أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أهمية تعزيز الولاء السياسي في القوات المسلحة، وذلك خلال اجتماع شديد الأهمية بشأن العمل السياسي في الجيش عقد في مدينة يانآن، وهي قاعدة ثورية قديمة بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين.

وطالب شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ببذل الجهود لتأمين توافر ضمانة سياسية صلبة لبناء جيش قوي، وذلك خلال كلمة ألقاها في مؤتمر العمل السياسي للجنة العسكرية المركزية، الذي عُقد في الفترة من الاثنين وحتى اليوم (الأربعاء).

عُقد مؤتمر يانآن بقرار شخصي من الرئيس شي، بعد 10 سنوات من عقد اجتماع مشابه في قوتيان بمقاطعة فوجيان شرقي الصين. وناقش المشاركون تعزيز العمل السياسي في جيش التحرير الشعبي الصيني واتخذوا الترتيبات اللازمة لذلك.

وشدد شي على الحاجة للتمسك بالقيادة المطلقة للحزب على الجيش وبناء فريق من الكوادر رفيعة المستوى يكون مخلصا وطاهر اليد ومسؤولا وقادرا على تحقيق مهمة تعزيز الجيش.

عصر يوم الاثنين، ترأس شي أعضاء اللجنة العسكرية المركزية ورؤساء مختلف الدوائر والوحدات لزيارة الآثار الثورية في موقع وانغجيابينغ، الذي كان مقرا للجنة العسكرية المركزية في الفترة من أغسطس 1937 إلى مارس 1947.

زار شي المساكن السابقة للقادة الثوريين الراحلين منهم ماو تسي تونغ، وتشو إن لاي، وتشو ده، في يانآن لتكريم ذكرى كفاحهم الثوري.

وقال شي إن مؤتمر يانآن يمثل عودة إلى جذور الجيش الأولى.

ودعا كبار المسؤولين في الجيش إلى تحمل المسؤوليات الموكلة إليهم من الحزب والشعب، من أجل مواصلة تعزيز القوات المسلحة.

وألقى شي كلمة مهمة في المؤتمر، مشيرا إلى أنه بعد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مؤتمر العمل السياسي العسكري لعام 2014 في قوتيان وقامت بتحسين السلوك السياسي من خلال مبادرات التصحيح.

وقال شي إن إجراءات حكم الجيش بانضباط صارم تم تنفيذها على نحو شامل بتصميم وقوة غير مسبوقين، ما حقق إنجازات تاريخية في تعزيز الولاء السياسي في الجيش.

وشدد شي على أن العمل السياسي هو دائما شريان الحياة لجيش البلاد، ويجب أن يقود القوات المسلحة دائما أشخاص جديرون بالثقة ومخلصون للحزب، ويجب ألا يكون هناك مكان للفساد داخل الجيش.

وفي سياق إشارته إلى أن الجيش الصيني يواجه تحديات معقدة في العمل السياسي، قال شي إنه من الضروري مواصلة تعزيز الولاء السياسي في الجيش لضمان أن القوات المسلحة الشعبية تتمسك دائما بقيمها الأساسية، وتحافظ على النقاء، وتلتزم بشكل صارم بالانضباط.

وقام شي بتحليل المشاكل العميقة التي بحاجة إلى معالجة في العمل السياسي العسكري، مؤكدا أن السبب الجذري لهذه المشاكل يكمن في الافتقار إلى المثل العليا والمعتقدات.

ودعا شي الأفراد المعنيين على جميع المستويات، وخاصة الكوادر العليا، إلى فحص ومراجعة أفكارهم ومشاعرهم، والانخراط في عمليات تأمل تستهدف البحث الروحي، وإجراء تصحيحات جادة.

وسلط شي الضوء على العمل الرئيسي اللازم لتعزيز الولاء السياسي في الجيش، وحث على بذل الجهود لتسليح الجيش بنظريات الحزب الجديدة وتحسين قيادة منظمات الحزب، فضلا عن تحسين قدراتها على التنظيم والتنفيذ.

وأشار شي إلى أنه يجب التمسك بقيادة الحزب في جميع المجالات وفي عملية تعزيز الاستعداد القتالي بأسرها.

وحث شي على بذل الجهود لتنشئة مجموعة من الضباط ذوي الكفاءات العالية، والقضاء على الأرض الخصبة للفساد، وتعزيز الرقابة الشاملة على الضباط رفيعي المستوى فيما يتعلق بأدائهم واجبهم وممارستهم السلطة.

وقال شي إنه يتعين على الضباط على جميع المستويات، وخاصة ذوي الرتب العليا، أن يكونوا قدوة وروادا ونماذج يحتذى بها.