أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على مواصلة الجهود لحماية إيكولوجيا هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، وذلك خلال جولة تفقدية في مقاطعة تشينغهاي من يوم الثلاثاء إلى يوم الأربعاء.
ودعا شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، المقاطعة إلى تعزيز التنمية عالية الجودة من خلال تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح والسعي لتحقيق التنمية الخضراء والوحدة القومية والازدهار المشترك.
تتسم الهضبة، الواقعة شمال غربي الصين، بنظم إيكولوجية غنية ومتنوعة ولكنها هشة، وتعد موطنا لمنطقة سانجيانغيوان، التي يطلق عليها اسم "برج المياه في الصين" حيث تقع منابع نهر اليانغتسي والنهر الأصفر ونهر لانتسانغ.
وتعد تشينغهاي مقاطعة تتركز فيها أقليات قومية.
وبعد ظهر يوم الثلاثاء، ذهب شي إلى مدرسة إعدادية في شينينغ، حاضرة المقاطعة. وهي مدرسة داخلية مُولت وبُنيت بمساعدة شانغهاي، وتستوعب طلاب الأقليات القومية من المناطق الرعوية في ولاية قولوغ ذاتية الحكم لقومية التبت.
وزار شي مقصف المدرسة ومبنى للسكن الطلابي وقاعة دراسة حيث استمع إلى الطلاب وهم يتحدثون عن كيفية تغير الأحوال إلى الأفضل في مسقط رأسهم، واطلع على رسومات للطلاب.
وسلط شي الضوء على الإنجازات المهمة للتعاون بين المناطق الشرقية والغربية في البلاد وكذلك مساعدة الاقتران بين هذه المناطق، خاصة في مجال التعليم.
وقال إن هذا يظهر بشكل كامل قوة قيادة الحزب والنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، فضلا عن الدعم المتبادل بين أفراد الأسرة الكبيرة للأمة الصينية.
وتلعب مساعدة الاقتران دورا حاسما في تنمية الصين. ينتشر الاقتران بين المناطق المتقدمة والأقل تقدما على نطاق واسع عبر قطاعات منها الرعاية الصحية والتعليم والصناعات. وفي هذا الإطار، يجري توجيه رأس المال والعمال المهرة وغير ذلك من الموارد، من المناطق الأكثر ثراء إلى المناطق المتأخرة لتعزيز تنميتها.
وفي ساحة المدرسة، كان شي محاطا بأعضاء هيئة التدريس والطلاب، حيث أعرب عن أمله في أن يدرس الطلاب بجد وأن يجتهدوا من أجل مستقبل مشرق.
وفي وقت لاحق، زار شي معبد هونغجيويه العتيق. وقال إن المعبد لعب دورا مهما كجسر في تعزيز الروابط بين الحكومة المركزية والبوذية التبتية على مدى أجيال.
وقال شي "من الضروري حماية هذا التراث التاريخي والثقافي الثمين، وتجديد الجهود لتعزيز إحساس قوي بالانتماء المجتمعي للأمة الصينية، وتعزيز وحدة القوميات وتقدمها".
وأعرب شي عن أمله في أن تواصل الدائرة البوذية التبتية في المقاطعة التقاليد الرائعة للوطنية، وأن تساعد في تعزيز التناغم الديني والاجتماعي والقومي، وأن تلعب دورا نشطا في دفع التحديث صيني النمط.
وفي صباح الأربعاء، استمع شي إلى تقرير لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمقاطعة وحكومة المقاطعة حول عملهما.
وفي سياق إشارته إلى أن تشينغهاي مكلفة بالمهمة الحاسمة المتمثلة في حماية الأمن الإيكولوجي، قال شي إن المقاطعة يجب أن تضع في اعتبارها ما يجب فعله وما لا يجب فعله في تطوير صناعاتها.
وقال شي إنه يتعين على تشينغهاي الاستفادة بشكل فعال من مواردها والإسراع في بناء نفسها لتصبح قاعدة صناعية لبحيرة مالحة ذات مستوى عالمي، ومركزا وطنيا للطاقة النظيفة، ووجهة دولية للسياحة الإيكولوجية، وموردا للمنتجات الزراعية الخضراء والمنتجات الحيوانية.
وطالب المقاطعة بتعزيز الإصلاح الشامل، وتوسيع الانفتاح، وتحسين بيئة الأعمال، والمساهمة في بناء طريق الحرير الأخضر.
وشدد شي على أن تعزيز حماية البيئة الإيكولوجية يعد مهمة أساسية بالنسبة لمقاطعة تشينغهاي. وقال إنه يتعين على المقاطعة أن تنفذ بجدية قانون الحماية الإيكولوجية في هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، وأن تقيم مشروعات كبرى للحفاظ على النظم الإيكولوجية الرئيسية وإصلاحها.
وقال إن الأولوية هي حماية "برج المياه الصيني"، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز القدرة على الحفاظ على المياه.
وأضاف أنه يتعين على تشينغهاي إنشاء محميات طبيعية نموذجية، تتسم بالخصائص الصينية وذات تأثير عالمي، من خلال بناء نظام للمحميات الطبيعية، تكون الحدائق الوطنية بمثابة الدعامات الأساسية له.
ودعا شي إلى بذل جهود قوية لحل الصعوبات والمشكلات الملحة التي تهم الشعب أكثر من غيرها، وجعل الخدمات العامة الأساسية أكثر توازنا وسهولة في الوصول إليها. وقال "إن النهوض الريفي يجب أن يعطي الأولوية لزيادة الدخل للمزارعين والرعاة".
وأضاف شي أن المبادئ والسياسات الرئيسية للحزب حول العمل المتعلق بالشؤون القومية والدينية يجب تنفيذها بالكامل، مع التركيز على صياغة شعور قوي بالانتماء المجتمعي للأمة الصينية.
وشدد على أهمية الاستمرار في الالتزام بمبدأ أن الأديان في الصين يجب أن تكون صينية في توجهها، وتعزيز إدارة الشؤون الدينية بما يتماشى مع القانون.