زيارة شي ترسخ لـ"عصر ذهبي" في العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا وتعزز جاذبية بريكس للجنوب العالمي

تشتهر أيام أواخر أغسطس في جنوب إفريقيا بفترة بعد الظهر المتألقة عندما تغمر الشمس الإفريقية بأشعتها الذهبية المناظر الطبيعية في عناقها الدافئ.

إنها فترة بمثابة خلفية مثالية للعلاقة المزدهرة بين الصين وجنوب إفريقيا، والتي، كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، "دخلت عصرا ذهبيا يتمتع بآفاق واسعة ومستقبل واعد".

يصادف العام الجاري الذكرى السنوية الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجنوب إفريقيا. وفي مقال موقع نُشر اليوم في وسائل إعلام جنوب إفريقيا أثناء توجهه لحضور قمة بريكس الـ15 في جوهانسبرج والقيام بزيارة دولة إلى جنوب إفريقيا، أشار شي إلى "التطور السريع" للعلاقات الثنائية من شراكة إلى شراكة استراتيجية، ثم إلى شراكة استراتيجية شاملة.

في مقاله الذي يحمل عنوان "الإبحار بالسفينة العملاقة للصداقة والتعاون بين الصين وجنوب إفريقيا نحو نجاح أكبر"، قال شي متحدثا عن العلاقات بين البلدين "إنها واحدة من أكثر العلاقات الثنائية حيوية في العالم النامي".

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها شي على الصداقة والتعاون بين الصين وجنوب إفريقيا "سفينة عملاقة". في عام 2015، قبل زيارة الدولة التي أجراها إلى البلاد، قال شي في مقال موقّع إن التعاون الثنائي والصداقة "تحولا من قارب صغير إلى سفينة عملاقة".

حيث إن العالم يواجه العديد من الشكوك ويعيش في فترة تغيرات متسارعة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، "لا تزال هذه الاستعارة صحيحة"، وفقا لما قال سيفيسو ماهلانجو، رئيس تحرير صحيفة ((ذا ستار)) الرائدة في جنوب إفريقيا، التي نشرت مقال شي هذه المرة ومقاله في عام 2015.

وأوضح أن "السفينة العملاقة هي استعارة عظيمة" لأنها تركب الرياح والأمواج و"ضد المد".

"إنها استعارة ترقى إلى تعهد تعاون بريكس وتدعمه".

اليوم (الاثنين)، كانت البلاد مليئة بالترقب حيث تستعد لاستقبال شي.

وقال فيكيل مبالولا، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، "بالنسبة لنا نحن مواطني جنوب إفريقيا، فإن زيارة الرئيس شي مهمة للغاية في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية، منها العلاقات التجارية بين البلدين".

أظهرت البيانات التي أصدرتها الصين أنه في النصف الأول من العام، وصلت التجارة الثنائية بين البلدين إلى 28.25 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.7 بالمئة على أساس سنوي.

حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريكة تجارية لجنوب إفريقيا لمدة 14 عامًا متتالية، بينما كانت جنوب إفريقيا أكبر شريكة تجارية للصين في إفريقيا لمدة 13 عامًا متتالية.

وواصفا العلاقات الثنائية بأنها "أقوى وأقوى"، قال مبالولا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العلاقات بين جنوب إفريقيا والصين تتشكل من خلال "روابط مناهضة الإمبريالية وروابط التعددية القطبية التي نؤمن بها سويا، وأيضا روابط قوية للعلاقات الاقتصادية".

وفي جوهانسبرج أيضا، وهي مدينة تُعرف باسم "مدينة الذهب"، سيجتمع قادة بريكس في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس لمناقشة قضايا تشمل تعميق تعاون بريكس، وإعطاء صوت أكبر للجنوب العالمي، وتوسيع مجموعة بريكس.

وقال باحثون ومراقبون معنيون بشوؤن بريكس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المجموعة دافعت عن تعدد الأقطاب والتعددية منذ تأسيسها وصارت قوة إيجابية ومستقرة وبناءة في الشؤون الدولية، ما جعل شعارها الذهبي جاذبا بشكل متزايد للجنوب العالمي.

وقال كافينس أديري، الباحث الكيني في العلاقات الدولية، "في عالم يشهد استقطابا متزايدا، تخلق مجموعة بريكس مسارا يمكِّن الدول من صياغة نظام سياسي واقتصادي أكثر شمولا".

وقال أنيل سوكلال، مندوب جنوب إفريقيا في مجموعة بريكس، "ظلت بريكس حافزا لحشد الجنوب العالمي معا".

وتابع قائلا "إنها المرة الأولى في الجغرافيا السياسية الحديثة التي نشهد فيها وجود هيكل جماعي وقوي يمثل صوت الجنوب العالمي". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق