ذكريات العيد الوطني

صادف هذا العام الذكري الثامنة لميلاد جمهورية الصين الشعبية، حيث وصل ممثلو الجمهور إلى مقاعد المدرجات على برج بوابة تيان آن مَن. ورغم أن الأمطار كانت غزيرة في ذلك اليوم، إلا أنها لم تقلل من حماسة الناس أبداً سواء كانوا مشاهدين على بوابة تيان آن مَن أو مِن الجماهير المشاركة في المراسم. وكانت هذه المرة هي الوحيدة التي تم خلالها استعراض القوات ومشاهدة مظاهرات الجماهير المؤيدة في ظل أمطار غزيرة منذ تأسيس الصين الجديدة.

احتفظ لي يونغ مينغ في ألبوماته ببطاقة المشاركة في مظاهرات الجماهير المؤيدة خلال العيد الوطني عام 1959. واشتراها بعد تقاعده في سوق بان جيا يوان بمائتي يوان صيني. وفي ذلك العام، بلغ لي يونغ مينغ من عمره عشرين سنة، حيث تحول من أحد المشاركين في المظاهرات إلى مسئول عن تنظيم أعمال إطلاق البالونات في مراسم الاحتفال. وعند حديثه عن أحوال ذلك اليوم، قال باعتزاز:

"في ذلك الوقت، لم يكن مسموحاً للمشاركين بجلب كاميرات أو نظارات مُكبِرة معهم. ونظراً لحاجة عملي، فقد سُمح لي أن آخذ معي نظارة مكبرة. وكانت مهمتي هي اعطاء إشارة إطلاق البالونات، فعليّ مراقبة بوابة تيان آن من بهذه النظارة المكبرة، وعندما أري أن الرئيس ماو قد وصل إلى وسط برج البوابة ووقف في الموضع المناسب، أعطي إشارة إطلاق البالونات. وبعد رؤية الأطفال هذه الإشارة، يطلقون بالوناتهم في آن واحد."

بفضل تطبيق الخطة الخمسية الأولى، حققت الصناعة الصينية تقدماً كبيراً، حيث ودعت الصين تاريخ خلوها من النفط بفضل استكشاف حقول داتشينغ للنفط. وتعني كلمة داتشينغ في اللغة الصينية الاحتفال الكبير، وأتى هذا الاسم من الذكرى العاشرة للعيد الوطني. وتضاعف حجم إنتاج الصلب مرتين، وتضاعفت كمية التوليد الكهربائي وإنتاج الإسمنت أيضاً. وفي الوقت نفسه، جرى مشروع إعادة ترميم ميدان تيان آن من، حيث تم بناء قاعة الشعب الكبرى ومتحف التاريخ الثوري وغيرهما على التوالي، وأعيد ترميم بوابة تيان آن من وتوسيع الميدان لتبلغ مساحته أربعمائة ألف متر مربع، وأصبح بذلك أكبر الميادين في العالم.