التأمين عن طريق الإنترنت أصبح شائعا في الصين خلال عيد الربيع

التأمين عن طريق الإنترنت أصبح شائعا في الصين خلال عيد الربيع

من المعروف أن عيد الربيع التقليدي الصيني يعتبر من أهم الأعياد التقليدية بالنسبة للصينيين، حيث يشهد شمل العائلات وتدفق مئات الملايين من الجماهير إلى بيت العائلة بالطائرة أو بالقطار، لذلك، يمثل نقل الركاب جوا وبرا الذي يستمر حوالي شهر خلال عيد الربيع وقبله وبعده أضخم حركة نقل في الصين حتى في العالم. ولكن، ما يزعج عدد غير قليل من الركاب دائما هو فقدان ممتلكاتهم الشخصية أثناء هذه الحركة الضخمة. إذن، كيف يفعل الركاب بعد فقدان ممتلكاتهم في رحلاتهم خلال عيد الربيع؟

في عيد الربيع هذا العام، أبدعت بعض شركات التأمين وشركات الإنترنت أول خدمة للتأمين عن طريق الإنترنت، كي يتمكن الركاب من الحصول على التأمين على حياتهم وممتلكاتهم بعد أن يدفعوا يوانين فقط من خلال الموبايل، حيث يمكن أن يحصلوا على قيمة التعويضات في حالة تعرضهم لحوادث المرور أو فقدان ممتلكاتهم الشخصية خلال رحلاتهم أثناء عيد الربيع. ويتوقع المتخصصون أن يصبح التأمين عن طريق الإنترنت شائعا في المستقبل نظرا لمميزاته على مقربة من الحياة، إذ قال السيد قه روي تشاو مسئول موقع "تاو باو" لتسوق أونلاين:

"يمكن لمثل هذا التأمين المبدع أن يجعل الجمهور يولي اهتماما أكثر للتأمين ويقرّب بين حياته وبين التأمين. وهذا يعد إشارة مهمة. وبالإضافة إلى ذلك، سيؤدي الاندماج بين التأمين والإنترنت إلى تغيرات إيجابية في عملية تسويق التأمين أو العمليات الأخرى والمتعلقة بالتأمين أيضا."

وفضلا عن انخفاض السعر الذي يقدر بيوانين فقط، يتميز التأمين عن طريق الإنترنت بحرية تحديد مدة فعالية التأمين، حيث يمكن للمستهلكين أن يختاروا أي يوم من الفترة بين الـ8 حتى الـ30 من يناير الماضي كيوم تبدأ فيه فعالية التأمين، ويمكن أن تستمر مدة الفعالية خمسة أيام.

ولكن، يرى الأستاذ توه قوه تشو بقسم التأمين لجامعة العاصمة للاقتصاد والتجارة أن التأمين عن طريق الإنترنت لا يستبدل تماما بالتأمين التقليدي في الوقت الحالي، إلا أنه يعترف في الوقت نفسه بأن التأمين عن طريق الإنترنت له مستقبل واسع:

"يتميز التأمين عن طريق الإنترنت بسرعة الانتشار وسهولة الإجراءات، إلا أنه لا يستبدل تماما بالتأمين التقليدي في الوقت الحالي. مثلا، هناك بعض منتجات التأمين إجراءاتها معقدة تحتاج إلى الشرح المفصل أو التفاعل وجها لوجه، فهذه المنتجات ليست مناسبة لترويجها عن طريق الإنترنت. ولكن على كل حال، أعتقد أن التأمين عن طريق الإنترنت سيصبح شائعا بالتأكيد، وخاصة بالنسبة إلى المنتجات التي تتفق مع خصائص تسويق الأونلاين، وأتوقع أن يشهد التأمين عن طريق الإنترنت تطورا كبيرا خلال عام 2014."

ورغم أن العميل يتمكن من الاشتراك بالتأمين عن طريق الإنترنت بسهولة، إلا أنه مايزال بحاجة إلى استكمال إجراءات معقدة للحصول على مبلغ التعويض، حيث شرحت مسئولة بشركة "بينغ آن" للتأمين أن المستهلكين بحاجة للاتصال بالهوت لاين لإبلاغه عن المعلومات حول ممتلكاتهم المفقودة وتقديم بعض الدلائل:

"لو فقدت ممتلكاتك الشخصية، تحتاج إلى الاتصال بالهوت لاين وإبلاغ الشرطة عن القضية. كما تحتاج إلى تقديم الفاتورة أو الصور التي تثبت أن الأشياء المفقودة مملوكة لك. وبعد ذلك، سوف نقدم لك التعويضات بعد تأكد الشرطة ووفق الدلائل المذكورة."

وبهذا الخصوص، مازال الأستاذ توه متفائلا إزاء آفاق التأمين عن طريق الإنترنت، حيث أشار إلى إمكانية التعويض عن طريق الإنترنت:

"أتوقع أن يكون ممكنا التأمين والتعويض عن طريق الإنترنت في آن واحد في المستقبل، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الاستكشاف، إلا أن عملية تقييم الخسائر أو قيم الأشياء المفقودة صعبة ومعقدة. وإذا كانت العملية سهلة أو كانت قيم الأشياء المفقودة واضحة، يمكن أن يجري التعويض عن طريق الإنترنت."

في الحقيقة، ليس التأمين عن طريق الإنترنت أمرا حديثا، ولكنه بدأ شائعا خلال العام الماضي، حيث توقع السيد قه روي تشاو مسئول موقع "تاو باو" لتسوق أونلاين أن يشهد التأمين عن طريق الإنترنت تطورا خلال عام 2014 الجاري:

"في الحقيقة، بدأ التأمين عن طريق الإنترنت ولاسيما في موقع "تاو باو" منذ عام 2010، حيث بدأت بعض شركات التأمين بيع منتجاتها على موقع "تاو باو". ومع الاندماج بين الإنترنت والتجارة والمالية، أصبح التأمين عن طريق الإنترنت ناضجا يوما تلو آخر، وحتى الآن، يبلغ عدد طلبات التأمين على موقع "تاو باو" 1.9 مليار طلب قيمته 6 مليارات يوان. مثلا، في يوم الـ11 من نوفمبر العام الماضي، كانت قيمة التأمين لبعض شركات التأمين في ذلك اليوم تتجاوز 100 مليون يوان. وأصبح عدد المستهلكين الشباب للتأمين أكثر فأكثر، لذلك، أعتقد أن التأمين عن طريق الإنترنت يجب أن يتفق مع خطوة تنمية الإنترنت الجوال في عام 2014، وخاصة مع أجهزة الجوال، ويجب على الشركات أن تبذل جهودا للتقريب بين التأمين والجمهور وجلب المنافع الحقيقية لهم."