رئيس مجلس الدولة الصيني يشدد على الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي تحقق بجهود بالغة من أجل التنمية المستقرة للعلاقات الصينية-الأسترالية

رغم المحيطات التي تفصل بينهما، فإن الصين وأستراليا تمضيان قدما جنبا إلى جنب في التاريخ منذ فترة طويلة، ما حقق استفادة كبيرة من التعاون المربح للجانبين.

يوافق العام الجاري الذكرى السنوية العاشرة لزيارة الدولة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أستراليا وإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأستراليا.

ومع ذلك، شهدت العلاقات الثنائية تقلبات ومنعطفات في العقد الماضي، والتي لحسن الحظ، عادت تدريجيا إلى مسارها الصحيح من خلال الجهود المشتركة والحوارات رفيعة المستوى.

وفي صباح يوم (الاثنين)، أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، خلال زيارته الرسمية لأستراليا، أهمية الحفاظ على الزخم الإيجابي الحالي الذي تحقق بجهود بالغة في العلاقات الثنائية، وتطوير هذا الزخم.

وقال لي خلال النسخة التاسعة من الاجتماع السنوي لرئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الأسترالي، مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، إن السمتين الأساسيتين للعلاقات الصينية-الأسترالية هما المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين، وأن التنمية في الصين تمثل فرصة لأستراليا والتنمية في أستراليا تعد أيضا فرصة للصين، ولا تمثل التنمية في أي من الدولتين تحديا للأخرى.

وفي أثناء حديثه عن العلاقات الثنائية في العقد الماضي، قال لي إن الخبرة الأكثر أهمية والفكرة الملهمة الأكثر أهمية ستتمثلان في التمسك بالاحترام المتبادل والتعاون متبادل المنفعة، والسعي لإيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا.

وبفضل الجهود المشتركة للجانبين، عادت العلاقات بين بكين وكانبيرا إلى المسار الصحيح للتنمية المطردة والسليمة، ما يظهر زخما إيجابيا للتحسن المستمر.

منذ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء ألبانيز، إلى الصين في نوفمبر الماضي، قامت الصين وأستراليا باستئناف وتطوير الحوارات والتعاون في مختلف المجالات بدرجة أكبر، وحققتا تحولا شاملا في العلاقات الثنائية.

وفي أبريل، أنهت أستراليا إجراءات مكافحة الإغراق على أبراج الرياح الصينية بعد أن قضت منظمة التجارة العالمية بأن الرسوم الأسترالية على منتجات الصلب الصينية معيبة. وقد ألغت الصين رسوم مكافحة الإغراق على النبيذ الأسترالي وأسقطت الحظر الذي فرضته على عدد من مصدري لحوم البقر والضأن في أستراليا. وثمة أنباء سارة تلوح في الأفق.

كما قال لي خلال اجتماعه مع ألبانيز إن الصين مستعدة للعمل مع أستراليا لبناء شراكة استراتيجية شاملة أكثر نضجا واستقرارا وإثمارا بين البلدين، من أجل تحقيق المزيد من المنافع لشعبي البلدين.

وقال قوه شنغ شيانغ، مدير معهد الابتكار الأسترالي للتمويل والتكنولوجيا، إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني بحثت آفاق التنمية المستقبلية. وقال قوه إن "زيارة رئيس مجلس الدولة لي جلبت طاقة إيجابية تحويلية إلى عالم يخضع للتغيير، ما يوفر أملا قويا وارتياحا كبيرا".

وقال لي خلال لقائه زعيم المعارضة الأسترالية بيتر داتون، إن التنمية المستقرة والمستمرة للعلاقات بين الصين وأستراليا تخدم بقوة المصالح الأساسية لشعبي البلدين وتفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

وقال وارويك باول، وهو أستاذ غير متفرغ في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، إن "التركيز على المجالات ذات المنافع المشتركة يؤدي إلى خلق مناخ إيجابي للحوار لمواصلة توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية".

إن اقتصادي الصين وأستراليا متكاملان إلى حد كبير، حيث يتمتع تعاونهما بزخم كبير وإمكانات هائلة ونتائج مثمرة، ما يحقق منافع ملموسة لكلا الشعبين. ومنذ عام 2009، تعد الصين أكبر شريك تجاري وسوق تصدير ومصدر استيراد لأستراليا لمدة 15 عاما متتالية.

وقال لي خلال اجتماعه مع الحاكم العام لأستراليا ديفيد هيرلي، إن سوق الصين الضخمة ستطلق باستمرار العنان لمطالب جديدة وحيوية نمو جديدة، ما سيوفر فرصا تنموية مهمة لأستراليا وبقية العالم.

وقال باول "هناك قدر كبير من المعرفة التي يجري تطويرها في الصين، من بينها حلول الطاقة المتجددة والمواد الجديدة والتكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية وحلول التغذية على سبيل المثال لا الحصر، والتي يمكن أن تفيد الشركات والباحثين والمستهلكين الأستراليين".

وبعد الاجتماع بين لي وألبانيز، تحققت سلسلة من النتائج المشتركة المثمرة في العلاقات الثنائية والتعاون البراجماتي، من بينها خطط لاستئناف الحوار الاقتصادي الاستراتيجي في عام 2024 وعقد الاجتماع السنوي المقبل لرئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الأسترالي في عام 2025 واتفاقيات التأشيرات والتعاون في الحفاظ على الباندا العملاقة وتوقيع مذكرات تفاهم بشأن التعليم والبحث وتغير المناخ والتبادل الثقافي، من بين أمور أخرى.

يجري لي جولة تشمل ثلاث دول خلال الفترة من 13 حتى 20 يونيو. وبالاضافة الى أستراليا، فقد أجرى زيارة رسمية إلى نيوزيلندا، وسيزور ماليزيا أيضا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق