منتدى تعاون الصين - أفريقيا، وعمره 10 سنوات، يؤتى ثمارا وفيرة

تنمية اقتصادية مشتركة

وتم تحقيق تقدم كبير فى التعاون الإقتصادى والتجارى بين الصين وأفريقيا خلال السنوات العشر الماضية، ويرجع ذلك فى جزء منه الى منتدى تعاون الصين - أفريقيا. وزادت مساعدات المنح الصينية، والقروض بدون فوائد، والقروض التفضيلية لأفريقيا جميعا بهامش واسع. وبحلول نهاية عام 2009، كانت الصين قد الغت أكثر من 300 قرض بدون فوائد مستحقة على 35 من الدول الفقيرة المثقلة بالديون، والدول الأقل نموا فى أفريقيا.

وبالمقارنة بعام 2000، عند بدء إقامة المنتدى، ارتفع حجم التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا من 10.6 مليار دولار أمريكى الى اكثر من 100 مليار دولار هذا العام، بمعدل نمو سنوى أكثر من 30 فى المائة، ما يجعل الصين أكبر شريك تجارى لأفريقيا.

كما أطلقت الحكومة الصينية عدة مبادرات لتحقيق التوازن فى التجارة الثنائية ، وشهدت الصادرات الأفريقية الى الصين ارتفاعا سريعا من 5.6 مليار دولار عام 2000 الى 43.3 مليار دولار عام 2009.

وفى يوليو 2010، ومن اجل زيادة فتح السوق الصينية أمام أفريقيا، قررت الصين الغاء التعريفة على 60 فى المائة من البنود المصدرة من 26 من الدول الأقل نموا فى أفريقيا. وزاد عدد البنود المعفاة من التعريفة المصدرة الى الصين من الدول الأقل نموا من 478 سابقا الى اكثر من 4700.

وفى غضون ثلاث سنوات من عام 2010، سيتم إعفاء 95 فى المائة من البنود المصدرة من جميع الدول الأقل نموا فى أفريقيا، والمرتبطة بعلاقات دبلوماسية مع الصين، من التعريفة تدريجيا. وبالإضافة الى نمو التجارة، قامت الصين والدول الأفريقية أيضا بتعاون براجماتى وفعال فى مجالات بناء البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والشؤون المالية، والصحة وغيرها من المجالات.

وفى اطار منتدى تعاون الصين - أفريقيا، دعمت أنشطة الأعمال الصينية فى أفريقيا الإقتصادات والبنية التحتية المحلية بشكل كبير ، وخلقت فرص عمل ، وحسنت الأحوال المعيشية للشعوب الأفريقية . وبنهاية عام 2009، كانت 2000 شركة صينية تقريبا قد بدأت أنشطة أعمال فى الدول الأفريقية، وخلقت حوالى 300 ألف فرصة عمل. وزادت استثماراتها المباشرة فى القارة من 200 مليون دولار عام 2000 الى 1.44 مليار دولار عام 2000، ما يمثل زيادة بواقع ستة أضعاف تقريبا.

ومن ناحية أخرى ، زادت الإستثمارات الأفريقية المباشرة فى الصين من 280 مليون الى 1.31 مليار خلال هذه الفترة. وتعتبر افريقيا حتى الآن رابع اكبر مقصد لاستثمارات الصين بالخارج. ووصلت القيمة المجمعة لمشروعات الصين المتعاقد عليها فى أفريقيا الى 205.2 مليار دولار بحلول اغسطس عام 2010. وبالإضافة الى ذلك، قامت الشركات الصينية ببناء 60 ألف كم من الطرق ، ومحطات للكهرباء ، يبلغ إجمالى طاقتها للتوليد 3.5 مليون كيلووات فى أفريقيا.

وطبقا لتقرير صادر عن بنك التنمية الأفريقى نشر فى سبتمبر الماضى، زادت الإستثمارات الصينية السنوية بنسبة 46 فى المائة فى المتوسط خلال العقد الماضى، وتوجهت أساسا الى المياه ، والنقل ، والكهرباء ، وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات.

واكد التقرير على الإسهام الحيوى للصين فى البنية الأساسية فى أفريقيا، مستشهدا بأن أكثر من 35 دولة أفريقية اشتركت مع الصين فى تمويل البنية الأساسية بها.

كما تعد تكنولوجيا المعلومات والإتصالات جزءا من المشاركة المتزايدة للصين فى إقامة البنية الأساسية فى أفريقيا، وفقا للتقرير. وتتخذ اسهامات الصين فى هذا القطاع فى أفريقيا عادة شكل الإمدادات بالمعدات، وقد ساهمت بقرابة ثلاثة مليارات دولار فى هذا القطاع.