CRI Online

الحرب على الإرهاب تضعف دور الولايات المتحدة في العالم

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-09-08 19:11:19

 أدت الهجمات غير المسبوقة التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 إلى تحول هائل في وضع بلاد " العم سام". فبعد مرور عقد كامل من الزمان على هذه الهجمات ما زال هذا البلد غارقا في حربين مكلفين بالعراق وأفغانستان، فيما ما تزال الحرب على الإرهاب ككل لا تبدو لها أية نهاية. ويرى محللون أن هذا الوضع ربما سعى إليه تنظيم القاعدة لإضعاف قوة الولايات المتحدة.

دور متقلص:

في رد فعل مباشر على هجمات 11 سبتمبر، شنت ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش "الحرب العالمية على الإرهاب " والتي بموجبها تحولت أفغانستان وبعدها العراق إلى ساحة حرب في تتابع سريع.

كان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قد ذكر في خطاب أمام الكونغرس في 20 سبتمبر 2001 إن "الحرب على الإرهاب" تبدأ بالقتال مع تنظيم القاعدة، لكن لا تنتهي عند هذا الحد. وأضاف أن الحرب "لن تنتهي حتى يتم العثور على كل الجماعات الإرهابية العالمية ووقفها وقهرها."

وبعد مرور 10 سنوات من بداية هذه الحرب ما زال هذا الهدف مجرد كلام. والأسوأ أن تلك الحروب شوهت صورة الولايات المتحدة وأضعفت قوتها، إذ ساهمت وسائل الاحتجاز والتعذيب التي تعرض لها سجناء وكذا النفقات الدفاعية الباهظة في رفع العجز في الميزانية الأمريكية وزيادة الديون الحكومية بصورة كبيرة.

قال ريتشارد سيلا، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة التابعة لجامعة نيويورك، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) تعقيبا على هذه القضية "أظن أننا نعود إلى وضع كانت الولايات المتحدة تلعب فيه دورها الطبيعي في العالم، اذ ما زالت الاقتصاد الأكبر ولكن باتت هناك مراكز اقتصادية كبرى كثيرة أخرى."

وذكر مارتين انديك، نائب رئيس ومدير برنامج السياسة الخارجية التابع لمؤسسة ((بروكينغز)) البحثية الأمريكية، أن مأساة 11 سبتمبر والحروب المضادة للإرهاب التي نتجت عنها أضرت بدور الولايات المتحدة في العالم.

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت القوة الكبرى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، لكن تنظيم القاعدة نجح في تأجيج حرب حقيقية بتدبير هجمات 11 سبتمبر إذ نشبت حرب في أفغانستان في أكتوبر 2001 ثم في العراق في مارس 2003.

وأشار إلى أن هذه الحروب الواقعية "صممت لغرض ما من قبلهم (تنظيم القاعدة) لسحب الولايات المتحدة إلى وضع نضطر إلى البقاء فيه فيما يتصرفون بحرية لمهاجمة قواتنا."

ولفت انديك إلى أن واشنطن كانت لعبة في أيدي تنظيم القاعدة، ومن ثم عقدت علاقاتها مع العالم العربي، وساعدت في نمو النفوذ الايراني بالشرق الأوسط. وهذا كلف الولايات المتحدة خسائر فادحة في الأرواح والأموال.

وأضاف انديك، وهو مسؤول أمريكي سابق، أن هذه الأمور تركت "تأثيرا عميقا" على وضع الولايات المتحدة في العالم.


1 2 3
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي