في خطاب ألقاه خلال اجتماع بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ... شي جين بينغ يشدد على الحاجة إلى ترسيخ الثقة الذاتية بالطريق والنظرية والنظام والثقافة، وبذل جهود متواصلة للتمسك بنظام مجالس نواب الشعب وتحسينه وتطبيقه على النحو الأمثل

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واللجنة الدائمة للمجلس الوطني الصيني لنواب الشعب اجتماعا بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني صباح يوم 14 سبتمبر الجاري. وحضر الاجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، حيث ألقى خطابا هاما شدد فيه على الحاجة إلى مواصلة ترسيخ الثقة الذاتية بالطريق والنظرية والنظام والثقافة، وتطوير الديمقراطية الشعبية كاملة العملية، وبذل جهود متواصلة للتمسك بنظام مجالس نواب الشعب وتحسينه وتطبيقه على النحو الأمثل، وتوفير ضمان مؤسسي متين لتحقيق أهداف كفاح الحزب والشعب خلال المسيرة الجديدة في العصر الجديد.

وحضر الاجتماع أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي تشيانغ و وانغ هو نينغ و تساي تشي و دينغ شيويه شيانغ و لي شي، وكذلك حضره نائب الرئيس الصيني هان تشنغ. وترأس الاجتماع تشاو له جي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

وبدأ الاجتماع على إيقاعات ألحان النشيد الوطني المهيب. وألقى شي جين بينغ خطابا هاما قال فيه إن نظام مجالس نواب الشعب هو نتاج الاستكشاف الشاق والنضال الممتد للشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وهو أيضا نظام سياسي جديد بالكامل نشأ من الأرض الصينية، ويعتبر هذا النظام ابتكارا عظيما على صعيد تطور المؤسسات السياسية في تاريخ البشرية. وأضاف أن تأسيس هذا النظام بلور تحولا عميقا في المشهد السياسي للصين، إذ عمل على التحول من نظام كانت فيه السلطة تتركز في أيدي قلة مقابل أغلبية كانت تواجه القمع والاستغلال، إلى نظام يمكّن الشعب من حكم البلاد باعتباره السيد تحت قيادة الحزب، الأمر الذي مثل تغيرا عظيما في النظام السياسي بالصين.

وأكد شي جين بينغ أنه على مدار السبعين عاما الماضية، وتحت قيادة الحزب، ضمن نظام مجالس نواب الشعب بشكل فعال أن بلادنا تسير دائما على الطريق الاشتراكي، وأبرز هذا النظام المزايا السياسية الواضحة في ضمان قيادة الحزب للشعب في حكم البلاد بشكل فعال وفقا للقانون، وضمان أن الشعب هو سيد البلاد، وضمان بقاء الحياة السياسية للبلاد نابضة بالحيوية ومستقرة ومنظمة، وتحقيق سيادة القانون لكافة جوانب العمل الوطني، وضمان سلام البلاد واستقرارها على المدى الطويل، وغيرها من الجوانب الأخرى. وفي الوقت نفسه، أتاح هذا النظام ضمانات مؤسسية مهمة لخلق معجزتين: التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد. وأضاف شي أن "الممارسة أثبتت أن نظام مجالس نواب الشعب هو نظام جيد يتماشى مع ظروف بلادنا وواقعها، ويجسد طبيعة الدولة الاشتراكية، ويمكنه توحيد قوى جميع أفراد الشعب بشكل فعال من أجل تعزيز التحديث الصيني النمط بشكل مشترك".

وأشار شي إلى أنه منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، التزم حزبنا، انطلاقا من موقف تاريخي جديد، بالاستيعاب العميق لتغيرات جديدة شهدتها التناقضات الرئيسية التي يواجهها مجتمعنا، وتلبية مطالب جماهير الشعب الجديدة وتطلعاتها المستحدثة تجاه الديمقراطية وسيادة القانون بشكل نشط، وتحسين النظام التنظيمي ونظام العمل لمجالس نواب الشعب، مما يدفع عمل مجالس نواب الشعب لتحقيق إنجازات تاريخية. وقال شي "إن حزبنا يتمسك بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الحقائق الخاصة والثقافة التقليدية الصينية الرائعة، والإدراك العميق لقوانين تنمية السياسة الديمقراطية الاشتراكية، ومواصلة دفع الابتكارات النظرية والعملية لنظام مجالس نواب الشعب. وأكد شي على أن نظام مجالس نواب الشعب أداة مؤسساتية مهمة لتحقيق الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في شتى ربوع الصين، ومن ثم فإنه من الضروري التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والالتزام بأطر الأنظمة والمؤسسات لضمان أن الدولة تدار من جانب الشعب، والتمسك بحوكمة الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، والالتزام بالمركزية الديمقراطية، والسير بكل ثبات على طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والمثابرة على دفع تحديث منظومة حوكمة الدولة وقدرة الدولة على الحوكمة، والاستمرار في إفساح المجال كاملا لدور النواب في مجالس نواب الشعب، وتعزيز بناء مجالس نواب الشعب على جميع المستويات وفقا لمتطلبات "الأجهزة الأربعة" (الجهاز السياسي، وجهاز السلطة، وجهاز العمل، والجهاز التمثيلي). كما أشار شي إلى أن هذه السلسلة من المفاهيم الجديدة والأفكار المبتكرة والمتطلبات المستحدثة تشكل أفكار الحزب المهمة بشأن الالتزام بنظام مجالس نواب الشعب وتحسينه، ما يوفر دليلا أساسيا لتعزيز التنمية عالية الجودة لعمل مجالس نواب الشعب في العصر الجديد.

وشدد شي على أنه يجب إفساح المجال كاملا للدور المهم لمجالس نواب الشعب في ضمان التنفيذ الشامل والفعال للدستور والقوانين. وقال إنه يجب على مجالس نواب الشعب على كافة المستويات ولجانها الدائمة إفساح المجال كاملا لمسؤولياتها وأدوارها، والحفاظ بحزم على وحدة النظام القانوني وهيبته وسلطته في البلاد، مما يضمن التنفيذ الفعال للدستور والقوانين واضطلاع جميع أجهزة الدولة بأداء واجباتها وممارسة أعمالها في إطار الدستور والقوانين.

وأشار شي جين بينغ إلى أنه من الضروري إفساح المجال كاملا للدور المحوري لمجالس نواب الشعب في العمل التشريعي، والالتزام باتباع وتحسين نمط العمل التشريعي، المتمثل في قيادة لجنة الحزب والدور القيادي لمجالس نواب الشعب والدعم من جانب الحكومة ومشاركة كافة الأحزاب، وتعزيز التشريعات في المجالات الرئيسية والمجالات الناشئة والمجالات ذات العلاقة بالأجانب، وتحسين جودة التشريعات، وتطوير النظام القانوني الاشتراكي ذي الخصائص الصينية باستمرار. وفي الوقت عينه، يجب تسريع تحسين نظام قانوني يجسد الحقوق العادلة والفرص المتكافئة والقواعد النزيهة لضمان الإحقاق الفعال لشتى حقوق المواطنين.

وشدد شي جين بينغ على أنه من الضروري إفساح المجال كاملا للدور الهام لرقابة مجالس نواب الشعب ضمن منظومة الرقابة للحزب والدولة، وإكمال نظام رقابة مجالس نواب الشعب على "الحكومة ولجنة الرقابة ومحكمة الشعب والنيابة الشعبية"، وتعزيز الرقابة على أحوال تنفيذ الدستور والقوانين، وتعزيز المراجعة والرقابة من جانب مجالس نواب الشعب فيما يتعلق بالميزانية والحسابات الختامية والرقابة على إدارة الأصول المملوكة للدولة وإدارة الديون الحكومية، ودفع تنفيذ وتطبيق قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب، وضمان ممارسة جميع أجهزة الدولة سلطاتها وفقا للقانون، وضمان صون وأداء الحقوق والمصالح المشروعة لجمهور الشعب. ويجب على الأجهزة الإدارية وهيئات الرقابة والهيئات القضائية وأجهزة النيابة العامة على جميع المستويات أن تخضع بوعي لرقابة مجالس النواب الشعب وتؤدي بجدية واجبات الرقابة.

وأشار شي جين بينغ إلى أنه من الضروري إفساح المجال كاملا للدور الطليعي لمجالس نواب الشعب في توثيق الروابط مع جمهور الشعب. ويجب على جميع أجهزة الدولة والموظفين الحكوميين ترسيخ الوعي بأنهم خدام للشعب، ووضع الشعب في الصدارة وفي القلب، والحفاظ على اتصالات وثيقة مع جمهور الشعب. وبينما يتحمل نواب مجالس نواب الشعب المسؤوليات المجيدة التي أوكلهم الشعب إياها، فإنه عليهم أن يمثلوا بأمانة مصالح الشعب وإرادته، وأن يكونوا جسرا جيدا لروابط الحزب والدولة مع جمهور الشعب. ويجب على جميع أجهزة الدولة دعم وضمان أداء نواب مجالس نواب الشعب لواجباتهم وفقا للقانون، وإكمال نظام وآلية الاتصال بالنواب، وإثراء محتوى وشكل اتصالات النواب بجمهور الشعب.

وشدد شي جين بينغ على أنه يتعين على لجان الحزب على كافة المستويات تعزيز القيادة الشاملة لعمل مجالس نواب الشعب ودعمها ولجانها الدائمة في ممارسة صلاحياتها وتنفيذ عملها وفقا للقانون. كما يجب على المجموعات الحزبية للجان الدائمة لمجالس نواب الشعب على جميع المستويات أن تلتزم دائما بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب، وتفي بمسؤولياتها الأساسية فيما يتعلق بالحوكمة الشاملة والصارمة للحزب، وتعزز البناء السياسي والبناء الأيديولوجي والبناء التنظيمي وبناء أسلوب العمل وبناء الانضباط لأجهزة مجالس نواب الشعب بالشكل الفعال وفقا لمتطلبات "الأجهزة الأربعة"، من أجل بناء فريق عمل لمجالس نواب الشعب يتسم بالولاء السياسي ويخدم الشعب ويحترم سيادة القانون ويعزز الأفكار الديمقراطية ويتحلى بالاجتهاد والمسؤولية، سعيا للارتقاء بمستوى عمل مجالس نواب الشعب وجودته خلال المسيرة الجديدة في العصر الجديد.

وخلال ترؤسه للاجتماع، أشار تشاو له جي إلى أن الخطاب المهم الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ، استعرض المسيرة المجيدة للحزب الشيوعي الصيني الذي قاد الشعب الصيني لإنشاء وتحسين نظام مجالس نواب الشعب، وشرح بشكل معمق المزايا السياسية البارزة لهذا النظام في حين لخص بشكل منهجي الإنجازات الرئيسية في الابتكار النظري والعملي لنظام مجالس نواب الشعب في العصر الجديد، كما وجه ترتيبات شاملة وطرح متطلبات واضحة بشأن التمسك القوي والتحسين الرفيع والتنفيذ الدؤوب لهذا النظام عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة. وأضاف تشاو أن خطاب شي عميق المغزى، ملهم ومشجع، لا يسهم في تطوير الأفكار الهامة للأمين العام شي جين بينغ حول التمسك بنظام مجالس نواب الشعب وتحسينه فحسب، بل يعد وثيقة برنامجية تشع بتألق الحقيقة الماركسية، فينبغي دراسة هذا الخطاب وفهمه بجد واجتهاد وتنفيذه بحزم، كما يتعين علينا تعميق الفهم بشأن الأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" (إقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة المركزية للحزب وللحزب كله، وإقرار مكانة فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد)، وكذلك التمسك بثبات بـ "صون أمرين" (صون مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة للجنة المركزية للحزب وكل الحزب بثبات لا يتزعزع، وصون سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والموحدة بحزم)، ويتوجب علينا التمسك بطريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بنظام مجالس نواب الشعب وتحسينه وتنفيذه على نحو جيد.

وحضر الاجتماع الأعضاء الموجودون لدى بكين من المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمانة اللجنة المركزية للحزب، وأيضا نواب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأعضاء مجلس الدولة ورئيس محكمة الشعب العليا والنائب العام للنيابة الشعبية العليا وكذلك بعض نواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والرفاق القدامى الذين شغلوا مناصب قيادية في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب بالإضافة إلى أعضاء اللجنة العسكرية المركزية.

وحضر الاجتماع أيضا حوالي ثلاثة آلاف شخص بمن فيهم الرفاق المسؤولون الرئيسيون من الإدارات المركزية ذات الصلة بعمل الحزب والحكومة والقوات المسلحة والمنظمات الشعبية وكذلك بلدية بكين، ومسؤولون من اللجان المركزية لمختلف الأحزاب غير الشيوعية واتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة وممثلون عن الشخصيات غير الحزبية، وأعضاء اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأعضاء اللجان الخاصة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والرفاق المسؤولون الرئيسيون عن اللجان الدائمة لمجالس نواب الشعب في مختلف المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم والبلديات وبعض المدن على مستوى ما دون المقاطعات، وبعض نواب المجلس الوطني لنواب الشعب، وممثلون من مختلف مناحي الحياة في العاصمة، وكذلك سفراء أجانب لدى الصين.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق