وادي تشانغ بو العجيب في محافظة بينغ تانغ بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين

يقع وادي تشانغ بو في جنوب محافظة بينغ تانغ، ويبلغ طوله ثمانية كيلومترات. توجد بالوادي بحيرات عميقة وأحجار غريبة وأشجار عجيبة تجذب عددا كبيرا من الزوار الصينيين والأجانب كل سنة.

عندما ندخل وادي تشانغ بو، تجذبنا للوهلة الأولى المناظر الطبيعية الخلابة، حيث ينساب بطيئا نهر تشانغ بو بمياهه الصافية الرقراقة وعلى ضفتيه تنمو النباتات والأشجار الخضراء وبعض هذه الأشجار حيوي. وإذا تناهى بصرك بعيد، فستشاهد منحدرات عالية خطيرة.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك أحجار وصخور كثيرة مزينة برسوم تشبه خطوطا أو قطعا إنسانية، وهي تعتبر من أكبر عناصر الجذب في وادي تشانغ بو. مثلا، تحت منحدر يبعد عن مدخل الوادي كيلومترين شجرتان كبيرتان، وعلى لحائهما صخرتان حفرت عليهما الطبيعة رسوما وحروفا صينية. قال لنا السيد وانغ قو فو الفلاح المحلي الذي اكتشف الصخرتين.

"كنت أمر بهذا المكان في شهر يونيو عام 2002، واكتشفت أن هناك بعض النتوءات والبروزات على الصخرتين، فاقتربت منهما للتمييز، وأخيرا اكتشفت أنها مثل الكتابة الصينية ولكنها محفورة بسبب الطبيعة وتحت الرياح."

من السهل أن تشاهد بروزات واضحة وجملا كاملة على سطحي الصخرتين، وحتى بعض الخطوط والرسوم التي تشبه كلمات اللغة الإنجليزية واللغة العربية. لا بد أنك مدهش بهذا وتسأل : هل هذه

الرسوم قد أبدعتها الطبيعة أم أن يد الإنسان هي التي فعلت ذلك؟ وللرد على هذا السؤال، قام فريق بحث ضم عشرات خبراء الجيولوجيا بزيارة وادي تشانغ بو للبحث عن الحقيقة، وبعد البحث والتحقيق أكد هؤلاء الخبراء أن الرسوم والخطوط الموجودة والمحفورة على الصخرتين تشكلت طبيعيا وكان ذلك منذ أكثر من مائتي مليون سنة. قال الأستاذ لي تينغ دونغ رئيس الفريق:

"حدث ذلك منذ حوالي مائتين وسبعين مليون سنة. والذي وجد على الصخرتين هو عبارة عن بقايا الكائنات الحية القديمة، وبسبب صلابة هذه البقايا التي هي أشد من صلابة الأحجار، وبعد التصاقها وقتا طويلا، ارتفع سطح البقايا الصلبة وانخفض سطح الأحجار الناعمة، وأخيرا تشكلت هذه القطع العجيبة لحسن الحظ. ورغم أن هذه الاحتمالات والافتراضات ضئيلة، لكن يمكننا أن نجد الدليل على ذلك من علم طبقات الأرض وعلم الرسوبيات، وحتى الآن لم نجد أي أثر إنساني أو يد بشرية تدخلت في هاتين الصخرتين."

ورى الأستاذ لي أن احتمالات تشكيل الكلمات أو الرسوم في الطبيعة ضئيلة جدا، وتبلغ احتمالات تشكيل القطع الصينية بوادي تشانغ بو حوالي واحد في مائة تريليون في العالم، لذلك فإن هاتين الصخرتين تستحقان أن تلقبا ب إحدى عجائب العالم. لقد جاء كثير من الزوار إلى وادي تشانغ بو لهدف خاص، ألا وهو مشاهدة هاتين الصخرتين العجيبتين، ومنهم السيد بي، قال لنا:

"أرى أن هذه القطع ليست أشياءا تركتها لنا الطبيعة، بل أنها هبة من الإله أعطانا إياها."

في موقع وادي تشانغ بو السياحي هناك لكثير من الأحجار الجميلة مثل الصخرتين العجيبتين. إذا مشيت مسافة حوالي عشر دقائق بعد الصخرتين، سترى منظرا عجيبا آخر. فعلى شاطئ نهر تشانغ بو جرف تنتشر فيه بصورة مكثفة مجموعة من البيوض الحجرية. ومن السهل أن تخمن هنا لماذا تسمى بهذا الاسم ، وبالطبع لأن أشكال هذه الأحجار تشبه البيوض وسطحها أملس ولونها رمادي، وحجمها واحد، وهذه الصخور البيضاوية غير منتظمة في مكانها، نصفها داخل الجرف والنصف الآخر خارج الجرف، وقد تشكلت هذه الصخور البيضاوية طبيعيا في العصور القديمة مثل الصخرتين اللتين تحدثنا عنهما منذ قليل.

وهناك بركة غير بعيدة عن هذا المكان، تنساب مياهها بطيئا، وتتماوج بصورة ناعمة، تشبه هذه البركة زجاجا شفافيا على الأرض. وهنا تقف أحيانا بعض البنات المحليات حافيات داخل المياه الشاطئية الضحلة وفي سكون الأمر الذي يجذب كثيرا من الزوار إلى هنا لمعرفة ما يحدث. قالت السيدة لي يا المرشدة السياحية:

"تلعب هؤلاء البنات لعبة لطيفة مع الأسماك التي تسبح في البركة، ففي هذه البركة أسماك صغيرة كثيرة، وعندما تقف في المياه ساكنا، ستحاصر هذه الأسماك الصغيرة قدميك، وتقبل أصابع القدمين، إنه أمر جميل جدا!."

خلع بعض الزوار أحذيتهم ووقفوا في المياه مثلما تفعل البنات، وهنا هرعت الأسماك بسرعة إلى أقدامهم، ولمست الأصابع بأفواهها. فيا له أمر لطيف!

وبيئة وادي تشانغ بو البيولوجية رائعة جدا وكأنها جنة على الأرض، فبالإضافة إلى الأحجار والصخور الغريبة الشكل والبحيرات الصافية المياه، هناك جبال شاهقة تنمو عليها أشجار جميلة. وهناك غابة بامبو كثيفة قريبة من البركة المذكورة، تبلغ مساحتها خمسة كيلومترات مربع، وهي مخضرة على مدار السنة مثل حديقة غناء خضراء. ولم يكتشف الإنسان غابات بامبو الكثيفة والمعرشة في البرازيل وشيلي والصين، وهذه الغابة الخضراء أو الحديقة الغناء تعتبر متفردة من حيث المساحة.

ويمكنك أن ترى أشجارا قديمة باسقة في كل مكان بموقع وادي تشانغ بو. ومن هذه الأشجار، أشجار تصطف جنبا لجنب، والفاصل بين كل شجرة والأخرى حجر كبير كطفلة في أحضان الوالدين. وبالإضافة إلى ذلك، توجد أشجار عجيبة أخرى، وتفتح بعضها الغصون والأوراق نهارا و تلمها ليلا.

وإضافة إلى هذه المناظر الجميلة، عندما تتمشى في الوادي، يمكنك أن تتمتع أيضا بالاستماع إلى الأغاني المحلية التقليدية.