|
||
cri (GMT+08:00) 2014-03-26 10:36:37 |
الصين ترفع أمن الإنترنت الى مستوى استراتيجية الدولة
أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن عدد مستخدمي الانترنت عبر الأجهزة الجوالة قد وصل إلى 8.38 مليون شخص بحلول يناير 2014، مشكلا قرابة ثلثي السكان الإجمالي بالبلاد، ولذلك رأى الخبراء أن الانترنت أصبحت تشكل " البنية الأساسية الحقيقية " للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية.
"سنشجع التطوير السليم للمالية عبر الانترنت"، "سننفذ استراتيجية الشبكة العريضة النطاق" و"سنحافظ على أمن الإنترنت"، يمكن أن نلاحظ هذه الإشارات في تقرير عمل الحكومة الصينية الصادر في الدورة السنوية للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني، الأمر الذي يبرهن على أن الصين رفعت اهتمامها حيال هذا القطاع إلى المستوى الوطني.
هذا وقد أنشأت الحكومة الصينية مجموعة قيادية مركزية عالية المستوى يترأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ في يوم 27 فبراير الماضي، بهدف توجيه وتنسيق أعمال أمن الانترنت والمعلوماتية بين مختلف القطاعات .
وأعرب بعض الخبراء عن إعجابهم بعمل الحكومة لإنشاء هذه المجموعة الخاصة بأمن الانترنت والمعلوماتية، حيث أشار تشانغ ياو شيويه، عضو أكاديمية الصين للهندسة خلال الدورة السنوية الحالية للهيئة الاستشارية السياسية الوطنية، أشار إلى أن هذه الخطوة لها أهمية استراتيجية وتطبيقية عميقة، وقد أشرف تشانغ على تطوير أول جهاز توجيه للانترنت في عام 1995.
وأضاف تشانغ أن التوسع المتسارع للانترنت وخاصة الشبكة الجوالة سيطلق عنان القوة بشكل غير متوقع، فإما أن تكون بناءة أو مدمرة، ولذلك فإن موقف الصين من هذا سيكون موقفا مسؤولا تجاه الدولة والشعب.
في يونيو 2013، كشفت وسائل الإعلام عن برنامج " بريسم" المشغل من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي منذ عام 2007 للقيام بالمراقبة الطويلة الأجل والواسعة النطاق في كل من داخل البلد وخارجه، ما أثار زلزالا دبلوماسيا ضخما وجعل الناس يعرفون هشاشة أمن الانترنت .
وفي هذا السياق، قال وانغ يوي كاي، عضو اللجنة الاستشارية للمعلوماتية الوطنية إن هذه الفضيحة كشفت المخاطر الأمنية الكامنة في العالم الإلكتروني الصيني.
وأشار وانغ إلى أن الأمن بالحقيقة هو منافسة تكنولوجية، حيث تخلفت الصين في هذا المجال لافتقارها إلى التكنولوجيا الجوهرية ما أدى إلى الاعتماد المفرط على الأجهزة وأنظمة المعلومات الخارجية. مع العلم أن حوالي 50% من المعدات الرئيسية للنظام المعلوماتي يتم تزويدها من قبل الشركات الأجنبية في قطاعات المالية والاتصالات والطاقة والمواصلات الصينية حتى في الحكومة، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا للبنى الأساسية للمعلومات الحاسمة.
وبجانب الأمن الوطني، أصبح أمن الإنترنت الشخصي يهم الناس أكثر فأكثر مع تعميم استخدام الانترنت في أنحاء البلاد. وقد تجسد ذلك في الاستخدام المتزايد للخدمات المصرفية عبر الانترنت.
هذا وتمكنت " يوي أه باو "، الخدمة المصرفية الأكثر شعبية على الانترنت ، من جذب قرابة 81 مليون مستثمر الكتروني مع مجمل رأسمال بلغ حوالي 500 مليار يوان، ما يعادل 81.7 مليار دولار أمريكي ابتداءا من إطلاقها في يونيو 2013.
وبجانب التسهيلات العظيمة والعائدات المثيرة للإعجاب التي تجلبها الخدمات المصرفية على الانترنت ، إلا أنها أثارت قلقا جديدا حول الأمن الشخصي. إذ أظهر استطلاع أجرته وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن 60% من المستطلعين واجهوا قضية سرقة المعلومات الشخصية، بينما عبر 60% من المستطلعين عن عدم رضاهم حول حماية المعلومات الشخصية.
وفي الوقت نفسه، كشف تقرير صادر من مركز الصين لمعلومات الانترنت في ديسمبر العام الفائت أن 74.1% من مستخدمي الانترنت أي 438 مليون شخص تعرضوا لقضايا الأمن في فترة الستة الأشهر قبل إصدار التقرير.
وقال لي جيون، مؤسس شركة شياومي التكنولوجية: " كنت أخاف من فقدان محفظتي في الماضي، والآن أصبحت خائفا من فقدان هاتفي الجوال، لأنه يرتبط بأشياء كثيرة مثل المعلومات الشخصية والحسابات المصرفية. فإذا تسربت هذه المعلومات ، ستكون النتيجة كارثية. "
وأصبح هذا الموضوع ساخنا عشية الدورتين السنويتين، وقدم النواب المشاركون اقتراحات حوله، بما فيها تنفيذ مشاريع تحقيق الإنتاج المحلي للمعدات المعلوماتية الحاسمة وتحسين المعايير التقنية للأمن المعلوماتي بالإضافة إلى إكمال النظام القانوني وتنسيق نظام الإدارة والمراقبة.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |