شاب سويدي يفوز بوظيفة "ماركو بولو الجديد" للترويج لمدينة هانغتشو عالميا

 "ماركو بولو الجديد" لي مو

وصف الرحالة الإيطالي المشهور ماركو بولو الذي عاش في القرن الـ13، مدينة هانغتشو بأنها أجمل مدينة في العالم، وهو ما جعل الأوروبيين يحبونها. وبعد 700 سنة من رحلة ماركو بولو، أصبح بإمكان "ماركو بولو الجديد" بإمكانه التمتع بهذه الرحلة الأجمل في العالم، إلى جانب الحصول على راتب بـ 40 ألف يورو، لتعريف العالم على هذه المدينة من جديد.

وقامت مدينة هانغتشو في شهر مايو الماضي بانتداب الشاب ليام باتس (وإسمه الصيني، لي مو) ليكون "ماركو بولو الجديد". وقد جاء الشاب لي مو إلى الصين في سن السادسة عشرة، وتعلم الكونغ فو الصيني والمسرحية الهزلية والعزف على الآرخو – أحد أنواع الآلات الموسيقية التقليدية الصينية. وهو يحب الشاي الصيني، ويتكلم اللغة الصينية بطلاقة مثل سكان بكين.

وقال لي مو:"أنا وماركو بولو، جئنا إلى الصين في نفس العمر، كما نعشق الاثنان الثقافة الصينية."

وخلال السنة القادمة، سيعمل لي مو مستشارا سياحيا لمدينة هانغتشو، وسيقوم بتعريف العالم عليها تحت لقب "دكتور هنانغتشو"، من خلال إطلاع الناس على تجاربه في هذه المدينة. كما سيقوم من جديد بنفس الجولة السياحية التي قام بها ماركو بولو سابقا على مجرى نهر جينغ هانغ الذي ينطلق من هانغتشو، ويمر عبر هوتشو وسوتشو، ليصل في النهاية إلى مدينة يانغتشو، ويغطي المنطقة التي لبث فيها ماركو بولو أطول فترة خلال إقامته في الصين.

ويُذكر أن مدينة هانغتشو أطلقت نشاط الانتداب العالمي رسميا في مارس عام 2013 ، وشارك فيه 25924 شخصا من كل أنحاء العالم.

ووفقا للقواعد ذات الصلة، فإن الفوز بوظيفة "ماركو بولو الجديد" تشترك على المترشح الإستجابة للشروط الأربعة التالية: أولا، أن يكون من بين المعجبين على شبكة التواصل الإجتماعي الإجنبية لمدينة هانغتشو؛ ثانيا، أن يكون نشطا على مواقع التواصل الإجتماعي؛ ثالثا، التمتع بقدرات ابتكارية على مستوى التصوير والتسجيل، رابعا؛ لديه قدرة على تقديم برنامج رائع حول ترويج مدينة هانغتشو عالميا.

ومنذ أن قامت تريب أدفيزور، أكبر وسيلة إعلام سياحية في العالم بإطلاق مسابقة "أكثر الوجهات السياحية إثارة للإعجاب في الصين"، احتلت مدينة هانغتشو المركز الأول للعام الثاني على التوالي، كما تحتل هانغتشو المرتبة الأولى في ترتيب عدد مرات البحث الخاصة بالمدن الصينية على محرك غوغل خارج الصين.

والجدير بالذكر أن ماركو بولو ولد في البندقية الإيطالية عام 1254، وهو تاجر ومستكشف مشهور في العالم. وكان أبوه نيكولو وعمه مافيو من أوائل الغربيين الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين. وعادا إلى إيطاليا مع الروايات والقصص عن الصين. فاشتدت رغبة ماركو بولو في زيارة الصين. وسافر مع أبيه وعمه إلى الشرق في سن السابعة عشرة من عمره. ووصلوا إلى بكين بعد أكثر من أربع سنوات، وكانت تحكم الصين أسرة يوان الملكية. ولاقوا حفاوة بالغة من قبلاي خان الذي عيَّن ماركو منصبا في الحكومة الصينية. وقد بقي مقيماً في الصين حوالي 17 سنة.

وعاد ماركو بولو إلى بلاده في ربيع عام 1290، وعكف على تدوين تفاصيل رحلاته وحياته في الصين. وكان لهذه القصص تأثير كبير في أوربا، وفتحت عيون الأوربيين على عجائب الصين وحضارتها الباهرة التى كان يجهلها الكثير منهم.