أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ صباح اليوم الاثنين (6 مايو) محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزائر لبكين، حيث أكد أنّ قضية فلسطين تعد جوهر قضية الشرق الأوسط، كما طرح رؤية ذات أربع نقاط حول تسوية القضية الفلسطينية. وأشار الخبراء إلى أنّ هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها الصين باسم رئيسها رؤية متكاملة حول تسوية القضية الفلسطينية، الأمر الذي يظهر جهود الصين الإيجابية لدفع الأطراف المعنية للتفاوض.
وتشمل النقاط الأربع التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ التمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، والتمسك بالمفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، والتمسك بمبدأ "الأرض مقابل السلام" وغيره من المبادئ، وعلى المجتمع الدولي أن يقدم ضمانات مهمة لدفع عملية السلام.
ويرى الخبير هوا لي مينغ الباحث بالمعهد الصيني للدراسات الدولية السفير الصيني السابق لدى طهران أنّ هذه النقاط تجسد موقف الصين الدائم تجاه قضية فلسطين كما تعكس اهتمام قيادة الصين الجديدة البالغ بقضية الشرق الأوسط، وأضاف قائلا :
"لاحظت أنّ هذه هي المرّة الأولى التي تطرح فيها الصين هذه النقاط باسم رئيسها، الأمر الذي يدل على اهتمام الصين المتزايد بقضية الشرق الأوسط. وبعد وقوع حرب العراق عام 2003 وأيضا بعد التغييرات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية قبل عامين، سلط ضوء المجتمع الدولي إلى تلك الأماكن، ولكن حرب غزة الأخيرة وطلب فلسطين الانضمام إلى الأمم المتحدة ذكرا المجتمع الدولي بأنّ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ما زال قضية ساخنة تهدد السلام في الشرق الأوسط والعالم."
وأشار هوا لي مينغ الخبير بشؤون الشرق الأوسط إلى أنّ دعوة الرئيس الصيني في النقطة الأولى إلى ضرورة احترام حق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وأيضا احترام حق إسرائيل في البقاء ومخاوفها الأمنية، هي مطلب يتطابق مع مصالح كلا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، إلا أن تحقيق هذا المطلب يحتاج إلى التنازلات من كلا الجانبين حيث قال:
"الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يتعلق بحق البقاء للدولتين. وبالنسبة إلى الفلسطينيين، فأراضيهم محتلة والملايين منهم مشردون والقدس محتلة وهي تعتبر أرضا مقدسة بالنسبة إلى فلسطين والدول العربية والمسلمين في العالم. أماّ إسرائيل فإنهاّ تسعى وراء الأمن المطلق منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية حيث انتهكت جهودها هذه حقوق العرب. فلا بد من الجانبين تقديم التنازلات في هذه المسألة."
ويرى السيد لي شاو شيان نائب رئيس المعهد الصيني للعلاقات الدولية الحديثة أنّ حل قضية فلسطين لا يمكن تحقيقه بالاعتماد على الجهود من قبل إسرائيل وفلسطين وحدهما، ولذلك أكد الرئيس الصيني في رؤيته المتكاملة أهمية الضمان الدولي لدفع عملية السلام.
