|
||
cri (GMT+08:00) 2013-03-26 10:20:09 |
تنطلق قمة جامعة الدول العربية للعام الحالي يوم الثلاثاء (26 مارس) في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "الأمة العربية الوضع الراهن وآفاق المستقبل".
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي يعلق آمالا كبيرة على القمة إن جدول أعمال القمة العربية المقبلة سيقتصر على موضوعات معينة وبصورة رئيسية التحديات، إصلاح وتطوير الجامعة العربية عموما إلى جانب الأزمة السورية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
وذكر العربي أنه بعد الاضطرابات العربية بدأت الدول العربية بالتعاطي مع قضاياها بشكل أكثر جدية مضيفا أن قمة الدوحة ليست قمة عادية.
غير أن مراقبين يقولون إن قمة هذا العام من الصعب أن تحمل انجازات كبيرة بسبب الانقسامات المريرة بين الدول الأعضاء بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السورية طويلة الأمد والتي أودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص وأدت إلى تشريد أكثر من مليون آخرين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قادت بعض الدول وعلى رأسها قطر والسعودية وكلاهما حليفتان للولايات المتحدة، جبهة في الاجتماع الوزاري الأخير للجامعة العربية في القاهرة لدعوة المعارضة السورية لتشغل في الجامعة مقعد دمشق التي علقت عضويتها في نوفمبر 2011.
ورفض كل من لبنان والعراق والجزائر تأييد القرار من منطلق أنه يتناقض مع ميثاق الجامعة العربية وحذرت من الآثار المترتبة على هذه الخطوة.
وفي الوقت نفسه أعطت الجامعة الضوء الأخضر للدول الأعضاء فيها لتسليح قوات المعارضة السورية. وبحسب المراقبين فإنها المرة الأولى التي تدعم فيها الجامعة العربية تسليح معارضة.
وبعد أسبوعين من قرار الجامعة الجريء، قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب 130 آخرون في 19 مارس الجاري عندما أطلق مسلحون صاروخا يحوي مواد كيماوي في بلدة خان العسل بمدينة حلب، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي السوري الذي اتهم مقاتلي المعارضة المسلحة بأنهم وراء الهجوم.
وفي حال تأكد ذلك، ستكون هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات في سوريا أسلحة كيماوية في مواجهاتها المستمرة منذ عامين.
إلا أن مزيدا من السلاح في سوريا سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء، كما سيشكل الجهاديون داخل البلاد والذين يمكنهم الحصول على كميات كبيرة من السلاح، تهديدا خطيرا على هذا البلد الذي دمرته الحرب.
والأسوأ من هذا، إن السماح للمعارضة بشغل مقعد دمشق في الجامعة وتسليح القوات المتمردة يتضائل من فرص محادثات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة ويعمق الصدع بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ما يضعف من قوة الجسم العربي.
من جهة ثانية، فإن الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، والتي تهدف على ما يبدو إلى تزويد حلفاء الأمريكان الإقليميين بالدعم السياسي والمالي، مثل التعهد بـ200 مليون دولار من المساعدات للأردن ودعوة أصدقائها الأساسيين إسرائيل وتركيا إلى تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية، يمكن أن تعمق أكثر من الانقسام في الدول العربية عن طريق تحويلها إلى "وكيل" للولايات المتحدة في المنطقة ودول مناهضة للتدخل الأمريكي.
وقال محللون إن العالم العربي يمر بوضع عصيب وبما أن الجامعة العربية ليس لديها هيئة لصنع القرار والرقابة مثل الاتحاد الأوروبي، لذا فدورها على العموم محدود.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |