مقالة خاصة: أكاديميات كرة القدم بالقاهرة تمنح الأمل للأطفال اللاجئين

 "عندما كنا في السودان، كان صوت القصف دائما في آذاننا. كان الأمر مرعبا للغاية لدرجة أنني كنت أختبئ تحت السرير"، هكذا قال الصبي السوداني ياسين عبد الماجد أثناء تدريبه مع زملائه في إحدى أكاديميات كرة القدم بالقاهرة.

وفر عبد الماجد البالغ من العمر (14 عاما) مع عائلته قبل حوالي سبعة أشهر هربا من الصراع العسكري الداخلي المستمر في السودان منذ أكثر من عام، وقد وجد الأمان والأمل في "أكاديمية سانتوس لكرة القدم" السودانية في القاهرة، التي أعادت إحياء حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم بعد أن تحمل المعاناة في وطنه.

وقال الصبي السوداني لوكالة أنباء ((شينخوا)) في أحد ملاعب كرة القدم المستأجرة بالقاهرة، حيث تمارس أكاديميته مرانها، "طموحي هو أن أصبح لاعب كرة قدم مشهورا مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وبعد مجيئنا إلى هنا ازداد طموحي".

وخلال المران كان المدرب عبد الله عيسى عبد الله يعطي التعليمات لنحو 30 لاعبا سودانيا صغيرا.

وقدم المدرب نفسه من الخرطوم إلى القاهرة قبل عدة أشهر بسبب الحرب الجارية في السودان.

وقال عبدالله "إن الأكاديمية هنا تقدم أشياء كثيرة للأطفال السودانيين وتمنحهم الأمل في المستقبل وتساعدهم على نسيان الحرب الدائرة في السودان".

وتابع أن "أكاديمية سانتوس لكرة القدم" تنظم أيضا ورش عمل لتوعية للأطفال وأنشطة أخرى مثل كرة السلة والكرة الطائرة.

ويأتي عشرات المتفرجين وأقارب اللاعبين الصغار لحضور الدورات التدريبية ودعم أبنائهم خلال المباريات.

ومن بين هؤلاء السودانية نعمة بشير، التي أتت إلى الملعب لمشاهدة تدريبات حفيدها البالغ من العمر (11 عاما).

وقالت السيدة البالغة من العمر (50 عاما) لـ((شينخوا)) "أطفالنا آمنون وسعداء هنا في مصر.. نحن نشجعهم وندعمهم لأنهم الجيل الجديد، جيل المستقبل".

ودعت بشير الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى إنهاء صراعهما حتى يستطيع جميع اللاجئين السودانيين العودة إلى ديارهم.

وقالت "لقد شردوا أطفالنا وأجبرونا على مغادرة ديارنا. نحن لا نريد الخراب بل نريد السلام. وأتمنى أن يعم السلام ليس فقط في السودان بل في العالم كله".

وتسببت الحرب في لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار، خاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان، وفق تقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وتعد القاهرة موطنا للعديد من أكاديميات كرة القدم التي أنشأتها جاليات من السودان وجنوب السودان، والتي توفر للاجئين الصغار الفرصة لممارسة هذه الرياضة واسعة الانتشار وتكوين صداقات والاندماج في المجتمع الجديد.

وفي الملعب الملاصق لتدريبات "أكاديمية سانتوس لكرة القدم" السودانية كان أطفال "أكاديمية المستقبل لكرة القدم"، وهي أكاديمية جنوب سودانية، يمارسون تدريباتهم بسعادة وحماس.

وقال اللاعب يوحنا لينو (14 عاما) "لم أكن أذهب إلى المدرسة كثيرا في جنوب السودان. ولكن عندما أتينا إلى مصر، ذهبت إلى المدرسة وانضممت إلى أكاديمية كرة القدم. وأتمنى أن أذهب إلى أوروبا وألعب لنادي ريال مدريد في المستقبل".

وكجزء من التدريبات أدار ماريو شول مدير وأحد مؤسسي "أكاديمية المستقبل لكرة القدم" الجنوب سودانية مباراة بين مجموعتين من لاعبيه في الملعب.

وقال شول البالغ من العمر (35 عاما) "لقد قررنا إنشاء الأكاديمية لاحتضان أطفالنا الصغار من جنوب السودان، حيث يمكنهم اللعب والاستمتاع والبقاء بعيدا عن الشوارع. وهدفنا تشجيعهم على التركيز على التعليم وكرة القدم، ومساعدتهم على تحقيق مستقبل أفضل". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق