اليوم العاشر من رحلة شمس إلى جنوب الصين

جاء آخر يوم في رحلتنا التي تمنينا جميعا ألا تنتهى، وخاصة أنا حيث أنها أول مرة لي أزور فيها جنوب الصين.

ذهبنا في الصباح إلى بيوت أسرة تساي.

وضعت هذه المجموعة السكنية الصغيرة التي بنيت عام 1873م ضمن قائمة الآثار على مستوى الدولة التي أصدرها مجلس الدولة. عدد البيوت بها 22 بيتاً، يشمل حوالي 100 مسكن.

تقع بيوت أسرة تساي في محافظة نان آن  التابعة لمدينة تشيوانتشو. يحتوي أكبر بيت هنا على 50 غرفة، أما القرية كلها، فتبلغ مساحتها حوالي 160 ألف متر مربع، ومعظم السكان يعملون في الحرف اليدوية.

يوجد وسط هذه البيوت مكان يَدرِس فيه جميع أبناء هذه العائلة.

ونحن الآن في منزل الأستاذ تساي لو تيان الاستاذ بجامعة شيامن.ما إن دخلنا هذا البيت حتى وجدنا على جانب الحائط صورة كبيرة لرب الأسرة وعلى الجانب الآخر صورة لزوجته باللون الابيض والأسود وهذا تعبيراً عن الاحترام الكبير الذي يكنه الابناء للأب والأم، وهذه عادة مشتركة لجميع العوائل.

كل بيت هنا صغيراً كان أو كبيراً به ثلاث أشياء أساسية هي بئر كمصدر للمياه لتأمين البقاء على قيد الحياة وتمثال لبوذا لإشباع عقيدتهم البوذية ونول يدوي متوسط الحجم يكفل لهم العيش الكريم.

جميع البيوت من الخارج مزخرفة برسومات بارزة على الجدران. أما من الداخل فهناك فناء كبير وسط البيت، على أرضه رخام عمره أكثر من 143 عاماً. يزرع في كل ركن منه إما شجر جذعه في الأرض أو زهور وأشجار صغيرة جذعها في آنية فخارية كبيرة. وذلك لوفرة مصادر المياه ووجود الذوق والحس الفني.