ماريو مونتي: السياسات والقرارات الصينية تم صنعها برؤية بعيدة المدى

" السياسات والقرارات الصينية تم صنعها برؤية بعيدة المدى، وهذا ترك لديّ انطباعا عميقا جدا".

هكذا قال ماريو مونتي، رئيس الوزراء الايطالي السابق رئيس مجلس إدارة جامعة لويجي بوكوني في ميلانو، خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء شينخوا الصينية مؤخرا.

وأضاف "لكن أداء الدول الغربية في هذا المجال أصبح أضعف فأضعف، فقد ظهر ميل قصير المدى في وضع السياسات الأوروبية والأمريكية".

وفي رأي مونتي، فإن آلية صنع القرار للحكومة الصينية هي ما ينقص الحكومات الغربية الآن، وأن مجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يلعبان دورا مهما في الآلية الصينية لصنع القرار. زد على ذلك، وخلافا مع الدول الغربية، تتمتع الصين بآليات متكاملة نسبيا في تدريب الكوادر القيادية وانتقائها.

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الايطالي السابق، إن الخطة الخمسية الثالثة عشرة التي وضعتها الحكومة الصينية وأقرها مجلس نواب الشعب خلال اجتماعه السنوي الأخير تركت انطباعا عميقا لديه، معربا عن إشادته بالرؤية الاستشرافية في وضع هذه الخطة.

وأشار إلى أن هذه الخطة الخمسية للتنمية هي الأولى منذ تولي شي جين بينغ رئاسة الجمهورية، حيث إن "الصين تسعى لتحقيق تحول في مسيرة التنمية، سواء من حيث الكم أو النوع".

واعتبر مونتي أن محاربة الفساد والبناء القانوني مهمتان كبيرتان تتعلقان بالتطور المستقبلي للصين. وقال إن محاربة الفساد مهمة شاقة بالنسبة للدول الغربية أيضا، وفي هذا السياق بالذات، تبنت ايطاليا خلال السنوات الأخيرة قوانين عدة لمحاربة الفساد. وستساعد جهود الحكومة الصينية لمكافحة الفساد في كسب دعم أكبر من المواطنين وزيادة الثقة بالتنمية. أما تحسين البيئة القانونية، فستسهم في إعطاء دفعة جديدة للاستثمار في الصين والتعاون الاقتصادي معها.

وأعرب رئيس الوزراء الايطالي السابق عن تقديره لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، واصفا إياها بأنها "مشروع استراتيجي عظيم يقوم على أسس جيوسياسية، ويشمل مناطق عديدة من أوراسيا حتى افريقيا، وسيكون له أثر أيضا على سياسات الولايات المتحدة في المستقبل".

ورأى مونتي أن الصين تولي اهتماما كبيرا للعولمة الاقتصادية وبدأت تضطلع بالمزيد من المسؤوليات على الأصعدة الدولية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي قد أدرك أن الصين لا غنى عنها في النمو الاقتصادي العالمي، وأن الصين اليوم تؤدي دورا متزايد الأهمية في الشؤون الدولية المختلفة، ومن الأدلة على ذلك استضافة شانغهاي لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في فبراير الماضي.

يذكر أن ماريو مونتي، البالغ من العمر 73 عاما، عين رئيسا للحكومة الإيطالية في نوفمبر عام 2011، ثم قدم استقالته في ديسمبر عام 2012. وزار الصين خلال فترة رئاسته، وحضر مراسم افتتاح منتدى بوآو الآسيوي عام 2012.