المحطة الأولى لخط السكة الحديدية بين بكين وشانغهاي-عاصمة الصين بكين

 

بدأت الصين رسميا في الثلاثين من شهر يونيو هذا العام تشغيل خط سكة حديد بكين- شانغهاي، الذى ينطلق عليه أسرع قطار في العالم "القطار الطلقة" والمعروف باسم "سي آر أتش 380 إيه" الذي تعادل سرعته، سرعة طائرة نفاثة تحلق بسرعة منخفضة. وخلال التجارب قبل التشغيل حطم "القطار الطلقة" الرقم العالمي مسجلا 486 كيلومترا في الساعة على سكة الحديد شرقي الصين.

وفي بداية تشغيل الخط سيعمل 90 زوجا من مجموعات قطارات فائقة السرعة يوميا، منها 63 زوجا سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، وعدد مقاعدها 109 آلاف، بالإضافة إلى 27 زوجا سرعتها 250 كيلومترا في ساعة، وعدد مقاعدها 45 ألف مقعد.

ويربط الخط الحديدى بكين- شانغهاي الذي يصل طوله 1318 كيلومترا بين المنطقتين الاقتصاديتين المزدهرتين في الصين، وهما: "بان بوهاي"، و"دلتا نهر اليانجتسي"، ليختصر زمن الرحلة بين المدينتين إلى أقل من خمس ساعات بدلا من يومين ونصف.

ويمر خط السكة الحديدية بأكثر المناطق ازدهارا اقتصاديا واجتماعيا في شمال وشرق الصين، وتضم على التوالي، بكين وبلدية تيانجين ومقاطعة خبي في شمال الصين ومقاطعات شاندونغ وآنهوى وجيانغسو وبلدية شانغهاى بشرق البلاد .

يذكر أن إجمالى طول الخطوط الحديدية السريعة وفائقة السرعة في الصين بلغ حتى الآن أكثر من 7400 كيلومتر، وبحسب الخطط الصينية فإنها ستمتد إلى أكثر من عشرة آلاف كيلومتر بحلول عام 2012، مما يساعد في تخفيف ضغوط حركة المرور على مستوى الدولة.

الآن نبدأ رحلتنا اليوم من المحطة الأولى لخط السكة الحديدية بين بكين وشانغهاي، وهي عاصمة الصين بكين.

 

بكين غنية بالموارد السياحية

^{القصر الإمبراطوري}

إن مدينة بكين إحدى المدن الحضرية المشهورة في العالم وعواصم الصين القديمة. تأسست هذه المدينة قبل أكثر من ألفي سنة. وأقدم الأسماء لها هو "جي". وظلت هذه المدينة مركزا لشمال الصين منذ توحيد الإمبراطور شي هوانغ دي الصين عام 221 قبل الميلاد. وابتداء من عام 938 الميلادي، أصبحت بكين عاصمة مرفقة لأسرة لياو الملكية وعواصم أسر جين ويوان ومينغ وتشينغ الملكية. وتأسست جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر عام 1949، حيث حددت بكين رسميا عاصمة لها. وفي الوقت الحالي، تعد مركزا سياسيا وثقافيا للصين ومركزا مزدهرا لاتصالات والتبادلات الدولية.

تمتلك بكين موارد سياحية وافرة على غرار القصر الإمبراطوري وأطلال إنسان بكين في منطقة تشوكوديان، والقصر الصيفي، المعبد السماوي والقبور الثلاثة عشر لأسرة مينغ، وقد أدرجت منظمة اليونسكو كل هذه المعالم في قائمة التراث الثقافي العالمي.

ويسمى القصر الإمبراطوري ب" المدينة المحرمة "، حيث كان 24 إمبراطورا لأسرتي مينغ (من عام 1368 إلى عام 1644 ) وتشينغ ( من عام 1644 إلى عام 1911) قد أقاموا فيه وأداروا منه شؤون الصين. يتكون القصر من 9999 غرفة أو قاعة أو قصرا. وهو اكبر واكمل مجموعة من القصور المحفوظة حتى اليوم في العالم، ويعد معلما بارزا في فن العمارة. يتكون من مبان ضخمة منسقة وأسوار عالية وساحات واسعة. تحفظ فيه آثار تاريخية ثمينة كثيرة من عهد أسرة شانغ (من القرن 16 إلى القرن 11 قبل الميلاد ) إلى أواخر عهد أسرة تشينغ وعددها أكثر من مليون قطعة أثرية. لذا يحمل اسم " كنز الآثار النادر."

^{سور الصين العظيم}

يقع القصر بجوار ميدان تيان آن من في وسط بكين، يسهل الوصول إليه عبر مختلف وسائل المواصلات، حيث يمكن للزوار أن يصلون إليه بالسيارات العامة وقطارات الأنفاق مباشرة. يفتح متحف القصر الإمبراطوري أبوابه طول السنة من الساعة الثامنة والنصف صباحا الى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر .

يبلغ عدد الأماكن السياحية المفتوحة أمام الزوار أكثر من مائتي موقع. وتوجد فيها 7309 مواقع أثرية في أنحاء المدينة.

ومن الآثار التاريخية المشهورة في بكين أطلال إنسان بكين القديم في منطقة تشوكوديان. تقع أطلال تشوكوديان للانسان القديم على جبل لونغ قو في قرية تشوكوديان بحي فانغ شان في ضاحية بكين الجنوبية الشرقية. اكتشفت هذه الأطلال في عام 1927 وتم حتى الآن اكتشاف 25 منها. وفي عام 1929 اكتشف عالم أثري جماجم الانسان القديم في هذه المنطقة وأسمّى هذا الانسان القديم "انسان بكين القديم". وكان انسان بكين القديم يعيش في فترة ما قبل 600،000 الى 200،000 سنة في منطقة تشو كو ديان. واكتشفت في تشو كو ديان 6 أحافير جماجم و157 أحفور أسنان والعديد من أحافير عظام انسان بكين القديم وأطلال تدل على استخدام هذا الانسان القديم للنار. وفي عام 1930 اكتشفت أطلال "انسان الكهف" في نفس المنطقة حيث اكتشفت 3 أحافير جماجم والعديد من أحافير العظام، التي يرجع تاريخها الى أوائل العصر الحجري القديم. وفي عام 1967 اكتشفت أطلال "انسان الكهف الحديث" الذي يرجع تاريخه الى ما بين عصر "انسان بكين القديم" وعصر "انسان الكهف".