شي: العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا تتجاوز النطاق الثنائي

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم (الثلاثاء) إن العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا تتجاوز النطاق الثنائي وتكتسب تأثيرا عالميا.

أدلى شي بهذه التصريحات خلال لقائه الصحفيين ظهر اليوم مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا بعد محادثاتهما.

وأعرب عن سعادته بقبول دعوة الرئيس رامافوزا لإجراء زيارة دولة مرة أخرى إلى جنوب إفريقيا، "دولة قوس قزح" الجميلة، مضيفا أن هذه هي زيارة الدولة الرابعة التي يجريها إلى جنوب إفريقيا خلال رئاسته للصين.

وقال شي إن هذا العام يوافق الذكرى السنوية الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجنوب إفريقيا، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الـ25 الماضية، حققت العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا قفزات تنموية، حيث وصلت الثقة الاستراتيجية المتبادلة إلى مستوى جديد، وتقدم التعاون في مختلف المجالات على نحو شامل، وأصبح التنسيق متعدد الأطراف أوثق.

وقال شي إنه في الوقت الحالي، يعمل الحزب الشيوعي الصيني على توحيد الشعب الصيني وقيادته نحو دفع تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط، كما تستكشف جنوب إفريقيا بشكل نشط ومستقل مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، مضيفا أن العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا تواجه فرصا جديدة للتنمية.

وفي إشارته إلى الاجتماع المثمر الذي عقده للتو مع رامافوزا، قال شي إنهما تبادلا وجهات النظر بشأن تنمية العلاقات الثنائية في العصر الجديد وكذلك القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق مهم.

وأضاف أنهما شهدا أيضا التوقيع على سلسلة من وثائق التعاون الثنائي الهامة، وأعرب عن ثقته الكاملة في الآفاق المستقبلية للعلاقات التعاونية الودية بين البلدين.

وقال شي إنه ورامافوزا اتفقا على ضرورة أن تكون الصين وجنوب إفريقيا شريكتين استراتيجيتين تتمتعان بثقة متبادلة عالية، وحث الجانبين على الحفاظ على الزخم الجيد للتبادلات رفيعة المستوى، وتعزيز الاتصالات والتعاون في مختلف المجالات، ومواصلة تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التواصل في خبرات حوكمة الدولة، ومواصلة دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية.

وأشار إلى اتفاقهما على أن التعاون البراجماتي ومتبادل المنفعة بين الصين وجنوب إفريقيا أسفر عن نتائج مثمرة، وإلى أنه يتعين أن يكون الجانبان شريكين في التنمية من أجل تحقيق تقدم مشترك.

وقال شي إن الجانبين بحاجة إلى تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية، وتنفيذ البرامج التسعة التي تم طرحها في منتدى التعاون الصيني-الإفريقي والبرنامج الاستراتيجي العشري للتعاون بين الصين وجنوب إفريقيا (2020-2029)، وتعزيز التعاون في مجالات القوة وتدعيم نقاط نمو جديدة للتعاون.

وأشار إلى استعداد الصين لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من جنوب إفريقيا، وأنها ستواصل تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار والقيام بأعمال تجارية في جنوب إفريقيا، مضيفا أن الجانبين سيعمقان التعاون الثنائي في مجالات مثل الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة بالإضافة إلى الابتكار العلمي والتكنولوجي.

وقال شي إن الجانبين يقدران بشدة التعاطف بين الشعبين، ويتعهدان بأن يكونا شريكين صديقين يتمتعان بالتفاهم المتبادل والمودة، مضيفا أنه يتعين على البلدين الإصرار على وضع الشعب في محور تعاونهما، وجعل نتائج التعاون تحقق نفعا أفضل لشعبيهما.

وأشار شي إلى دعم بلاده لجهود حكومة جنوب إفريقيا في تعزيز التعليم المهني وتعزيز توظيف الشباب، مضيفا أن الجانبين اتفقا على تعزيز التبادلات والتعاون في مجالات مثل التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة.

وقال شي إنهما اتفقا على أن الصين وجنوب إفريقيا، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين واقتصادين ناشئين لهما تأثير مهم، بحاجة إلى أن تكونا شريكتين عالميتين في حماية العدالة.

وحث الجانبين على تعزيز التنسيق الاستراتيجي وممارسة التعددية الحقيقية والعمل على زيادة تمثيل وصوت دول الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية.

تدعم الصين بقوة التكامل الإفريقي، وتدعم الاتحاد الإفريقي في تحقيق تقدم كبير هذا العام في الانضمام إلى مجموعة العشرين، وتشجع جنوب إفريقيا على لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية.

وفي إشارته إلى اقتراب انطلاق قمة البريكس، أشار شي إلى أنه في ظل الظروف الحالية، تحمل هذه القمة أهمية كبيرة لدول البريكس لتعزيز الوحدة والتعاون ولتدعيم آلية تعاون البريكس من أجل التطور والنمو بشكل أكبر.

وقال شي إن جنوب إفريقيا، باعتبارها الرئيس الدوري لبريكس، قامت باستعدادات رائعة للقمة، الأمر الذي يحظى بتقدير كبير من الجانب الصيني، مؤكدا أنه من خلال الجهود المشتركة للأطراف المعنية، من المحتم أن تكون قمة البريكس هذا العام ناجحة.

وقال شي إنه سيشارك رامافوزا في رئاسة حوار قادة الصين-إفريقيا يوم الخميس، وهو أول اجتماع جماعي مباشر بين قادة الجانبين منذ تفشي جائحة كوفيد-19، معربا عن تطلعه إلى رسم خطة جديدة للوحدة والتعاون بين الصين وإفريقيا مع القادة الأفارقة الآخرين، وضخ حيوية جديدة وقوية في تنمية الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإفريقيا.

من جانبه، أعرب رامافوزا عن سعادته باستقبال شي في زيارة الدولة الرابعة له إلى جنوب إفريقيا في وقت الذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية.

وأضاف أن شعب جنوب إفريقيا يشعر بالامتنان الصادق للصين حكومة وشعبا لدعمهما القيم لحركة مناهضة الفصل العنصري وللتنمية الوطنية في جنوب إفريقيا، فضلا عن مساعدات الإمدادات الطبية الكبيرة لجنوب إفريقيا في معركتها ضد الجائحة.

وقال إنه أكد مجددا مع شي أن البلدين سيواصلان دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية.

واتفق الزعيمان على تعميق التعاون الثنائي في التجارة والاستثمار، ومواصلة توسيع التعاون متبادل المنفعة في مجالات مثل البنية التحتية والسياحة والتعليم والاقتصاد الرقمي، وتعزيز التنسيق الدولي في الشؤون الدولية والإقليمية الرئيسية.

وأعرب رامافوزا عن شكره للجانب الصيني على دعمه الملتزم لجنوب إفريقيا في عقد القمة الـ15 لبريكس بنجاح، قائلا إنه يتطلع إلى العمل مع شي وقادة البريكس الآخرين لزيادة صوت البريكس ودول الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية، وتعزيز بناء نظام دولي أكثر عدلا وعقلانية.

كما أعرب عن تطلعه إلى المشاركة في رئاسة حوار قادة الصين-إفريقيا مع شي، ومناقشة سبل تعميق التعاون بين إفريقيا والصين، الأمر الذي يعتقد رئيس جنوب إفريقيا أنه سيعزز بالتأكيد عمليات التصنيع والتكامل في إفريقيا، وسيساعد دول الجنوب العالمي على تحقيق التنمية المشتركة والازدهار المشترك. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق