام المختلفة والدول النامية.
وقال شي إن الحقائق أثبتت أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجزر سليمان هو خيار صحيح يتماشى مع اتجاه العصر ويتوافق مع الوضع الدولي العام ويخدم المصالح الأساسية لشعبي البلدين.
وأشار شي إلى أن "الصين مستعدة لتعزيز التواصل الاستراتيجي وتعميق التعاون في شتى المجالات مع جزر سليمان، لضمان التقدم المطرد للعلاقات الثنائية وتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين".
وشدد على أن الصين تقدر تماما التزام جزر سليمان الصارم بمبدأ صين واحدة، وتدعم جزر سليمان في حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وتدعم مسار التنمية الذي اختارته الدولة نفسها.
وأشار شي إلى أن الصين ملتزمة بإدارة شؤونها الخاصة بشكل جيد، وستظل دائما من بناة السلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومدافعة عن النظام الدولي.
وقال إنه لمساعدة جزر سليمان على ضمان تحقيق التنمية والاستقرار على المدى الطويل، فإن الصين مستعدة لمشاركتها فرص التنمية التي يتيحها التحديث صيني النمط، وتعزيز التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية تنمية جزر سليمان 2035، وتوسيع التعاون العملي في مختلف المجالات، وزيادة الواردات من جزر سليمان.
وقال شي إن "الصين تدعم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في جزر سليمان، وستواصل تقديم المساعدة الاقتصادية والتقنية للبلاد دون أي شروط سياسية". وحث الجانبين على توسيع التبادلات الودية في مجالات مثل الرعاية الطبية والتعليم، وقال إن الصين تدعم جزر سليمان في استضافة دورة ألعاب الباسيفيك الـ17.
وأشار إلى أن الصين تحترم تماما سيادة واستقلال دول جزر الباسيفيك، وتتمسك بالمساواة بين جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة.
وقال شي إن الصين تحترم تماما إرادة دول جزر الباسيفيك، وتسعى نحو تحقيق مشاورات مكثفة ومساهمة مشتركة ومنافع مشتركة ونتائج مربحة للجميع. وأضاف أن الصين تحترم تماما التقاليد الثقافية لدول جزر الباسيفيك، وتتمسك بالتناغم في التنوع والجمال المشترك للثقافات المتنوعة. وتحترم الصين تماما وحدة دول جزر الباسيفيك واعتمادها على الذات، وتدعمها في تنفيذ استراتيجية 2050 لقارة الباسيفيك الزرقاء، ما يساهم في بناء منطقة باسيفيك زرقاء يسودها السلام والتناغم والأمن والشمول والازدهار.
وأوضح شي أن الصين تدرك أن الدول الجزرية في منطقة الباسيفيك تواجه تحديات خطيرة ناجمة عن تغير المناخ، وهي على استعداد لتعزيز التبادلات والتعاون معها في مجالات مثل خدمات الأرصاد الجوية، والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، والطاقة النظيفة، لمساعدتها على تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأضاف أن الصين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع جزر سليمان، والتمسك بالتعددية الحقيقية، وحماية النزاهة والعدالة الدوليتين، ومعارضة عقلية الحرب الباردة والهيمنة على نحو مشترك، وحماية السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك.
وفي إشارته إلى أن قرار إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين كان اختيارا صائبا، قال سوغافاري إن العلاقات الثنائية حققت نتائج مثمرة، وأصبحت الصين أكبر شريكة في مجال البنية التحتية لجزر سليمان وشريكة تنموية موثوقة.
وقال سوغافاري إن بلاده تتمسك بحزم بمبدأ صين واحدة، ومستعدة للحفاظ على التبادلات الوثيقة رفيعة المستوى مع الصين، وتعزيز التبادلات والتعاون في التجارة والاستثمار والمجالات الثقافية والمحلية، والاستجابة المشتركة للتحديات العالمية مثل تغير المناخ، مضيفا أن بلاده تعارض أي إجراءات تحتوي التنمية في الصين أو تهدف إلى ذلك.
عقب الاجتماع، أصدر الجانبان البيان المشترك حول إقامة شراكة استراتيجية شاملة تتسم بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة في عصر جديد بين جمهورية الصين الشعبية وجزر سليمان.