اليوم الثاني من رحلة شمس إلى جنوب الصين

^{وفد إذاعة الصين الدولية تزور شركة هوندا للسيارات}

على باب المصنع وجدنا المدير وبعض العمال في انتظارنا بعد ترحيبهم العميق بنا كما هي السمة المميزة لأهل هذا البلد الجميل، إصطحبنا المدير مع مترجمة جميلة إلى كل ركن في المصنع كي نرى خط الانتاج عن قرب، كان ذلك بالطبع بعد أن أعطى لكل عضو في فريق إذاعتنا ميكروفون لذوم الترجمة وغطاء للرأس عليه شعار هوندا للسيارات.

ذهبنا في جولة داخل المصنع ولا أعتقد أن كثير من الناس يمكن أن تتاح لهم مثل هذه الفرصة الرائعة.

رأيت بعيني كيف أن سيارة تباع بآلافات الدولارات تبدأ من قطعة من الصفيح، كل ذلك بمجهود عمال بسطاء ليس لهم أي هدف سوى إخراج هذه السيارة على أحسن صورة، ذلك بالطبع بمساعدة الآلات والمعدات الحديثة. بعد هذه الجولة اجتمع بنا مدير المصنع وشرح لنا بكثير من التفصيل كل الأمور التي تتعلق بسيارة هوندا حيث قال إن مصنعهم له شعار كان مجرد شعار في الماضي ولكنه الأن حقيقة على أرض الواقع وشعارهم هو "المصنع الأخضر حلم يمكن تحقيقه" حيث يهتمون كثيراً بصحة العمال وبجمال المصنع كذلك يهتمون بإنتاج سيارات صديقة للبيئة قليلة الضوضاء والدقة المتناهية في الصنع تجعلك تعتقد أنهم يصنعون مركبة فضاء وليس سيارة.

.

^{المسؤولون بالمكتب المالي بمدينة قوانغتشو يعرفون بأحوال التجارة وتأثير الأزمة المالية على المدنية}

يحرص المصنع على توفير حياة رغدة للعمال ففي المصنع سوبرماركت ومطعم وصالة للألعاب كذلك تقام أنشطة مختلفة كل أسبوع رياضية وثقافية وفنية، كل ذلك مجاناً بالطبع للعمال فقط، بالإضافة إلى الزيارات العائلية والحفلات التي تنظمها إدارة المصنع للعمال وذلك لرفع معنوياتهم النفسية وتشجيعهم على الإنتاج.

قال لنا المدير أن المصنع به 1000 عامل وأكثر من 5000 آلة، تنتج السيارة في حوالي ثلاث ساعات من البداية إلى النهاية وينتج المصنع في اليوم الواحد أكثر من 1500 سيارة فبالطبع لا تنتج سيارة سيارة ولكن مئات السيارات في نفس الوقت .

كما أن هناك 6 أنواع من السيارات بجميع الألوان.

يحرص المصنع على عمل اختبارات آمان للسيارات كذلك اختبارات أمان للآلات لضمان سلامة العمال.

وفي عام 2009 استثمرت الحكومة المركزية 400 مليار يوان صيني لإنعاش الاقتصاد كذلك تعمل على دراسة لتخفيض ضرائب استهلاك السيارات. ينتج الآن المصنع تقريبا 310 ألف سيارة في العام ولكن الخطة المستقبلية هي إنتاج 343 ألف سيارة في العام.

يقول المدير عن أسباب اختيار موقع المصنع أن هذا المكان كان به أساسات مصنع قديم لذلك تم اختياره لإقامة هذا المصنع الكبير.

في النهاية قدم المدير لكل عضو في الفريق نموذج مصغر لسيارة هوندا كهدية. خرجنا جميعاً وكلنا نحلم بأن نملك قريباً سيارة هوندا حقيقية تسير على الطرقات وليس على المنضدة.

ذهبنا مباشرة بعد ذلك إلى مأدبة أقامها احتفالا بنا مكتب الإعلام الخارجي التابع للحكومة المحلية. تناولنا خلال هذه المأدبة كل الأحاديث الودية التي تعبر عن طيبة أهل هذا البلد الجميل.

بعد الغداء ذهبنا لمقابلة مسؤولين بالمكتب المالي بالمدينة التي تعتبر عاصمة التجارة في جنوب الصين. التقينا بمدير المكتب السيد تشو الذي تناول في اجتماعه بنا أحوال التجارة وتأثير الأزمة المالية العالمية على المدينة وكيفية مواجهتها.

بعد الترحيب بنا، أسهب السيد تشو في الحديث عن الأزمة الاقتصادية واصفا إياها بأنها موضوع كبير لا يمكن شرحه في اجتماع واحد ولا يمكن حله بالكلام وإنما بالفعل البناء.

تكلم في البداية عن أحوال التجارة العامة وتطور الأعمال المالية في مدينة قوانغتشو قائلاً إن هناك 167 فرع للبنوك وشركات التأمين في قوانغتشو حيث تعتبر هذه المؤسسات من أهم المؤسسات المالية وأضاف قائلاً بالرغم من آثار الأزمة التي عصفت بالعالم كله إلا أن هناك تنافس كبير على فتح فروع للمؤسسات المالية بقوانغتشو فهناك خمس مؤسسات مالية قد فتحت فروع لها في قوانغتشو هذا العام.

كما أن بعض المؤسسات الأجنبية عصفت بها الأزمة في أوروبا وأمريكا ولكن فرعها في قوانغتشو قد شهد ازدهاراً ملحوظاً.

وجدير بالذكر أن هناك أعمال على قدم وساق لبناء منطقة مالية مركزية في قوانغتشو. يوجد فيها الآن 36 مكتب ومؤسسة مالية، و هي أيضا من ال5 مدن التي تجري فيها الآن المعاملات التجارية الدولية باليوان الصيني مما يعني ارتفاع ملحوظ في قيمة اليوان الصيني.