CRI Online

نجوم كبيرة في قرية صغيرة

cri       (GMT+08:00) 2013-02-20 09:29:10


فرقة يانغقه لقرية شياوتشياو

وبالمقارنة مع المسنّة قاو، لم تلق زميلتها في الفرقة المسنة تشن معارضة من قبل أفراد أسرتها. حيث يؤيدها زوجها بصورة تامة للمشاركة في أنشطة الفرقة وجمع أبناؤها أموالا لشراء جهاز كمبيوتر لها لتعلم حركات مختلف الأنواع من الرقص عبر شبكة الإنترنت. وتسمى المسنة تشن ب"المستشارة الفنية" لفرقة يانغقه للفلاحات المسّنات. وقبل كل العروض الفنية التي شاركتها الفرقة في خارج القرية، يتعين على المسنة تشن أن تتعلم حركات الرقص الجديدة أولا عبر شبكة الإنترنت، ثم تعلّمها لزميلاتها الأخريات في الفرقة. بينما يرغب زوجها نا جيون أن يواكب معها في الأنشطة الثقافية في القرية، وأصبح الآن فنانا في الخط في هيئة القرية الثقافية. وكلما يحل عيد، يدعوه أهل القرية إلى كتابة شعارات عيد الربيع وغيرها من الملصقات على جانبي باب البيت. ويشارك الزوجان المسنان بعضهما البعض في الفرح والسعادة في الحياة. حيث قالت الزوجة تشن فانغ:

" كلما كان لديّ وقت فراغ، أتصفح على شبكة الإنترنت لمشاهدة تسجيل الفيديو الخاص بالرقص الرياضي لتقوية جسم المسنين. وبعد استيعاب الحركات، أعلّمها لنساء القرية، ونمارس التمرينات الرياضية معا. وأنشأت حكومة القرية دارا ثقافية وجهّزتها بالمصابيح الملونة ومربع الصوت، وتتحسن ظروفها. وفزنا بالكثير من البطولات في المسابقات، ونشعر بفرح وسرور."

وقال زوج تشن فانغ لمراسلنا:

" كان مستوى معيشتنا ليس عاليا في الماضي، ومن أجل تقليل تكاليفنا اليومية، تخليت عن هواية الرسم والخط نظرا للتكاليف الكبيرة لشراء الأقلام والحبر والورق وزيوت الرسم الملونة. وخلال السنوات الأخيرة، تحسنت معيشة الفلاحين، فيتعين علينا رفع مستوانا الثقافي. وتم إنشاء حجرة دراسة لنا في الدار الثقافي ووفروا لنا فرشاة الكتابة والرسم والورق. وارتفع مستوانا الثقافي والأخلاقي عبر تعلم فن الرسم والخط. وأتيحت لي فرصة لممارسة هوايتي من جديد، الأمر الذي أضاف نشاطا وحيوية إلى حياة المسنين، وأشعر بالسرور والسعادة إزاء ذلك."

وقال أعضاء فرقة الرقص لمراسلنا إنه توجد في الفرقة عضو ذات "شكل النجم الفني". وهي ليو لان فنغ – أصغر الأعضاء سنّا في الفرقة، وتتحلى بالرشاقة والجمال. ورغم أنها بلغت من العمر ستة وأربعين عاما حاليا، غير أن الزمان لم يترك آثارا على وجهها. حيث ما زال قوامُها طويلا ومستقيما وشعرُها أسود وجلدُها رقيقا وناعما. وحول أسرار المحافظة على شبابها، قالت ليون لان فنغ:

" كنت أنضمّ إلى الفرقة من أجل فقدان الوزن. وكان وزني 70 كليوغراما قبل ذلك. وخلال السنوات الأخيرة، فقدتُ ثلاثة كيلوغرامات. وحققت هدفي المنشود."

وأثناء الحديث معها، عرف مراسلنا أن زوجها تشانغ يونغ نيان يعتبر نجما كبيرا في القرية أيضا، وهو أشهر عازف بالآهو فيها. ولا يقدر على العزف فحسب، بل ألّف لحنا تحت عنوان" الفلاحون يعملون على تحقيق الرفاهية".

وأثناء عزفه، جاء إلى مقر الفرقة السيد تشن قوانغ ليانغ – معلّم الرقص في الفرقة. وهو عضو دائم في جمعية الراقصين بمدينة ييتشوان. وبدأ يعلم المسنات في فرقة الرقص قبل ثلاث سنوات تلبية لدعوة من الهيئة الثقافية لقرية شياوتشياو، وصمم حركات رقص الفرقة، ومن ضمنها، رقص أدّته الفرقة على مسرح محطة التلفزيون المركزي الصيني. ويعتبر بطلا في عيون أعضاء الفرقة. وحول كيفية تعامله مع المسنات، قال المعلم تشن:

" لاحظت أن الفلاحين يحتاجون إلى إغناء حياتهم الثقافية، ولكن، يصعب عليهم البحث عن المعلمين المناسبين. بينما نرغب في تعميم الفنون والثقافة في الأرياف وتنشيط الحياة الثقافية فيها ورفع مستواهم الثقافية. وبفضل ذلك، تلاشت الحدود بين المدن والأرياف. "

بدأت الموسيقى مرة أخرى، وكانت المسنات يرقصن بحركات منتظمة مع إيقاعات الموسيقى. ولاحظ مراسلنا أن فتاة ظهرت فجأة في صفوف المسنات، وبرزت عن الأخريات لأن حركاتها بعيدة عن المهارة. وهي تشاو يان هوا – عمدة قرية شياوتشياو. وخلال السنوات الثلاث الماضية، تحولت تشاو من خريجة جامعة إلى مسؤولة لقيت ترحيبا حارا من قبل أهل القرية. وخلال أوقات فراغها، شاركت كثيرا في أنشطة الفرقة للرقص مع المسنات. وترى أن القرية يسودها جو من السعادة.

" كانت تنقصنا أموال كافية للقيام بالأنشطة الثقافية. ولكن مستوى المعيشة يتحسن حاليا. فوفرنا ظروفا ملائمة لتنظيم أنشطة الفلاحين. ويشعر الفلاحون بالثقة والسعادة والاعتزاز حاليا. وأصبحت حياتهم مفعمة بالنشاط والحيوية."

وعند غروب الشمس، لم تستعجل المسنات للعودة إلى بيوتهن لإعداد العشاء، بل يتحدثن عن خطتهن في المستقبل:

"هذه هوايتي. طالما لم تتوقف الموسيقى، أستمر في الرقص."

"سأرقص حتى لو أصبحتُ عاجزة عنه. وبفضل الرقص، أصبحنا متفائلات بغضّ النظر عن ضغوط الحياة."

وفي الختام، قالت المسنات لمراسلنا إنه لديهن حلم، أي المشاركة في مسابقات (( صوت الصين)) التي لقيت أحر ترحيبا في البلاد، لأنهن أردن أن يثبتن أن الفلاحات الصينيات لسن ماهرات في الزراعة فحسب، بل يستطعن أن يكنّ نجوما كبيرة في الغناء والرقص أيضا.


1 2
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي