CRI Online

قدرة الصين على الإبداع في دفع التنمية الاقتصادية

cri       (GMT+08:00) 2015-01-27 14:54:43


أظهرت الإحصاءات الصادرة عن البنك الدولي أنه بعد الحرب العالمية الثانية، هناك 13 وحدة اقتصادية حافظت على معدل نمو اقتصادي بتجاوز 7 في المئة خلال 25 عاما متتاليا، ومن بينها الصين. وخلال أكثر من 30 عاما، أصبحت الصين أكبر دولة من حيث قطاع الصناعة، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، استنادا إلى معدل نموها الاقتصادي المتسارع الذي بلغ 10 في المئة كل سنة. وفي ظل ذلك، من الصعب مواصلة الحفاظ على التنمية الاقتصادية المتسارعة بالنمط الكمي الذي كان يساهم في دفع التنمية الاقتصادية في الماضي. وبمواجهة تراجع الطلب وتزايد الضغوط الناجمة عن البيئة والموارد، أصبح تعديل النمط التنموي وتحسين نوعية التنمية، أمرا على رأس أولويات الصين في التنمية الاقتصادية في المرحلة القادمة.

وأشارت الإحصاءات إلى أن معدل النمو الاقتصادي خلال الأرباع الثلاث الأولى من عام 2014 وصل إلى 7.4 في المئة في الصين، مما أثار قلق بعض الناس إزاء تباطؤ التنمية الاقتصادية في الصين، حتى أبدى البعض بالتشاؤل إزاء الاقتصاد الصيني. وفي مايو عام 2014، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة أن الاقتصاد الصيني دخل "الوضع الطبيعي الجديد"، مضيفا أن "الوضع الطبيعي الجديد" يتحلى بثلاث خصائص، وهي تحول "النمو الفائق السرعة" إلى "النمو المتوسط والسريع"، و"تحسين الهياكل باستمرار"، و"دفع التنمية الاقتصادية اعتمادا على الإبداع بدلا من العوامل والاستثمار"، وفي هذا الصدد، قال شيوى هونغ تساي رئيس مكتب المعلومات بمركز التبادلات الاقتصادية الدولية الصيني:

"يدخل الاقتصاد الصيني إلى مرحلة جديدة متميزة بتراكم المراحل الثلاث، وتختلف هذه المرحلة عن الماضي اختلافا كبيرا، وعلى سبيل المثال، كان الاقتصاد ينمو بشكل كمي من خلال الاستهلاك الكبير للموارد، بالإضافة إلى دفع التصدير استنادا على الأيدي العاملة الرخيصة، والآن، لم يعد هذا النمط فعالا باستمرار، وفي المستقبل، علينا بذل المزيد من الجهود في إيجاد دوافع من خلال الإبداع، استفادة من المنافع بسبب تنفيذ سياسة الإصلاح."

تجدر الإشارة إلى أن ما يُسمى بتراكم المراحل الثلاث، يعني أن معدل النمو الاقتصادي الصيني يدخل إلى مرحلة تعديلية، وفقا للقوانين الموضوعية للتنمية الاقتصادية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعاني تعديل الهياكل من آلام المخاض، وهذا هو الطريق الذي اختارته الصين طوعيا من أجل التسريع بتعديل أو تغيير نمط التنمية الاقتصادية، ثالثا، تدخل سياسات التحفيز إلى مرحلة الهضم التي تعد مرحلة لا مفر منها لتسوية التناقضات المتراكمة خلال السنوات المنصرمة.

وأشار لي داو كوي بروفيسور معهد الإدارة الاقتصادية بجامعة تشينغهوا إلى أن عام 2014 هو العام الأكثر تمثيلا ل"الوضع الطبيعي الجديد" للاقتصاد الصيني: بالرغم من تباطؤ معدل النمو الاقتصادي، إلا أن الهدف المتمثل في توظيف 10 ملايين نسمة في المناطق الحضرية تحقق مسبقا في سبتمبر من عام 2014، وتحسن الهيكل الاقتصادي مع ارتفاع نسبة الاستهلاك، مضيفا أنه في عام 2015، تزداد باستمرار أهمية تعديل الهيكل وتحسين الإصلاح، لذا، سينخفض معدل النمو الاقتصادي المرجو في عام 2015، إذ قال:

"من المحتمل أن ينخفض معدل النمو الاقتصادي من 7.5 في المئة في عام 2014 إلى 7 في المئة في عام 2015. ويساهم خفض معدل النمو الاقتصادي في الوقت الحالي في تمهيد الطريق لتحقيق المعدل الأكبر نسبيا في المستقبل، ولا أعتقد أن معدل النمو الاقتصادي يتراجع باستمرار في المستقبل، بل سيكون على شكل حرف "U".

وأظهر "تقرير عن التوقعات الاقتصادية والمالية لعام 2015" الصادر عن بنك الصين في مطلع ديسمبر عام 2014، أن عام 2015 سيكون بالأرجح نقطة منخفضة للنمو الاقتصادي في هذه المرحلة، ولكن القطاع الثالث باتخاذ الخدمات على رأس الأولويات سيشهد تطورا سريعا مع ارتفاع نسبته في القطاعات الثلاثة الكبرى، وإلى جانب ذلك، ستشهد أيضا التجارة الالكترونية وخدمات الإنترنت عبر الجهاز المحمول تطورا سريعا، وتكون المؤشرات في توفير الطاقة وخفض الاستهلاكات أفضل مما يُتوقع، وتظهر نقطة نمو اقتصادية جديدة، وعلى سبيل المثال، وخلال السنوات العديدة المقبلة، من المتوقع أن تحافظ القطاعات الاستراتيجية الجديدة النمط على معدل النمو السنوي بمقدار 20 في المئة، وبحلول عام 2020، ستشكل القيمة المضافة الناجمة عن هذه القطاعات 15 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وفي هذا الصدد، أشار تساو يوان تشنغ كبير الاقتصاديين ببنك الصين قائلا:

"يكون عام 2014 متميزا بالتضخم المنخفض ومعدل النمو غير المرتفع، وسيواصل عام 2015 هذه الحالة، ونتوقع أن يحافظ معدل النمو الاقتصادي على 7.2 في المئة، ومعدل التضخم 2.4 في المئة في عام 2015، وخلال هذه العملية، يواجه الاقتصاد الصيني ضغطا بسبب خفض معدل النمو."

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في المستقبل سوى من خلال الإبداع التكنولوجي، حتى يساهم في زيادة القيمة المضافة للبضائع المصنوعة في الصين، الأمر الذي يجعل الصين تتخلص من حلقات الصناعة المتوسطة والمنخفضة المستوى في العالم وتتقدم إلى الصناعة المتوسطة والرفيعة المستوى، وتتمثل إحدى خصائص "الوضع الطبيعي الجديد" في دفع التنمية الاقتصادية من خلال الإبداع بدلا من العوامل والاستثمارات، وفي هذا الصدد، قال تشانغ يان شنغ عضو اللجنة العلمية بلجنة التنمية والإصلاح الصينية:

" دفع التنمية الاقتصادية من خلال الإبداع بدلا من العوامل، يعني، تحقيق التنمية التي تعتمد على الحكمة بدلا من النمو المدعوم بزيادة الأيدي العاملة ورؤوس الأموال والأراضي والموارد وإلخ، ومن السهل أن يصل النمو المدعوم بجهود العرق إلى أقصى حده خلال الفترة القصيرة، بل يعتمد النمو من خلال الإبداع على الحكمة."

إن شركة سيتيك المحدودة للمعدات الثقيلة(CITIC) تعمل على إنتاج المعدات الثقيلة والكبيرة الحجم، وفي ظل الانكماش الاقتصادي في العالم، وخاصة في قطاع المعدات الثقيلة الذي يواجه تراجعا حادا، كانت شركة سيتيك تكثف الجهود في بحث التكنولوجيات العالية الحداثة، مما نجح في احتلال 50 في المئة من الأسواق المحلية والخارجية. والجدير بالذكر أن الإبداع يساهم في إضفاء الحيوية الأقوى في شركة سيتيك، وفي هذا الصدد، قال السيد تشانغ يان شنغ:

"في الماضي، تمت تصفية من الذين عملوا على الإبداع، حسب ما قال الخبراء الاقتصاديون، ولكن، خلال السنوات 35 المقبلة(2014--2049)، ستتم تصفية من الذين لا يسعون إلى الإبداع، بعبارة أخرى، إن لم تنجح الشركة في إنتاج المنتجات الأفضل لتلبية متطلبات المستهلكين من خلال تشغيل الكفاءات الأفضل والمواد الأفضل والمعدات الأفضل، فليس لديها مستقبل."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي