نمو البرامج التلفزيونية للبحث عن الحب في الصين

هذه البرامج التلفزيونية تساعد الشباب على البحث عن شركات حياتهم

لقي نوع من البرامج التلفزيونية الترفيهية ترحيبا كبيرا لدى المشاهدين الصينيين خلال السنوات الأخيرة، وهو البرنامج الخاص بمساعدة الشباب على البحث عن شركات حياتهم، والتي تتصدر دائما أعلى نسب المشاهدة ضمن البرامج التلفزيونية الترفيهية الصينية. وفي هذا الظل، أصدرت مختلف القنوات التلفزيونية العديد من هذه البرامج التي تدعو بعض الشباب والشابات للإنضمام إليها ويتبادلون آراءهم حول الحب والزواج والحياة، من أجل البحث عن الذين يعجبهم عبر هذه البرامج، حتى الوصول معهم إلى الزواج. ولكن، من أجل رفع نسبة المشاهدة، اتخذت بعض القنوات مختلف الإجراءات غير المقبولة لدى معظم الأبناء، وبما فيها تزييف هويات ضيوف البرامج والسماح لهم بالتعبير عن بعض الآراء غير المتوافقة مع الأخلاق التقليدية وحتى تشجيعهم للتهجم الشخصي على الآخرين، مما أحدث جدالا واسعا حول هذه البرامج في المجتمع. نظرا لذلك، أصدرت المصلحة الصينية العامة لإدارة الإذاعة والتلفزيون والأفلام سلسلة من الإجراءات لمنع هذه السلوكات، غير أن هذه البرامج ما زالت مقبولة لدى المشاهدين الصينيين.

ظهرت البرامج التلفزيونية الخاصة بمساعدة الشباب والبنات على اختيار شركاء حياتهم قبل عشر سنوات، وكانت تنال ترحيبا كبيرا لدى المشاهدين أيضا. وأعتقد أن ذلك يعود إلى سببين: الشكل الجديد والموضوعات الممتعة لهذه البرامج. وقبل ظهور هذه البرامج ، لم يكن يوجد في الصين برنامجا تلفزيونيا متعلقا بالتعارف بين الشباب والبنات من خلال المشاركة في برنامج تلفزيوني ، لذلك ففور بدئها، جذبت هذه البرامج أنظار العديد من المشاهدين.

هذه البرامج تساعد على التعارف بين الشباب والبنات

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، كل الذين انضموا إلى هذه البرامج جاؤوا من الأبناء العاديين، إن ذلك ممتع بالنسبة للمشاهدين.

وبذلك، أصبحت هذه البرامج مقبولة لدى المشاهدين فور ظهورها. أعتقد أن الهدف الرئيسي لإعداد هذه البرامج هو خلق فرص يتعرف فيها الشباب والفتيات على بعضهم البعض، مما يساعد راغبي الزواج على الوصول إلى نصفهم الآخر. وفي بداية ظهورها في تسعينيات القرن الماضي، لعبت هذه البرامج التلفزيونية دورا حقيقيا في مساعدة راغبي الزواج على حل مشكلة الزواج. ورغم أن البرامج كانت برنامجا ترفيهيا، غير أن مضامينها كانت حقيقية، يعني أن الشباب والفتيات المشاركين فيها كانوا حقا راغبين في اختيار شريك حياة لهم من خلال المشاركة في هذه البرامج. وبالإضافة إلى ذلك، كان معظم الموضوعات التي ذكرت في البرامج لم تتجاوز حدود الأخلاق. غير أنه في الوقت الحالي، أصبحت أفكار الشباب والشابات منتفحة أكثر مما كان الحال عليه قبل أكثر من عشر سنوات.

مثلا، طرحت العديد من الفتيات في هذه البرامج التلفزيونية مطالبهن للظروف المادية للشباب الذين يطلبون التزوج معهن. وفضلا عن ذلك، في الوقت الحالي، لا تهدف العديد من هذه البرامج إلى تقديم الخدمات، بل تسعى إلى جذب المزيد من المشاهدين ورفع نسبة المشاهدة لها، لذلك فإن العديد من القنوات التلفزيونية قامت بتزييف هويات المشاركين في البرامج ، الأمر الذي يؤدي إلى مخالفة بعض البرامج التلفزيونية في هذا المجال هدف إنشائها الأصلي. وها هو الفرق بين البرامج الحالية والبرامج السابقة.

أعربت بعض الفتيات المشاركات في هذه البرامج عن رغباتهن في الزواج مع شباب أغنياء خلال مشاركتهن في البرامج

أعربت بعض الفتيات المشاركات في هذه البرامج عن رغباتهن في الزواج مع شباب أغنياء خلال مشاركتهن في البرامج، وأعتقد أن إعراب بعض الفتيات عن رغباتهن في الزواج مع الأشخاص الأغنياء أمر معقول. لكن، إذا عبرت فتاة عن هذا الرأي في برنامج تلفزيوني عام وخاصة في برنامج اخيتار الحبيب، فإن ذلك يعني أن هذا الرأي أصبح مقبولا لدى المجتمع. لكن في الحقيقة، إن الحالة المادية ليست سببا وحيدا لاختيار شريك الحياة. والمال ليس كل شيء في الحياة. وعندما اختارت فتاة شابا للزواج، أعتقد أنها يجب أن تفكر في أشياء عديدة، مثل أخلاق الشاب وطبيعته وحبه لها. فإن الحالة المادية ليست كل شيء لاختيار شريك الحياة، الامر المهم هو الحب والتعامل السليم بين الشخصين، ويعتبر ذلك أساس للحياة الزوجية السعيدة. لذلك فإن البرامج التلفزيونية يجب عليها أن تحدد بعض الكلام غير الصحيح من المشاركين، من أجل تجنب ترك تأثير سلبي على أفكار المشاهدين وخاصة الأطفال.

رغم أن هناك مشاكل مختلفة في هذه البرامج، لكن بلا شك أن نوع البرنامج جديد وممتع، فكيف تتطور هذه البرامج بصورة أحسن في المستقبل؟ أعتقد أن البرنامج التلفزيوني الممتاز يجب عليه أن يقدم معلومات صحيحة للمشاهدين وينشر الثقافات الممتازة، لذلك فإنه ليس وسيلة ترفيهية فقط، بل هو يؤثر على المشاهدين، لذلك فإن البرامج التلفزيونية يجب عليها أن تنقل أفكارا صحيحة للمشاهدين، ويجب على القنوات التلفزيونية تعزيز إدارتها وسيطرتها على برامجها.

برنامج اختيار الحبيب هي الطريقة التي يتعرف بها الشباب والشابات على بعضهم البعض

تعتبر المشاركة في برنامج اختيار الحبيب هي الطريقة التي يتعرف بها الشباب والشابات على بعضهم البعض. ومن خلال التلفزيون، يمكن للذين يرغبون في الزواج أن يجدوا المزيد من الناس الذين يعجبونهم. ويتيح التلفزيون لراغبي الزواج فرصة جيدة يصلون فيها إلى نصفهم الآخر.

ومقارنة مع مواقع الانترنت والصحف والمجلات، يتسم التلفزيون بتفوق بارز. ومن خلال البرامج التلفزيونية، يمكن لكل من الشباب والشبات أن يلتقي ببعضهم البعض مباشرا، ويتبادلون الآراء وجها لوجه. لذلك، فإذا كانت هذه البرامج التلفزيونية تبث تحت إدارة جيدة وقيادة صحيحة، فإنها ستصبح وسيلة فعالة ومفيدة جدا لمساعدة الشباب والشابات على البحث عن أحبائهم.