شنت طائرات حربية إسرائيلية اليوم (السبت) غارات مكثفة على مناطق عدة في قطاع غزة، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقوات الجيش الإسرائيلي في عدة محاور، في إطار هجمات إسرائيل المتواصلة منذ 29 يوما، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وذكرت مصادر أمنية وطبية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارات مكثفة على أحياء النصر والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع.
وأفادت المصادر بانتشال جثث ستة قتلى وعدد من الجرحى جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
وتابعت أنه جرى كذلك انتشال أربعة قتلى وعدد من الإصابات إثر قصف إسرائيلي لمنزل في مدينة رفح جنوب القطاع، فيما قتلت سيدة وأصيب ثلاثة آخرين في قصف مماثل على منزل غرب مدينة غزة.
وأضافت أن غارة أخرى استهدفت بوابة مستشفى النصر شمال مدينة غزة وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من النازحين في المستشفى.
فيما قتل أربعة فلسطينيين على الأقل وأصيب العشرات جراء غارة على منزل سكني في خانيونس جنوب القطاع، وفق المصادر.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدة غارات جوية استهدفت مصادر الطاقة الشمسية في محيط مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الوفاء، ما تتسبب بحريق كبير في المستشفيين وخروج المولدين عن الخدمة.
وتابع المكتب أنه تم أيضا رصد قصف مولد يغذي مؤسسات إعلامية ومطاعم وسط غزة، كما تم استهداف مشاريع طاقة شمسية على العديد من العمارات والأبنية السكنية وفوق معهد الأمل للأيتام ومؤسسات أهلية أخرى.
كما استهدفت غارة إسرائيلية خزانا للمياه يغذي عدة أحياء شرق رفح جنوب القطاع، فيما تعرض 14 مركبا للصيد للحرق بسبب القصف المكثف على طول ساحل بحر المدينة.
ووفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، بلغ إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين 9227 شخصا، من بينهم 3826 طفلا و2405 امرأة، فيما أصيب أكثر من 23500 آخرين بجروح مختلفة.
في هذه الأثناء، تواصل سماع أصوات اشتباكات ودوي انفجارات في عدة محاور من جنوب وشمال وغرب مدينة غزة بين مقاتلين من حركة حماس وقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة بريا للأسبوع الثاني على التوالي.
ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مقطع فيديو أظهر تمكن مقاتليها من إعطاب عدد من الدبابات الإسرائيلية في جنوب مدينة غزة وشمال القطاع.
فيما أكد الجيش الإسرائيلي استمرار الهجوم البري على قطاع غزة، وقال إنه قتل عددا من المسلحين الفلسطينيين، واكتشف أنفاقا ودمر بنية تحتية لحماس في عدد من المناطق.
وقال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات الجيش قامت خلال ساعات الليلة الماضية بالعمل في منطقة شمال قطاع غزة، خاصة في المنطقة التي شهدت محاولات عديدة لاستهدافها من خلال فتحات أنفاق ومجمعات عسكرية.
وتابع أن القوات "تمكنت من تصفية مخربين عملوا في المنطقة ومن كشف فتحات أنفاق تم استخدامها لأغراض إرهابية، بالإضافة إلى الكشف عن وسائل قتالية للتنظيم".
وأضاف أنه "خلال قتال دار يوم أمس اشتبكت قواتنا مع 15 مخربا في شمال القطاع، وقضت على عدد منهم ووجهوا الدبابات لتدمر ثلاثة مواقع استطلاع لحماس".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في تغريدة على منصة (إكس) أنه "تم نقل حوالي 260 جنديا جريحًا إلى المستشفيات في إسرائيل ضمن 150 عملية إنقاذ جوية وبرية".
من جانبها، أفادت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) الإسرائيلية أنه من المتوقع أن تستمر العملية البرية في غزة لأسابيع أخرى والتقدم نحو عمق مدينة غزة للسيطرة على مواقع وأهداف قيادية لحماس.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن التحدي الرئيسي الذي يواجه القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة هو التعامل مع الأنفاق القتالية، التي يستخدمها عناصر حماس للخروج منها ومباغتة القوات الإسرائيلية والاشتباك معها.
وأضافت أن القوات البرية تواجه أيضا تهديدا آخر يتمثل في الطائرات بدون طيار، التي تلقي قنابل أو رؤوس قذائف "ار بي جي" وقذائف هاون على القوات البرية.
وأشارت إلى أن أصعب مهمة حاليا تواجه القوات البرية هو تحديد أماكن المحتجزين الإسرائيليين الذين يعتقد أنهم قتلوا برفقة مسلحي حماس في أماكن احتجازهم.
وأعلنت إسرائيل عن حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما وأطلقت عملية عسكرية تحت اسم "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس بعدما شنت الأخيرة في السابع من أكتوبر الماضي هجوما غير مسبوق أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى" على عدد من البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أودى بحياة أكثر من 1400 إسرائيلي، وفق مصادر إسرائيلية.