|
||
cri (GMT+08:00) 2014-07-24 14:15:39 |
20140724wenhua
|
اشترى احد هوات التصوير كاميرا افلام مستعملة من سوق البراغيث، استخدم الفتى ثلاث بكرات الفلم وراجع المعطيات لايام حتى يتقن التحكم اليدوي الكامل بماركة هاياو، تكون هذه هي الكاميرا الاولى له، كما تعد من مائات الكاميرات في متجره. اسم هذا الشاب ليو يانغ، ولد في ثمانينات القرن الماضي بريف في مقاطعة خنان. انه صاحب متجر spring cameras لكاميرا بولارويد المستعملة، وقد حقق افكاره الفنية والادبية وحلمه للتصوير.
"يكون ديكور وترتيب المتجر محبوبا، وله جو الحنين الى الماضي، اذهلني هذا الجدار عندما رايتُه لاول مرة." وحسب تقييم احدى زبناء متجر الكاميرا لليو يانغ، فان "الجدار" الذي تذكره هو الجزء الاكثر جاذبية في المتجر، وتتوزع على رفوف البضائع مائات كاميرات بولارويد وكاميرات الفيلم الاخرى المستعملة، وهو مشهد يشرف عيون الوافدين حيث ادهشهم العدد الهائل والانواع الكاملة من الكاميرات التي جمعها. ومن جهة اخرى، تحمل هذه الكاميرات ذاكرة ليو يانغ الكاملة ببكين.
جدار متجر الكاميرا
ظهرت الافكار والمشاعر الفنية لليو يانغ منذ ايام دراسته، حيث يحب ادب الشباب وعرف موسيقى الروك من مجلة المكتبة، وتمكن من اخذ الصور باستخدام الكاميرا التي اشتراها اخوه، واشترى الكاسيت بمصروفه الخاص للاستماع الى الاغاني، كما تبادل الرسائل مع اصدقائه. ومع ذلك، لم تتح له فرصة الحصول على هذه الامور حقيقيا، وبسبب عدم وجود من يشاركه نفس الطموح والميول للتواصل معه في مسقط راسه، هاجر ليو يانغ الى بكين بعد امتحان دخول الجامعات الوطنية، والتي تعتبر مكانا مليئا بامكانيات وفرص لا تحصى. ومن اجل الحياة الاساسية، وجد عملا عتبته منخفضة كرجل للامن، حيث حرص على "راتبه العالي" الذي يبلغ الاف اليوانات شهريا، غير انه لم يفهم الا بعد دفع رسوم الوسيط والوصول الى مكان العمل ان كل هذه الوعود خدعة اعلامية، ولم يحصل من الراتب الشهري اخيرا الا على 600 يوان، ويعمل رجال الامن 8 ساعات بصورة نظامية، ودائما ما يعمل ساعات اضافية، حيث تتجاوز ساعات العمل الحقيقية 10 كل يوم. ان الغرفة الكبيرة بركن الجراج الواقع بالطابق الثالث تحت الارض مكتظة بالاسرة المزدوجة بالطابقين حيث يسكن ليو يانغ هناك. وقال ليو يانغ:
"انه بارد في الصيف، وحينما نشعر بالحرارة حتى ولو لبسنا الاقمصة في الخارج، فلا يمكن ان ننام مساءا الا بعد استخدم التدفئة الكهربائية تحت الارض."
تطبق الادارة العسكرية على رجال الامن، ان يتدربوا بعد انتهاء النوبة كل يوم، وكان وقت الاستيقاظ واطفاء الضوء ثابتا ايضا، ويكون مسار الحياة اليومية ثلاث نقاط على سطر واحد لا غير: بوابة الحي وساحة التدريب والمسكن، والجزء الاكبر من الذين يتواصل معهم سكان الحي بالاضافة الى زملاء العمل، ولكن في عيني ليو يانغ، ليست الحياة هنا مملة، ربما بسبب انه جاء الى بكين قبل فترة وجيزة، كان ينهمك في الناس والاشياء من حوله، حيث يتبادل التحية الودية مع سكان الحي ويتحدث معهم بين الحينة والاخرى.
"من بين سكان الحي صديقان حميمان، كانا يدعواني للطعام."
صاحب المتجر ليو يانغ
بين الاصدقاء الذين تعرف ليو يانغ اليهم زوجته تساو هوي مين التي ظلت ترافقه حتى اليوم. قال ليو يانغ وهو يبتسم:
"اكبر ثمار تلك التجربة هي زوجتي."
كانت تساو هوي مين التي تخرجت في اختصاص التمريض تسكن في الحي الذي كان يعمل فيه ليو يانغ اثناء التطبيق الميداني، وكان يسلم عليها يوميا، وله علاقة جيدة مع زملائها المتدربين، حيث نشا لديها انطباع جيد له.
"يعامل الاصدقاء بحرارة، ولا يوجد لديه شعور بالغربة وان تعرفت عليه قبل قليل، انا شخص انطوائي وهادئ نسبيا، لكنه يفيض رقة وانسا واشعر دوما انه مختلف عن اصدقائي، وهو يحب القراءة ويعرف كثيرا من الاشياء المتعلقة بالموسيقى والتصوير التي لا اعرفها. جذبني مذاق الادب والفن عنده الى حد كبير."
في الحقيقة ان ليو يانغ لم يتخل عن مشاعره الفنية اثناء العمل ايضا، ان دخلت مسكنه الواقع في الطابق الثالث تحت الارض تجد سريره ليس مثل غيره تماما، حيث يخضع من حيث الظاهر بالنصوص الادارية للشركة خضوعا صارما ويكون مرتبا ومنتظما كانه سرير في القوات، غير ان فراش ليو يانغ اكثر ارتفاعا من غيره، حيث تكون تحت الفراش كتبه واشرطة مغنطيسية واليوميات ورسائل الاصدقاء، في رايه، ان هذه الميول جديرة بالمثابرة.
بعد سنتين، حصل ليو يانغ على كاميرا بماركة هاياو من سوق البراغيث للمعروضات، وقد فتحت فصلا جديدا من حياته ببكين، وجد ليو يانغ ان حماسته للتصوير لم تخف، وسعر كاميرا الفيلم يشعره ان هذه الهواية لم تعد بعيدا عن المتناول. اشترى ليو يانغ كاميرات الفيلم على التوالي، واصبحت مهارته على التصوير خارقة على نحو متزايد، ولفت نظر ليو يانغ خبر على الانترنت عن التنازل عن الافلام العتيقة. من المعروف ان الفلم المتجاوز زمنه بسنتين او ثلاث سنوات ما زال يمكن استعماله طبيعيا ان لم يفتح، حيث يعطى تاثيرات مختلفة احيانا. كانت بكرة الفلم التي تباع بحوالي 10 يوانات وحدها ب3 يوان فقط. باعها ليو يانغ بضعف سعر الشراء على الانترنت، كانت مبيعاتها جيدة وباع في اثناء شهر اكثر 200 بكرة جلبها على التتابع، ومن ثم كسب 2000 يوان او اكثر، كما وجد ان هناك افاقا واسعة لتجارة البضائع المستعملة، كما قال به ليو يانغ:
"عمل المضاربة هذا يجعلك تجد امكانية اخرى، كنت اظن انه يمكنني بيع كاميراتي هكذا ايضا، لان ذلك يتطابق مع رغبة الشباب في المشاعر الفنية المتمثلة في التصوير بالفيلم. اخذت صور الكاميرات التي اشتريتها وارسلتها الى موقع الانترنت وتم بيعها اجمالا في غضون يوم او يومين."
تكون كاميرا الفلم معقدة نسبيا في طريقة التشغيل، كما تتطلب ارقى فن للتصوير، ليس من الممكن مشاهدة الصور بعد التصوير فورا الا بعد انتظار النتيجة الاخيرة للتحميض، انها مضيعة للافلام بيد ان جودة التصوير لها اعلى من الكاميرا الرقمية.
متجر spring cameras
تسير اعماله التجارية على الانترنت في الطريق النظامي تدريجيا، وفي العام الماضي، ادار الزوجان اول متجر داخلي لكاميرات بولارويد وكاميرات الفيلم المستعملة الاخرى اطلقا على المتجر الصغير اسم spring cameras، وقاما بتزيين مميز له، واضافة الى الحائط المليء بالكاميرات، يتوزع في الجهة المقابلة مختلف انواع الكتب بما فيها كتب حول التصوير والادب والتاريخ وتلتصق بجانب الباب صور التقطت بكاميرات بولارويد، وقال ليو يانغ ان هذا الترتيب يعطي الناس سعورا جديدا، كما شاع خبر المتجر بين الشباب بسرعة.
"لم يكن هناك متجر خاص بكاميرات بولارويد وكاميرات الفيلم المستعملة الاخرى الموجهة للشباب ببكين حتى في البلاد في عام 2012، كانت توجد فقط سوق تجهيزات التصوير، ويعاملك العامل في الدكان معاملة باردة ان دخلته، اود تغيير اراء الناس عن مثل هذه المتاجر، وهذه هي الحقيقة الواقعة. توافد على متجري عدد كبير من الزبائن لرؤية هذا الجدار وشعروا بانهم يدخلون عالما غريبا وقد اشاعوا خبره للاصدقاء."
اعجب الكثير من هواة التصوير بمتجر ليو يانغ الشهير حيث توافدوا اليه لالقاء نظرة، وبعدئذ اصبح الكثير من الزبائن اصدقاءه. في الواقع فان المصاريف الاساسية المشتملة على الاجرة والماء والكهرباء للمتجر قد بلغت معظم المدخول الشهري لليو يانغ مقارنة مع المتجر على شبكة الانترنت، ويعد كيفية تحسين سمعة المتجر ورفع حجم اعماله المسالة التي تتعلق بتنميته في المرحلة الحالية، ان سعر تحميض وطبع الافلام واوراق التصوير لكاميرا بولارويد اعلى من كاميرا SLR بكثير، وكيفية الحفاظ على اقبال الشبابعلى هذا النوع من الكاميرا هي المشكلة التي تتطلب جهود ليو يانغ وزوجته.
ينظم ليو يانغ الان بعض الانشطة في الهواء الطلق ويشرح كيفية استخدام كاميرا الفيلم ويتبادل مع هواة التصوير عن التجارب والفكر لرفع مهارته التصويرية ومعرفته للتصوير من خلالها. الفن ياتي من الحياة واعلى من الحياة، وخلال السنوات ال8 التي قضاها في بكين، كان رجلا للامن وسبق له ان سكن في السرداب وارسل الزهور الندية وعاد الى البيت ماشيا في سبيل الاقتصاد في تذكرة الحافلة البالغ سعرها يوانا واحدا، ولم يكن يحصد ما يحتاجه في اكثر الاحيان. عانى ليو يانغ الام الحياة، ويامل في تصوير تقرير ميداني عن موضوع انساني في المستقبل ليجعل الناس يفكرون في وسيلة للتعبير عن الواقع على نحو واضح وضرب الجرح مباشرة لتعريف اكثر من الناس بسحر التصوير بشكل حقيقي واكتشاف مباهجه والمشاركة فيها.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |