v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
الجزء الثاني:
كانت الصين الجديدة تنقصها خبرات تنموية في بداياتها، وكانت تحدو الناس حماسة شديدة للعمل وكانوا مستعجلين لتغيير أوضاع الوطن الفقيرة والمتخلفة، وسعوا إلى صهر الحديد والصلب في المدن، ودوّت أصوات الماكينات في المصانع.
وبدأ السيد لي مينغ تساي يعمل في المصنع الثاني للآلات الماكينات ببكين بصفة عامل متعلّم.
" كنت مسرورا بالمصنع، ويمكنني الاستراحة والتجول في الخارج في يوم الأحد، وأصبحت منبسط الصدر. وكانت لدىّ إثنا عشر يوانا صينيا لتناول الوجبات الطيبة كل شهر بالإضافة إلى أربعة يوانات كمصاريف للجيب شهريا لشراء السجائر. وكنت ألبس أزياء العمل، وكانت جيدة ولم تتمزق حتى أنني لبستها لمدة سنة كاملة. "
وبعد عمله ببكين لأكثر من سنة، عاد السيد لي مينغ تساي إلى قريته. وكان بعض الفلاحين فيها يعيشون بصورة جيدة اعتمادا على جهودهم الدؤوبة، بينما تعرض بعضهم للفقر بسبب قلّة العاملين أو الكوارث الطبيعية أو الأمراض. وتماشيا مع زيادة عدد السكان في المدن خلال عملية النمو الصناعي، اشتدّ الطلب الوطني على الأغذية بصورة كبيرة. وبدأت الصين تعاني من نقص الأغذية وغيرها من المنتجات الزراعية والثانوية تدريجيا، ثم تعرضت الصين للكوارث الطبيعية لمدة ثلاث سنوات متتالية من عام 1959 إلى عام 1961. وتركت هذه الكوارث الطبيعية انطباعات عميقة لدى السيدة لين لي أيضا. وأدّى انخفاض كمية المحاصيل الزراعية إلى مجاعة بصورة شاملة، وتعرضت العاصمة بكين لنقصان السلع والأغذية وشهدت توتر في أسواقها أيضا. فقررت حكومة بكين مضطرة توزيع تذاكر شراء الأغذية وغيرها من السلع المنزلية اليومية شهريا بقدر محدد عن طريق البطاقات لكل الأشخاص الذين يقيمون بصورة رسمية ببكين. حيث قالت السيدة لين لي:
" كانت تشمل هذه التذاكر مختلف أنواع السلع، من ضمنها القماش والطحين والأرز والزين والحبوب الغذائية الخشنة، وتم توزيع هذه التذاكر بقدر محدد باختلاف عمر الأشخاص، وكان نظام توزيع هذه التذاكر معقدا جدا. وكان أخي الصغير في مرحلة النمو الجسدي، وتعرض للجوع في كثير من الأحيان، فاضطرت أمي لإعطاء حصتها من الأغذية إلى أخي. وسمّرت أنا وأختي الصغيرة أنظارنا إلى أخي لمنعه من أكل مزيد من الأطعمة، فكانت أمي تدخن السجائر كثيرا لتخفيف شعورها بالجوع. "
وبسبب تفاقم نقصان الأغذية، أصيب كثير من أهل بكين بالاستسقاء والتهاب الكبد وغيرها من الأمراض.
وخلال تلك الفترة الصعبة، ظهر كثير من الأبطال من الجماهير. ومن ضمنهم، السيد لي فنغ، وهو جندي من جيش التحرير وضحّي بنفسه في حادث مؤسف، فأصبح قدوة صالحة في قلوب الشعب الصيني. وفي الخامس من مارس عام 1963، طالب الرئيس الصيني الراحل ماو تسي دونغ الشعب الصيني الاقتداء بالرفيق لي فنغ. فعمّت حركة الاقتداء بالسيد لي فنغ على الفور كل أنحاء البلاد. وأذكت روح لي فنغ التى تمتاز بالإيثار ونكران الذات أذكت حماسة كثير من الشباب. إذ قالت لين لي:
" كان الناس يعملون بروح نكران الذات حينذاك سعيا وراء التقدم السياسي."
وفي عام 1966، اجتاحت الثورة الثقافية الكبرى كل أنحاء الصين. وفي ظل العواصف السياسية العنيفة، تغير مصير الأغلبية من الصينيين. وكانت السيد لين لي يريد الدراسة في جامعات اللغات الأجنبية والالتحاق بصفوف الدبلوماسيين لخدمة الوطن. وبعد بدء الثورة الثقافية الكبرى، قررت لين لي وبعض زملائها الذهاب إلى بلدية شي شوانغ باي نا في مقاطعة يون نان الواقعة في جنوب غربي البلاد لبناء قاعدة إنتاج المطاط. ومنذ عام 1968، تلبية لدعوة الرئيس الراحل ماو التى وجهها للشباب المثقفين من بناء الأرياف، ودّع كثير من تلاميذ المدارس المتوسطة في المدن والقرى آباءهم وأقاربهم ومواطنهم ذاهبين إلى الأرياف والمناطق الحدودية. وبلغ عدد هؤلاء التلاميذ حوالي عشرين مليون نسمة إجماليا، مما ترك تأثيرا كبيرا على جيل كامل من الصينيين.