التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، جيرالدو ألكمين، نائب الرئيس البرازيلي، في بكين اليوم (الجمعة).
وقال شي إن الصين والبرازيل دولتان صديقتان جيدتان تتمتعان بتفكير مماثل، وشريكتان جيدتان تسيران جنبا إلى جنب، مضيفا: "في أبريل من العام الماضي، توصلتُ والرئيس لولا دا سيلفا إلى توافق مهم بشأن قيادة وتدشين المستقبل الجديد للعلاقات الصينية-البرازيلية في العصر الجديد".
وتابع شي قائلا إن البلدين تمكنا، عبر جهود مشتركة في العام الماضي، من مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، ودفع التعاون البراجماتي بشكل مطرد، والعمل على التنسيق الوثيق على الساحة الدولية.
وأوضح أن تلك الجهود لم تسهم فقط في تعزيز التنمية الخاصة بالبلدين، ولكنها أسهمت بصورة فعالة في حماية المصالح المشتركة لجميع الدول النامية.
وقال شي إن الصين والبرازيل، باعتبارهما دولتين ناميتين كبيرتين واقتصادي سوق صاعدين رئيسيين، تتشاركان مصالح استراتيجية واسعة، وتتجاوز علاقتهما النطاق الثنائي بكثير لتحمل أهمية نموذجية لتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية فضلا عن تعزيز السلام والاستقرار العالميين.
وأضاف شي أنه من خلال إدراك الطبيعة الاستراتيجية لعلاقاتهما، يتعين على الصين والبرازيل جعل العلاقات أكثر شمولا وتبادلا للمنفعة، ومواصلة تعزيز التنسيق الاستراتيجي، وإضافة أبعاد جديدة للصداقة بين البلدين.
وأشار إلى استعداد الصين للعمل مع البرازيل لمواصلة وضع خطط استراتيجية للعلاقات الثنائية برؤية أكثر تطلعا للمستقبل، وإفساح المجال كاملا لدور لجنة التنسيق والتعاون رفيعة المستوى بين الصين والبرازيل، وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والابتكار، واستكشاف المزيد من سبل تحقيق التضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية إعادة التصنيع في البرازيل ومبادرة "مسارات التكامل في أمريكا الجنوبية".
وقال شي إنه بينما يحتفل البلدان بالذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية العام الجاري، يتعين عليهما تعزيز التبادلات والتعاون في شتى المجالات، ما يشمل الهيئتين التشريعيتين والأحزاب السياسية والحكومات المحلية والثقافة والتعليم والسياحة والشباب.
وأضاف شي أن الصين تدعم اضطلاع البرازيل بدور أكبر على الساحة الدولية واستضافتها قمة قادة مجموعة العشرين العام الجاري. وأشار إلى استعداد الصين أيضا لتعزيز الاتصالات مع البرازيل والأعضاء الآخرين في مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من أجل تعزيز تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية في العصر الجديد.
ونقل ألكمين تحيات الرئيس لولا الودية إلى الرئيس شي. وقال إنه في الأعوام القليلة الماضية، تم انتشال مئات الملايين من الشعب الصيني من الفقر، وهو ما يعد معجزة في العالم، موضحا أن هذه التجربة تنطوي على أهمية كبيرة بالنسبة للبرازيل.
وقال ألكمين إن الحكومة البرازيلية ملتزمة بتحقيق النمو الشامل والمستدام، ومستعدة لتعزيز تضافر استراتيجيات التنمية مع الصين.
وأضاف أن البرازيل ترحب بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار في البرازيل، وتعزيز التعاون في بناء البنية التحتية والزراعة والتعدين ومركبات الطاقة الجديدة والاستجابة لتغير المناخ.
وأشار ألكمين إلى أن البرازيل والصين ملتزمتان بدعم التعددية والتجارة الحرة، وتتشاركان وجهات النظر نفسها بشأن العديد من القضايا الرئيسية، وتتمتعان بإمكانات هائلة وآفاق واسعة للتعاون.
وأضاف أن البرازيل مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز التنسيق الاستراتيجي على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، وتقديم مساهمات في بناء عالم أكثر سلاما وعدلا واستدامة.
