أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أمس الخميس (17 نوفمبر) محادثات مع زعيم حزب العمل الإسرائيلي الجديد عمير بيرتس حيث اتفق الجانبان على تقديم موعد الانتخابات البرلمانية من نوفمبر العام المقبل إلى أواخر فبراير أو أوائل مارس في العام القادم.

هذا وكان شارون قد عارض بشدة تقديم موعد الانتخابات إلا أن عمير بيرتس قد فاز على شمعون بيريز في انتخابات حزب العمل الاسرائيلي وأصبح رئيسا جديدا للحزب – ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم. وذلك قلب الأوضاع السياسية الاسرائيلية بشدة.

أعلن بيرتس بعد فوزه بمنصب رئيس حزب العمل أن حزبه سينسحب من حكومة شارون من أجل تقديم الانتخابات. وطالب بيرتس أعضاء حزب العمل الذين يتولون حاليا مناصب وزارية بتقديم استقالاتهم لفرض ضغوط على شارون. هذا الموقف المتصلب من بيرتس يشعر شارون بضرورة حل الحكومة، فأعلن مؤخرا أنه ينبغي اجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن لئلا يكون عام 2006 عاما ضائعا.

وقال متحدث باسم شارون بعد اجتماعه مع بيرتس إن شارون يأمل في اجراء الانتخابات مبكرا من أجل تجنب تضييع وقت طويل في الانتخابات، إلا أنه يحتاج إلى التشاور مع قادة الأحزاب الأخرى لتحديد موعد الانتخابات.

وفي الوقت الحالي، فإن شارون يواجه اختيارين هما مواصلة قيادة كتلة الليكود أو تشكيل حزب جديد للمشاركة في الانتخابات. الليكود كان قد حدث فيها شرخ بسبب تمسك شارون بتنفيذ الخطة الأحادية الجانب، وأما معارضو شارون فقد حاولوا مرات كثيرة اسقاطه وعرقلة تنفيذ حكومة شارون سياساتها. إلا أن سمعة حزب العمل ارتفعت كثيرا بسبب تولي عمير بيرتس منصب رئيس الحزب مما شكل صدمة شديدة لكتلة الليكود. وقد أظهر استطلاع رأي مؤخرا أنه إذا جرى تنافس بين حزب العمل بقيادة بيرتس وكتلة الليكود بقيادة شارون في الانتخابات، فإن حزب العمل سيحصل على 28 مقعدا وحزب الليكود على 39 مقعدا. لكن إذا دخل حزب الليكود الانتخابات بقيادة نيتانياهو – معارض شارون – فإن الليكود ستحصل على 25 مقعدا فقط.

لذلك، أدرك معارضو شارون الخطورة لضرورة تعزيز تكاتفهم في الليكود وطالبوا شارون بعدم سحب أقدامه. قال مساعد شارون إنه رغم أن شارون يميل إلى البقاء في الكتلة إلا أنه لم يقرر ذلك بشكل نهائي، وما زالت هناك احتمالات لأن يشكل شارون حزبا جديدا.

ويرى المحللون أن شارون إذا انسحب من كتلة الليكود ليشكل حزبا جديدا، فإنه سيتخلص من قيود معارضيه وينفذ سياساته بحرية، ويتجنب التنافس مع نيتانياهو على منصب رئيس الليكود. إلا أن البقاء في الليكود مفيد لشارون أيضا لأن كتلة الليكود حزب تقليدي كبير يمتلك أنظمة كاملة وناضجة وله تفوق طبيعي في الحملة الانتخابية. إذن على شارون أن يفكر بشكل جدي في ما إذا كان سينسحب من كتلة الليكود أم لا.