لماذا يحب الصينيون التسوق عندما يسافرون خارج الصين؟

لماذا يحب الصينيون التسوق عندما يسافرون خارج الصين؟

بلغ عدد السائحين الصينيين المسافرين إلى خارج الصين خلال السنوات الأخيرة 100 مليون شخص، وتتصدر قيمة إستهلاك السائحين الصينيين المركز الأول عالميا، فيمثل السائحون الصينيون بمطار هيثرو 1% فقط، لكنهم يمثلون 25% من قيمة المبيعات المعفاة من الضرائب. وتظهر بعض البيانات، أن السائحين الصينيين يمثلون "جيش تسوق" تبلغ قيمته 70 مليار دولار، وفي الوقت الحالي تعمل مختلف الدول على الظفر بهذه الكعكة الكبيرة.

لماذا يحب الصينيون التسوق عند السفر إلى الخارج؟ في حين أن السياح الأجانب الذين يأتون إلى الصين، لا يفضلون كثيرا التسوق؟ فيوجد العديد من السلع في الصين (يسميها الإقتصاديون "السلع القابلة للتجارة") باهظة الأسعار.

والأهم من ذلك، هي مشكلة الضرائب، حيث تحصل الحكومة الصينية على قرابة 95% من العائدات الضريبية من حركة السلع التجارية، في حين أن الـ 5% المتبقية، هي في شكل ضرائب على الدخل. وببساطة، غالبية الضرائب التي نحصل عليها، هي ضرائب غير مباشرة وليست ضرائب مباشرة.

أما في الدول الغربية، فإن المصدر الأساسي للضرائب هو الفرد، مثلا، تمثل ضرائب الفرد 75% من ضرائب الحكومة الفيديرالية الأمريكية. ويشتري المواطن الغربي السلع بسهولة، لكنه لا يجد نفس السهولة سنويا في دفع الضرائب. أما بالنسبة للصينيين فالوضع على طرف النقيض، حيث لا تخضع مداخيل المواطن إلى تدخل حكومي كبير، وقيمة الضرائب ليست كبيرة، لكن المستهلك الصيني يشعر بألم عند شراء السلع.

وبالتفصيل، يمكن القول أن هناك 17% كقيمة ضريبية مضافة داخل كل واحد يوان من السلع، وبعد دخول السلع إلى المحلات التجارية، يضاف إليها من 5 إلى 10% من الضرائب التجارية، إضافة إلى كلفة إيجار المحل وغيرها. في حين أن الضرائب المفروضة على العديد من السلع تتجاوز الـ 30%، مثل السجائر، النبيذ، الماكياج، السلع الفاخرة وغيرها من السلع التي تجاوز نسبة الضرائب المفروضة عليها أكثر من 50%. وهذا هو سبب غلاء أسعار هذه السلع داخل الصين، وإنخفاض أسعارها خارجها.

أما السبب الثاني فيعود إلى إنخفاض فاعلية المنظومة اللوجيستية والتجزئة في الصين. لكن الصين بصدد إجراء إصلاحات في هذا الجانب، حيث تم تقليص الكلفة اللوجيستية من خلال التجارة الإلكترونية، إضافة إلى تخفيض كلفة التخزين والبائعين على مستوى حلقات البيع.

نعود ونقول من جديد، أن الصين قد أصبح لديها العديد من السلع ذات الجودة العالية، لكن ضرائبها المفروضة على نفس السلع تأتي في مقدمة المستويات العالمية، وهذا ما أدى إلى رفع أسعار السلع. لذلك، إذا أردنا أن يحصل المواطن على منفعة، وجذب المستهلكين للعودة إلى الصين، فيجب تخفيض مستوى الضرائب وحلقات تنقل السلع، ورفع الفاعلية اللوجستية.