رسام صيني مشهور في اللوحة الزيتية---الفنان سو قاو لي

ويمكن القول إن مشواره الفني كان مرافقا بموجات من التقلبات الاجتماعية ، حيث أعاقته "الثورة الثقافية" عن الابداع الفني وحتى عام 1972، وبدأ سو قاو لي إعادة اتخاذ فرشاة رسم مرة أخرى وركز إبداعه الفني على اللوحات الزيتية حول المناظر الطبيعية وصور الشخصيات .

تعد الحياة الريفية الطويلة المدى لسو قاو لي مواضيع الابداع الفني ، فكثيرمن أعماله الفنية تتعلق بالحياة الريفية مثل اللوحة الزيتية الضخمة المشهورة بعنوان " على جبال تايهانغ " . وقال سو قاو لي إن المناطق الريفية مهمة جدا بالنسبة له وينبع إلهامه الفني دائما من حبه للمناطق الريفية .

"خلال الفترة ما بين أوائل سبعينات القرن الماضي الى أواسط ثمانينات القرن الماضي ، زرت منطقة جبال تايهانغ عدة مرات لأنها ليست مسقط رأسي فحسب ، بل تعد قاعدة فنية لي . وتم تشكيل الاتجاه الرئيسي لأعمالي الفنية، أي عكس العادات والتقاليد الشعبية في المناطق الريفية في شمال الصين . "

وبالنسبة الى استخدام اللوحات الزيتية الغربية في عكس المشاهد الريفية الصينية البسيطة، قال سو قاو لي إنه كان يمارس تقليد خصائص أساليب الفنانين الغربيين أثناء الدراسة في الاتحاد السوفياتي، وهو تقليد من التقنيات الغربية للسادة لمعرفة خصائص لغته الفنية، ولكن بعد عودته الى بلاده، حاول سو قاو لي تعبير النكهة المحلية الصينية والعادات والتقاليد الصينية من خلال لوحاته الزيتية بشكل كامل.

" هناك تغيرات عاطفية أثناء الابداع الفني ، كانت أبدعت مجموعة من اللوحات الزيتية حسب الأساليب الغربية ، وبعد عودتي الى البلاد ، أحاول إبداع اللوحات الزيتية لاستخدام الألوان الصينية الأصلية وتنسيقا مع الأسلوب الغربي ، الأمر الذي أدمج الروائح الصينية مع جوهر اللوحات الزيتية في آن واحد . "

بعد عودته الى الصين ، خاض سو قاو لي نفسه في أعمال التعليم والتربية حول اللوحات الزيتية في ألاكاديمية المركزية للفنون الجميلة حيث عمل استاذا حتى تقاعده. ومع ذلك، قال سو قاو لي من مشواره الفني كان يشهد أكبر تغير في أواسط ثمانيات القرن الماضي. حيث ركز معظم جهوده في أعمال التعليم والتربية.

" أعتقد أن تطوير اللوحات الزيتية في الصين هو عملية طويلة ، فتحويل اللوحات الزيتية الغربية الى اللوحات ذات الخصائص الصينية يعد مهمة كبرى يحتاج الى جهود عدة أجيال . لذلك ، أبذل أقصي جهودي في التعليم والتربية ."

حينما تحدث سو قاو لي عن خصائص اللوحات الزيتية الصينية ، قال إن اللوحات الزيتية شيء أجنبي وارد من الخارج ، رغم أنها موجودة في الصين لأكثر من 200 سنة، إلا أنها لا تزال في مرحلة الإبداع الواقعي .

" مر تطوير اللوحة الزيتية الغربية بعدة مراحل، وشمل المدارس المختلفة مثل المدرسة الكلاسيكية والواقعية والرومانسية والتأثيرية والانطباعية والمدرسة الوحشية والتعبيرية والتكعيبية والتجريدية والسيريالية والمستقبلية وغيرها ، إنها معقدة جدا . ولكن اللوحات الزيتية الصينية ما زالت تنتمي الى مرحلة الابداع الواقعي من أجل التعميم والقبول من قبل الجماهير. "

وقال سو قاو لي إن جاذبية اللوحات الزيتية هي نقل المشاعر مباشرة من خلال أسلوب واقعي. إنه ستعمل على نشر مفاهيمه الفنية الى المزيد من الناس.