اليوم السابع من رحلة شمس إلى جنوب الصين

حتى الآن لا تزال بيوت القرية تبنى على هذه الشاكلة،فبالقرب منا مبنى بني في الستينات.

مبنى "تولو" الذي يأخذ الشكل المستدير سمي أيضاً "يوان تجاي تولو" أو غرف "وي وو" للأقلية القومية "كه جيا" في المنطقة المحلية، يتمتع بأكبر مساحة بين المساكن الشعبية القديمة الأخرى،حيث يضم مبنى واحداً به 72 غرفة.وعادة ما ينقسم مبنى تولو المستدير إلى طوابق.الطابق الأرضي غالباً ما يكون صالات كبيرة للطبخ.ويوجد بمطبخ كل بيت بئر كبير تتدفق فيه المياه مباشرة من الجبل، فيوجد بالجبل الآلاف من ينابيع المياه التي هي هبة الله لهذه القرية المسالمة.

أما الطابق الثاني فيكون مستودع عائلي للحاجيات اليومية والإنتاجية.والطوابق الأخرى تكون لغرف الإقامة والحياة.وأمام كل هذه الغرف ممر طويل مستدير. في وسط مبنى تولو فناء طبيعي لاجتماع الناس ولعب الأطفال في حرية وأمان .

جاء هذا التصميم المعماري في الحقيقة انطلاقاً من دوافع الأمن والدفاع ضد الهجوم الخارجي في قديم الزمان.

انتهت جولتنا في قرية "تولو". وكان لابد لنا أن نعود من نفس الطريق الذي يدور حول الجبل على ارتفاع 1000 كم فوق سطح البحر.

قالت لنا المرشدة السياحية التي كانت دليلتنا في هذه الرحلة إنه من النادر جداً وجود ضباب في هذه المنطقة.ولكن اليوم شديد الضباب وربما ستمطر أيضاً.لذلك شعرت مع الارتفاع الكبير الذي كانت تسير فيه السيارة أنها ستطير في السماء بين السحب البيضاء.

ربما جاءني هذا الشعور بعد أن رأيت هذ المكان الذي هو "الجنة على الأرض" كما يسميه أهله .

في طريق عودتنا شعرت بشئ مختلف داخلي، شعرت أنني قد تركت جزء من روحي في جنة تولو.

ذهبنا لتناول الغداء في إحدى مطاعم القرية البسيطة في الساعة الواحدة والنصف ومن المعروف عن الشعب الصيني أنه يتناول الغداء في الثانية عشرة أو قبلها،ولكننا لم نشعر بمرور الوقت ولا بالجوع ونحن في هذه القرية التي أشبعت روحنا وملأت مشاعرنا راحة وسلاماً وحباً للحياة .