المحطة الأولى لخط السكة الحديدية بين بكين وشانغهاي-عاصمة الصين بكين

أزقة بكين

هناك مثل في بكين يقول إن من لم يدخل أزقة بكين، من الصعب عليه معرفة بكين، ومن لم يدخل أزقة بكين، لا معنى لزيارته بكين." وفي بكين، تتشابك أزقة كبيرة وصغيرة كشرابين دم تنتشر في كل أنحاء المدينة، وذلك يعتبر أحد الخصائص المعمارية لمدينة بكين. واذا أراد السياح خارج المدينة أن يلمسوا عن قرب ثقافة وأوضاع الحياة في بكين، فلا بد من أن يزوروا أزقة بكين القديمة. ونصحبكم الآن في زيارة أزقة بكين.

زقاق نانلوهقو

هذه الأزقة ظهرت بعد تحديد بكين عاصمة لأسرة يوان الملكية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكان الحكام في ذلك الوقت من قومية منغوليا، وتنتمي كلمة "الأزقة" إلى اللغة المنغولية وتسمى ب"هوتو" بمعنى "البئر" في اللغة المنغولية، وفي البداية كانت الأزقة في بكين موزعة حسب مواقع الآبار، لأن الناس في ذلك الوقت أكدوا على ضرورة ضمان وجود بئر في كل زقاق. وبعد مئات السنين من التنمية والتطور، أصبحت الأزقة كلمة معمارية تعني الشوارع الصغيرة في المدن شمال الصين. وعادة ما تمتد الأزقة في بكين من الشرق إلى الغرب، وعرضها لا يتجاوز تسعة أمتار.

يمكن القول إن عدد أزقة بكين لا يحصى، وهناك مثل يقول إن الأزقة المشهورة يبلغ عددها ثلاثمائة وستين زقاقا، أما الأزقة المجهولة فعددها كثير للغاية. وكان عدد أزقة بكين قد وصل إلى أكثر من 6000 زقاق. ويبدو أن كل الأزقة لونها واحد وهو رمادي وأشكالها متماثلة، ولكن في الحقيقية فلكل زقاق معنى أو قصة خاصة به. لقد قال عالم محلي للعادات والتقاليد الشعبية إنه يمكن الشعور بحياة الأزقة في ذلك الوقت من أسمائها المختلفة والمميزة، فبعض أسماء الأزقة تعبر عن أمنيات أبناء الشعب، مثلا، يسمى زقاق ب" أعماق الأزهار"، ويوحى من اسمه فقط بشكل جميل. وبعض الأماكن كان يسكن فيه شخص مشهور أو له تأثير، فيحتفظ اسم الزقاق المسمى باسم هذا الشخص إلى وقتنا الحاضر. ويوجد في بكين زقاق يسمى بزقاق "عصا خيزران"، لأن شكله مثل عصا خيزران. ويسمى زقاق بزقاق آخر "الحزام اليشمي" لأن شكله مثل الحزام اليشمي الذي كان يرتديه المسؤولون القدماء. كما يسمى زقاق بشارع غليون الميل، لأن هذا المكان كان يباع فيه الغليون.

وقد أصبحت هذه الأزقة أو الشوارع القديمة والصغيرة المميزة الموجودة في بكين فقط وسيلة لتجسيد ثقافة بكين، وأعجبت جاذبيتها الخاصة الناس من كل أنحاء العالم.

^{زقاق نانلوهقو}

والأزقة في بكين الجديرة بالزيارة أكثر من غيرها هي أزقة قرب بحيرة شي تشا هاي. تقع بحيرة شي تشا هاي وسط المدينة وتتكون من ثلاث بحيرات هي البحيرة الأمامية والبحيرة الخلفية والبحيرة الغربية، ويبنى جسر حجري صغير عند ملتقى البحيرتين الأمامية والخلفية اسمه "ين ديان". والمناظر قرب جسر ين ديان جميلة جدا، ويعتبر الصعود على هذا الجسر والوقوف عليه لمشاهدة المناظر المجاورة أمرا مريحا، وفي جو صاف، يمكنك أن ترى إطار الجبال البعيدة. ويوجد قرب بحيرة شي تشا هاي العديد من الأزقة والدور الرباعية التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد، بما فيها بعض مساكن الشخصيات المشهورة وعدد من الحدائق الخاصة مثل مقر الملك قونغ وانغ الذي يستحق الزيارة.

خلال السنوات الأخيرة ومع تطور بناء المدينة، تزايدات أعداد البنايات والعمارات والضخمة داخل بكين، وقلت الأزقة. وبدأت حكومة مدينة بكين حماية بعض الأزقة المتميزة. ومن أجل إطلاع الناس على حياة البكينيين القدماء، أصدرت مصلحة السياحة ببكين مشروع "التجول في الأزقة" حيث يمكن للسياح أن يتجولوا في الأزقة على متن الدراجات الثلاثية ويدخلوا الدور الرباعية حيث يشربون كوبا من الشاى ويستمعون إلى قصص البكينيين القدماء للإحساس بحياتهم.

ويعتبر التجول في أزقة منطقة بحيرة شي تشا هاي بواسطة ركوب الدراجات الثلاثية أمرا جذابا للكثير من السياح الأجانب والصينيين من المدن الأخرى.

وتوجد في بكين شركات سياحية خاصة بتنظيم أعمال "التجول في الأزقة"، والتي تضم زيارة الضيوف لبرج الطبل والجرس للإطلاع على كافة ملامح بكين ودخول الأزقة وركوب الدراجات الثلاثية لزيارة الأزقة وبيوت الشخصيات المشهورة ومقرات الملوك المشهورة وزيارة منازل المواطنين في الدور الرباعية لمعرفة حياة الصينيين العاديين. ويتراوح ما يدفعه كل شخص مقابل كل خدمة ما بين 100 و200 يوان صيني.