لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان مصرعهما في حادث تحطم طائرة مروحية يوم الأحد(19 مايو) في منطقة ورزقان بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، فيما أكدت الحكومة الإيرانية أنه لن يكون هناك خلل في إدارة البلاد.
وأعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران أن الدستور نص على مثل هذه الحالات، فبعد موافقة قائد الثورة، سيتولى النائب الأول للرئيس صلاحيات الحكومة.
وأفادت وكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء الإيرانية اليوم الاثنين(20 مايو) بأن "الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي استشهد برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أمس (الأحد) إثر تحطم مروحية كانت تقلهما في منطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية".
وبدأ صباح اليوم (الاثنين) الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء برئاسة النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، ویأتي الاجتماع الطارئ هذا بعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان ومرافقوهما في حادث تحطم المروحية التي كانت تقلهم.
وكان على متن المروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وإمام وخطيب صلاة الجمعة في مدينة تبريز محمد علي آل هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، والعميد سيد مهدي موسوي رئيس وحدة حماية الرئيس، وعنصر من عناصر الحرس الثوري من فيلق أنصار المهدي، والطيار ومساعد الطيار ومسؤول فني.
وزار إبراهيم رئيسي أمس محافظة أذربيجان الشرقية، وافتتح مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سد "قيز قلعة سي"، وهو مشروع مشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان.
وكان رئيسي ومرافقوه في طريقهم إلى تبريز بطائرة هليكوبتر بعد مراسم تدشين سد "قيز قلعة سي" التي أقيمت بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لكن المروحية تعرضت لحادث في منتصف الطريق وسقطت في منطقة ورزقان.
وأكدت وكالة أنباء ((مهر)) الإيرانية خبر الوفاة، مشيرة إلى أن "جميع ركاب الطائرة المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية استشهدوا".
وتعرضت الطائرة المروحية التي كانت تقل رئيسي ومسؤولين كبار آخرين لحادث هبوط صعب بسبب سوء الأحوال الجوية في محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غرب البلاد.
وأشارت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى أن هناك صورا تبين أن المروحية تحطمت عند قمة جبل.
-- بيان الحكومة الإيرانية
وبدورها، أصدرت الحكومة الإيرانية بيان تعزية عقب الإعلان عن نبأ مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه، مشيرة إلى أن رئيس الشعب الإيراني المجتهد والدؤوب، الذي لم يعرف سوى خدمة الشعب الإيراني في طريق تنمية البلاد وتقدمها أوفى بوعده وضحى بحياته من أجل الشعب، وفقا لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا).
وتعرب الحكومة الإيرانية عن تعازيها في حادث تحطم المروحية وارتقاء رئيسي ورفاقه، مؤكدة أنه لن يكون هناك أدنى خلل أو مشكلة في إدارة البلاد.
وصرح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند بأنه تم العثور على الجثامين وستنقل إلى "روضة الشهداء في تبريز".
وذكر كوليوند أن "عملية البحث قد انتهت وحاليا يتم نقل جثامين الشهداء إلى سيارات الإسعاف تمهيدا لنقلها إلى روضة الشهداء في تبريز".
یذكر أن المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعرضت لحادث في طريق العودة إلى مدينة تبريز لتدشين مشروع تحسين جودة مصفاة تبريز، وتحطمت في غابات ديزمار الواقعة بين قريتي اوزي وبير داود بمنطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
وجرت عمليات البحث والإنقاذ فور وقوع الحادث واستمرت حتى صباح اليوم (الاثنين) نظرا للظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف ووعورة المنطقة الجبلية حيث تم العثور على حطام المروحية أخيرا.
وكان إبراهيم رئيسي (64 عامًا)، الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الايرانية.
-- الدستور الإيراني
وأفادت وكالة ((تسنيم)) بأن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، قال في تصريح له إن الدستور نص على مثل هذه الحالات، فبعد موافقة قائد الثورة، سيتولى النائب الأول للرئيس صلاحيات الحكومة.
وأضاف، كما سيتم تشكيل مجلس من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية وغيرهم من المسؤولين، ويكلف هذا المجلس بتوفير ظروف انتخاب رئيس الجمهورية خلال 50 يوما على الأكثر.
وتابع "لا توجد مشكلة، وسوف يحدث ذلك وفقا للدستور".
وفي السياق ذاته، يوضح الدستور الإيراني طريقة التعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، حيث ينص في مادته الـ131 على أن النائب الأول لرئيس الجمهورية يتولّى أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الإسلامية، وفقا لـ((إرنا)).
وتوضح المادة الـ131 من دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية طريقة التعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، حيث تنص هذه المادة على أنه في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولّى النائب الأول للرئيس أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتّع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الإسلامية.
والنائب الأول للرئيس الإيراني اليوم هو محمد مخبر، الذي عيّنه رئيسي في هذا المنصب منذ توليه منصب الرئاسة عام 2021.
وتؤكّد المادة الـ131 أيضا على أنه يتوجب على هيئة مؤلّفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية أن يعملوا على اتخاذ الترتيبات اللازمة ليتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال فترة 50 يوميا على أقصى تقدير.
وتضيف المادة أنه وفي حالة وفاة النائب الأول لرئيس الجمهورية أو لوجود أمور أخرى تحول دون قيامه بواجباته، وكذلك فيما إذا لم يكن لرئيس الجمهورية نائب أول، تعيّن القيادة شخصا آخر مكانه.
وفي المادة الـ132، يوضح الدستور الإيراني أنه خلال الفترة التي يتولّى فيها النائب الأول لرئيس الجمهورية، أو شخص آخر عُيّن بموجب المادة الحادية والثلاثين بعد المائة، مسؤوليات رئيس الجمهورية ويتمتّع بصلاحياته، لا يمكن استجواب الوزراء أو حجب الثقة عنهم، ولا يمكن كذلك القيام بإعادة النظر في الدستور أو إصدار الأمر بإجراء الاستفتاء العام في البلاد.