|
||
cri (GMT+08:00) 2014-05-20 14:28:06 |
"التخطيط الوطني الحديث للحضرنة" في الصين
أُصدر مؤخرا رسميا "التخطيط الوطني الحديث للحضرنة خلال الفترة من عام 2014-عام 2020"، فما هي مميزات التخطيط الذي يشمل 31 فصلا مع أكثر من ثلاثين ألف مقطع؟ ما هي التأثيرات على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين؟ إلى جانب ذلك، أكد التخطيط على ضرورة بناء الشبكة الوطنية الرقمية لمعطيات الإسكان، وتعديل نمط التوطين في المدن الكبرى من خلال نظام النقاط المتراكمة خلال ست سنوات، هل من الممكن تحقيق هذا الهدف؟ أثار كل ذلك اهتمام الناس.
وطرح "التخطيط الوطني الحديث للحضرنة" خمسة أهداف وهي توطين العاملين الفلاحين في المدن بانتظام، وتحسين نمط الحضرنة، وتحسين نمط التنمية في المناطق الحضرية بشكل أكثر علمية، وخلق البيئة الملائمة للإقامة في المدن، واستكمال نظام الحضرنة.
وأشار فنغ كوي باحث مركز التنمية والإصلاح للمدن والبلدات الصغيرة باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إلى أن أكبر المميزات للتخطيط تتمثل في وضع الإنسان على المقام الأول، وفي رأيه أن التخطيط أجاب أساسا على سؤالين، أحدهما كيفية أن يصبح من أبناء المدن للتمتع بنفس الخدمات العامة، والآخر هو كيفية التمتع بالحياة الممتازة الجودة. وتجدر الإشارة إلى أن التخطيط تطرق إلى مؤشرات العدد المحدد والإجراءات المفصلة، مثل توطين 100 مليون نسمة في المدن خلال ست سنوات، وفي هذا الصدد، قال السيد فنغ كوي:
"إن التخطيط يسعى إلى تحقيق الهدف المتمثل في وضع الإنسان في المقام الأول من خلال تحقيق المؤشرات المفصلة، مثل تحسين الخدمات العامة الأساسية ورفع نسبة تعليم أولاد العمال الفلاحين، ومعدل تلقي الأيدي العاملة من مختلف الفئات في المدن والبلدات الدوريات التدريبية المهنية المجانة، ورفع نسبة تغطية التأمين الأساسي للشيخوخة على المقيمين في المدن والبلدات."
وتجدر الإشارة إلى أن معدل الحضرنة للمقيمين الدائمين في المناطق الحضرية وصل حاليا إلى 53.7 في المائة، بينما وصل معدل الحضرنة للمقيمين المسجلين إلى 36 في المئة فقط في الصين، ويكون هذا المعدل أقل مما كان عليه في البلدان المتطورة التي يصل معدل الحضرنة فيها إلى 80 في المئة، وأيضا أقل من البلدان النامية ذات نفس الدخل الفردي مع الصين، والتي يصل معدل الحضرنة فيها إلى 60 في المئة، لذا، ما زالت الصين تتمتع بإمكانية كبيرة في رفع هذا المعدل. وأشار بعض العلماء إلى أنه مع تحسين مستوى الحضرنة في الصين، يتحتم بناء المزيد من البنية التحتية مثل بناء السكك الحديدية والطرق العامة والمنشآت الأساسية لتوليد الكهرباء والغاز ومياه الحنفية ومعالجة مياه الصرف، مما يؤدي إلى خلق المزيد من الفرص للاستثمار والتوظيف. وأشار التخطيط بكل وضوح إلى ثلاث مهام رئيسية، حيث سيكثف الجهود في توطين العمال الفلاحين، وتحسين الظروف المعيشية من خلال تحويل الأكواخ إلى العمارات وإعادة إعمار القرى داخل المدن، بالإضافة إلى الحضرنة في المناطق الوسطى والغربية في البلاد. وفي هذا الصدد، أكد فنغ كوي أن تقرير عمل الحكومة قد تطرق بصورة مفصلة إلى كل ما ذكر مسبق، وهناك إمكانية كبيرة في تحقيقها، مشيرا إلى أن تنفيذ التخطيط يساهم في دفع التنمية الاقتصادية في الصين، إذ قال:
"إن تخطيط الحضرنة الحديث له الكثير من الأدوار، فإنه لا يقتصر فقط على تحفيز الطلب المحلي، بل يساهم أيضا في دفع التنمية المنسقة في مختلف المناطق، ورفع مستوى الصناعات، وعلاوة على ذلك، من الممكن تحفيز الطلب المحلي بصورة فعالة من خلال توطين العمال الفلاحين في المدن، وخلاصة القول إن التخطيط سيؤثر إيجابيا على الكثير من المجالات."
وأشار التخطيط إلى ضرورة بناء الشبكة الوطنية الرقمية لمعطيات الإسكان بحلول عام 2020، وفقا لخطة وزارة الإسكان، فإنه يتعين مد مشروع بناء شبكة معطيات الإسكان الرقمية إلى 500 مدينة قبل نهاية شهر يونيو الماضي، ولكن، بالرغم من مرور الموعد المحدد، لكن هذا الهدف لم يتحقق بعد. إذن، هل من الممكن بناء شبكة معطيات الإسكان على الإنترنت على نطاق البلاد في الوقت المحدد؟ في هذا الصدد، قال السيد ما تشينغ بن باحث مركز التبادلات الاقتصادية الدولية الصيني:
"بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها، أعتقد شخصيا أنه يمكن تحقيق هذا الهدف، نظرا لعزيمتها وجهودها في الإصلاح. ولكن، من الذي يكون مسؤولا عن التحكم ومراقبة مصداقية معلومات العقارات؟ كيف يتم وضع آلية المعاقبة والتشجيع؟ أعتقد شخصيا أن هذا هو الأكثر أهمية."
وفي هذا الصدد، الشيء المثير للاهتمام هو أن التخطيط تطرق لأول مرة إلى السيطرة على حجم التوطين باتخاذ النقاط المتراكمة كمؤشر. وفي الوقت الحالي، تم تنفيذ هذه السياسة في مدن شانغهاي وقوانغتشو وشنتشن، وعلى سبيل المثال، تحتوي النقاط للتوطين في شانغهاي، على العوامل الأساسية مثل مستوى التعليم والتربية، والجامعة، ومستوى اللغات الأجنبية، والتخصص، والتوجيهات، والإبداع العلمي، وخلق مشروع خاص، ويمكن التوطين في شانغهاي بعد وصول النقاط المتراكمة إلى المستوى المطلوب. إذن، ما إذا كانت بكين التي يتجاوز عدد المقيمين الدائمين فيها ثمانية ملايين نسمة، تتخذ سياسة النقاط المتراكمة أم لا، فإن هذا يصبح محط أنظار الناس.
ومن جانبهم، أشار بعض العلماء إلى أن الحكومة المركزية قد وضعت السياسات المعنية، لذا، من الأرجح أن تضع حكومة بكين لوائح محلية مفصلة بموجب السياسة المركزية المعنية، ولكن اللوائح ستكون قاسية وصارمة، أما حصص التوطين، فإنها لن تكون كثيرة.
وحول تأثيرات التخطيط، قالت اقتصادية بارزة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الحضرنة يكمن أن تساعد فى تضييق فجوة الدخل بين المناطق الحضرية والريفية فى الصين.
وقالت مارجيت مولنار، رئيسة مكتب شؤون الصين فى قسم الاقتصاد بالمنظمة، لمنتدى التنمية فى الصين 2014 إن الحضرنة السريعة يمكنها المساعدة فى تعزيز النمو الشامل وتوزيع أكثر عدلا للدخل.
وقد انخفض مؤشر الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل طفيف العام الماضي إلى 0.473 بعد أن كان 0.474 فى 2012، ولكنه لا يزال فوق متوسط المنظمة وهو حوالي 0.3.
ويهدف تخطيط الحضرنة للفترة من 2014 إلى 2020 إلى أن يكون 60 فى المائة من الجماهير العامة فى المناطق الحضرية بحلول 2020. ويقل الرقم الحالي عن 54 فى المائة.
وأوضحت أن الحضرنة يمكنها خلق فرص أكثر عدلا وزيادة الديناميكية الاجتماعية. ومن أجل تضييق الفجوة فى الدخل بين المناطق الحضرية والريفية، نصحت مولنار الصين بأن تفصل استحقاق الخدمات العامة عن نظام تسجيل السكان.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |